الأحد ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم توفيق الحاج

أحلام ولا في الأفلام..!!

في ليلتين متتاليتين حلمت اللهم اجعله خير حلمين لذيذين احدهما بطعم الكنافة النابلسية،والثاني بطعم الكنافة العربية،وللحق فاني اعد محظوظا بالنظر إلى المثل القائل «حلم الجعان عيش »..!!

في الليلة الاولى أقبلت شهرزاد واقصد المدام على شهريار الملك بكأسين من المدام «شاي ليبتون» والله..!! بلاش نقع في السنة مشايخ اخر زمن، وفتاواهم الخارقة الحارقة..!!

المهم شربت الراح المطلوبة بعد عشاء المقلوبة، وتمددت من التعب كما حمل من التين مع الرطب..!! بعد يوم حافل بمشاكل الصبيان في أسوأ الأيام والأزمان..!!

لم ادر بنفسي وشهرزاد تهز شهريار القتيل دون جدوى،وزاد يأسها، وقنوطها لما غابت شمس الزنجبيل، وعلا في فضاء الأرض الواسعة شخيرسيمفونية الساعة التاسعة..!!

رأيت فيما يرى النائم.. ان موتمر القمة قد انعقد،وخرج العقيد الأخضر صاحب العتاد،والعدد ببيان مشترك يحفه التبويس مابين الملك، والأمير، والرئيس، وقد اتفقوا جميعا على أن يفوضوا مبارك وعبد الله تربيع وعباس بحل القضية بعيدا عن عيون مشعل، والزهار، وهنية، ويتفاهموا مع إسرائيل بطرق رومانسية..!!

وفعلا بدأت المفاوضات المباشرة، وغير المباشرة،وفرح الأمريكان، ولم يكن بالإمكان أحلى مما كان.. ففتحت إسرائيل على الفور بشهامة «أبو النار» في باب الحارة كل المعابر، وأزالت الحواجز الثابتة، والطيارة ...

بدا الليخم، وبيرة المكابي يملان المحلات، وصرت أرى اليهود واليهوديات يتسكعون بيننا في الطرقات ونظرات الفضوليين المحرومين تلاحقهم لتلتقط قبلة هنا، وربما حضن هناك، ومنهم من هم اليوم يستظلون في كنف السماحة والفضيلة.. سبحان المغير..!!

عادت أفلام ليلة السبت الإسرائيلية..، وعاد روادها فلا أكاد أجد أحدا في الشارع وأخذت اسمع في سوق الأربعاء عبارا ت ما قبل الانتفاضة الأولى شالوم خبيبي...بيسيدر...كاديما..عربيم نخماديم.. العمال يهرولون بنشاط في الصباح الباكر إلى باصات «ايجد» لتأخذهم إلى أعمالهم.. وصار المقامرون يعبئون اللوتو.. هبايس أملا في أن يصحوا من على الحصيرة الى الملايين الكثيرة وأصبح مخاتيرنا يذهبون للإفطار في المجدل، والصلاة في القدس، والعشاء في تل أبيب، وعاد التجار نفس تجار عهد الأنفاق السعيد الى أقرانهم التجار الإسرائيليين من جديد، وعقدوا الاتفاقات التجارية، والرشاوى على أكتاف الغلابة، والعبيد..فيبيعون لهم زبالة «سوق دالت» بأضعاف أضعاف سعرها من الشيكل الجديد!!

قمت اهتف دون وعي: معقول رجعنا ثاني لأيام الشيمينت، والمرجرينا...!! وراحت على اللي راح... وين حماس...؟ وين الجهاد..؟ وين الشعبية...؟ وين دم الشهدا.؟. يا خسارة الانتفاضتين وما بينهما..!! لم يعرني احد انتباها أو طرفة عين كما لو أنني من مجاذيب سيدنا الحسين.. الكل كان منهمكا في حالة الانفتاح وفك الحصار..!!

أيقظتني شهرزاد وأنا ازعق وأولول في رابعة النهار وحد الله يا ختيار.. قوم فاتتك صلاة الصبح.. قوم أقولك..آ خر الأخبار مش عباس حردان وحالف يمين ما حيروح على القمة. لان العقيد الأخضر لما دعاه لزيارته في الشهر الماضي أعطى له قفاه على الفاضي..!!

أما في الليلة التالية تسحبت شهرزاد الغالية إلى ذات المكان كالمعتاد في تمام الوقت و الميعاد وفي يدها كوبا من الحليب حسب ما أوصى الطبيب خاصة بعد «البصارة» الميمونة، وعليها نصف ليمونة، وتبادلت معها كلمتين لجبر الخاطر قبل ان اسلم الدفاتر، فبدأت ببث نشرة المحلية الأخبار عما جرى في الحارة، ودار ومع أول خبر نمت على جنبي اليمين، وعلى الفور رأيت فيما يرى النائمين إن إسرائيل قد قصفت مفاعلات إيران، فردت إيران على الفور بصواريخها الضاربة، فدمرت نصف المعتدين، وهرب النصف الأخر بما فيهم المستوطنين..، ورأيت مواكب النصر بالرايات السوداء،والخضراء، والصور الكبيرة بالألوان..الخميني، والأسد، والإخوان تقتحم الحدود، وتمر مظفرة من غزة إلى الضفة إلى القدس..أمريكا ألجمها الخوف، وجاءها الموت كما يأتي لتارك الصلاة،فغادرت المكان حسيرة ذليلة، وأوروبا لم تعد تدري ما تقول..أمام أحفاد من هزموا الفرنجة،والتتار، والمغول..!!

وهنا خرج الناس من سعسع إلى اغمات فرحين بنصر ات، وقد فك الفارس المغوار الظاهر نجاد..الحصار، وخلصهم من ذل الكبونات..!!..

صدحت الموسيقي، وأرعدت الطبول،تحت اقواس الفخار، واستمعنا بشغف إلى خطب النصر في أم المعار ك الإسلامية بالفارسية، والعربية من آيات الله،والنخب الأبية..!!

كان للمنتصرين كلهم ملامح العقيد “أبو شهاب” في باب الحارة، بينما كان الانهزاميون، والمرجفون، والدايتونيون يحملون بليلة «أبو غالب»، وهم في حيرة من أمرهم، وفي خوف من خيبتهم..لم يتوقعوا انتصار طهران على فرعنة الأمريكان...فكان ان فتح أمراء«الأمصار» في كل مصر «ماريستان» لعلاج أولئك الأشرار وغسل أدمغتهم من التجديف،والغبار.. وفجأة وجدت نفسي بينهم..كيف..؟ لا ادري..!!

وما أن رأيت (الفلكة) المنصوبة حتى انسابت من تحتي الرطوبة.. صرخت: أبوس القدم، وابدي الندم.. ارحموني..!!
أنا والله أحب الخميني، و أموت في حسن نصر الله واحترم الجلاليب المتوضئة..التي لم تلوث بدم!!

اعشق والله المقاومة التي مات عليها الأجداد وأورثها الإباء للأحفاد وليست مقاومة اللألأة... المغمسة بعسل التكتكة والتهدئة..!!

لم تشفع دموعي الهندية عند ضابط النوباتشيه ذو الملامح الزيدية، فاشار ببدء الفطور..أخذت بالصراخ....أيقظتني شهرزاد متأففة هذه المرة وقالت: ياحاج مالك.. الله يعدل حالك.. قوم صلي الضحى ومن حسن حظك ان اليوم الجمعة..!!
قلت لها: سيبيني لعلي احلم بالمصالحة..!!

قالت: .. (عشم ابليس في الجنة..) وماذا تتوقع يا ابن الحلال من وجوه كالحة وميه مالحة..؟!!

نهرتها: قومي فزي...فال الله ولا فالك...نسوان زي البوم...مش طبق بنور زي كارينا كابور..!!

فتحت الراديو...واذا بالاغنية تقول: الصلح خير..قوم نتصالح...!!

هتفت طربا: ايوه هيك.......وهمست في سري: باهديها الى (ابو المشاعل وابو الموازين )
والله يعين......!!

فاهمين واللا مش فاهمين..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى