السبت ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم نذير طيار

سينكشف الغطاء

ستبصِر ُ أن الذي ما مضى قد مضى ..

فكل المسافات طيٌّ ..

وكل الحسابات صفرٌ كبيرْ

 
سيُفضي بك العجزُ دهرًا إلى عتبات القنوطْ
تُفتِّش سرًّا عن المعجزات بغير نبيٍ..
وأفعى بني الإنس والجن تنفث جهرا
سموم الضغائن عنكَ،
وجيش البعوض يُهَرِّبُ ليلاً حقولَ دمائكَ مما تبقَّى لديكَ..
سترسو بأوحش بحرٍ ..يُوَثِّقكَ الأخطبوطْ..
ستبقى أسيرا بحبل سؤال النهارِ
يُفَتِّح جفن فؤادكَ..
ينسجُ..ينقُضُ شتى الخيوطْ.
وأنت ستنسى وحيدا كنوزكَ فيكَ..
وفجرا سيبزغ منكَ..
إذا عدتَ صدقًا إليكَ..
لتنتشلَ النفسَ من همساتِ السقوطْ.
 
******
 
على حافة الجرح ينتصبُ الانتشاءْ
وفي همسات التجني أصعِّد أحلى طقوس التجلِّي
وأرشف من عذبِ ماءِ الوفاءْ،
يدايَ مكبّلتانِ،
وروحي الطليقةُ تضحك منهمْ
وتعلو عليهمْ...
إلى ضفة المنتهى، ما وراءَ عنانِ السماءْ.
 
******
 
أنا دمعة الختم في حشرجات البكاءْ
أنا حدة العين عند انكشاف الغطاءْ
أنا للربيع تنفُّسُ صبحٍ،
وللصيف...إسرارُ قلبٍ لقلبٍ
على شُرُفات المساءْ.
أنا الحرف يُشْرق في كلماتِ نبِيٍّ،
أنا السيف يقطع حبلَ الرياءْ.
 
******
 
وتزعُمُ أنيَ جرمٌ صغيرٌ
وفي مهجتي بصمة الأنبياءْ.
أقولُ لطفلي:
تطَهَّرْ بماء الحياءْ،
وصلِّ لربٍّ غفور رحيمٍ، كريمِ الجزاءْ،
ستغدو صفيًّا،
لأنك ملءٌ بأرقى رصيدٍ،
ومن عبث العابثين خواءْ.
 
******
 
سترحلُ يومًا إلى منتهاكْ..
ستمضي إلى حيث لا إنس يقفو خطاكْ..
بعيدا..عن الأمنيات السراب ..تُطَوِّقُ عنقَ كراكْ..
وحيدًا ..عدا من شذى الصالحات ..التي صنعتها يداكْ..
ستغدو طليقاً..لأنك تعدو إلى مبتداكْ.
 
*******
 
ستبدو سعيدا..
ومن شرفات الرضاء سترمي زفير العذاب العسيرْ.
تُقَلِّب ُ فكرَك فوق جمار شقائكَ..
بين انطلاق بكائك والانسحاب الأخيرْ
ستدرك في برزخ الروح وهْج الحقيقة
كيف يصوغُ من القحط والجدب كنزا وفيرْ.
ستبصِر ُ أن الذي ما مضى قد مضى ..
فكل المسافات طيٌّ ..
وكل الحسابات صفرٌ كبيرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى