الجمعة ٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم شادية عواد

أبي علمني القناعة

كان هناك رجل فقير جداً وهو أب لولدين هما عمر وشادي وبنت واحدة هي حلا، وكان يعمل في تنظيف الشوارع وحدائق البيوت، وعنده بيت مكون من غرفتين يسكن بهما مع أسرته، فكان منذ الصباح الباكر قبل شروق الشمس يذهب إلى العمل في تنظيف الشوارع وبعد الانتهاء من تنظيفها يذهب الى تنظيف الحدائق أي أن وقته كان ملئ من أجل تأمين المال لأسرته. وكانت الأم أيضاً تربي الماعز والخراف والدجاج من أجل المساعدة في المعيشة مع زوجها. وفي أحد الأيام ذهب أبو عمر إلى أحد البيوت الكبيرة أي بيوت الأغنياء من أجل تنظيف حديقة ذلك البيت وبعد الانتهاء من عمل التنظيف جاء إلى صاحب البيت لكي يأخذ أجرته منه فقد سأل صاحب البيت (أبو عدنان) أبا عمر قبل إعطائه النقود بعض الأسئلة.

فقال له أبو عدنان: ماذا تعمل غير تنظيف حدائق البيوت.
أجابه أبو عمر: أعمل أيضاً في تنظيف الشوارع.
أبو عدنان: لديك بيت كبير.
أبو عمر: لا لم يكن لدي بيت كبير بل غرفتين.
أبو عدنان: عندك أولاد.
أبو عمر: نعم، عندي ولدان وبينت.

فقد نظر إليه أبو عدنان وعلم أنه فقير جداً ولم يعد يتكلم، ولكن هو شكر الله على كل شئ، وبدون أن يطلب أبوعمر المبلغ الذي يأخذه من كل تنظيف بيت فقد أثار الشفقة عند صاحب البيت ودفع له أكثر مما يأخذ من النقود ولكن أبو عمر لم يقبل الا الأجر الذي يأخذه دائماً عند تنظيف أي بيت، فرفض رفضاً قاطعاً أن يأخذ أكثر مما يستحق. ولكن صاحب البيت (أبو عدنان) بدا حاله في لهفه ونظرة استعجاب من ذلك الرجل، وقال له: أنت فقير لهذا الحد ولا تريد أن تأخذ ما قد أعطيته لك من أجل المساعدة فقط، فهو ليس سرقه فهذه النقود من مالي الخاص بي أقدمه لك، ولكن أبو عمر قال له: لا أستحق أكثر من ذلك، فلا أريد الشفقة فأني قادر أن أعمل وأطعم أولادي، فأخذ الرجل ما يستحق من أجرته وذهب الى البيت وحدث زوجته وأولاده عن ما قدم له صاحب البيت الذي كان يعمل عنده من مال زيادة على أجرته، ولكن زوجته وأولاده نظروا إليه نظرة حزن لأنه لم يأخذ تلك النقود الزيادة، وقالت له أم عمر: فنحن بحاجه إليه، فقال لها أبو عمر: هذا المال ليس من حقي، فعلى الإنسان أن يأخذ حقه فقط ومادام قادر على العمل لا يستحق الشفقة من الغير.

فهذا التصرف الجميل لم يتكرر مع أبنائه عمر وشادي عندما بعثت بهم أمهم إلى عند جارتهم أم علي لكي يبيعوا لها البيض، فقد دفعت لهم ثمن البيض وأعطت لهم زيادة عن ثمن البيض، فقد أخذوا تلك النقود الزيادة فرحين لكي يشتروا بها الحلوى، وأعطوا إلى أمهم ثمن البيض لكن هي رأتهم يتناولوا الحلوى، فقالت لهم: من أين هذه الحلوى التي تأكلونها، قالاا: فقد أعطت لنا أم علي نقود زيادة عن ثمن البيض لكي نشتري به الحلوى، ولكن الأم قد غضبت منهم، وقالت لهم: لماذا فعلتم ذلك فكل يوم تأخذوا النقود من والدكم وتشتروا ما تريدون، وذهبت لكي تعيد النقود إلى الجارة أم علي ولكن هي لم تقبل هذه النقود، وعادت أم عمر والغضب في عينها على ما فعل أبنائها عمر وشادي، وقد أخبرت أم عمر زوجها على ما فعله كل من عمر وشادي عندما بعثت بهم لبيع الجارة أم علي البيض، ولكن والدهم قد غضب أيضاً من هذا التصرف، وقال لهم: لم تفعلوا ذلك مره أخرى.

ولكن تصرف حلا كان يختلف تماماً عندما ذهبت تبيع اللبن إلى دكان العم صفوان، فإن العم صفوان يعلم بحال تلك الأسرة فقد أعطى حلا زيادة على ثمن اللبن الذي اشتراه منها، فعندما أخذت النقود نظرت إليها فرأتها أكثر من ثمن اللبن وقالت له عمو صفوان: قد أعطيتني أكثر مما أستحق فقد أخطأت في عد النقود، فقال لها العم صفوان: لا أنا لم أخطأ في إعطائك النقود يا حلا فهذه الزيادة لك. لكن هي قد تذكرت على الفور بما قام به والدها عند صاحب البيت الذي نظف بيته عندما رفض النقود الزيادة على أجرته، وليس كما فعل أخوتها عمر وشادي، وأعادت النقود إلى صاحب الدكان وشكرته على ذلك، فقال لها العم صفوان لم يا حلا لم تأخذيها فهذه لك من أجل شراء بعض الأشياء التي أنت تريدها. فقالت له: أبي يقوم بشراء ما أريد ونحن ليس بحاجه لها، ولان أبي قد علمنا أن نأخذ فقط ما نستحق، ففرح صاحب الدكان (العم صفوان) من هذا التصرف الجميل، وذهبت حلا الى البيت وبقيى العم صفوان ينظر إليها وهي ذاهبة بسرور وفرح من تلك القناعة التي تتسم بها تلك الفتاه الصغيرة الفقيرة، وأخبرت والديها وقبلاها فرحين من هذا التصرف الحسن. 

 
أهداف القصة:

1.تعريف الأطفال بالقناعة بما عندهم وعدم النظر إلى الآخرين بما يملكون.

2.تعريف الأطفال الشكر لله واللاخرين.

3.تعريف الأطفال التذكير والتأنيث.

4.تعريف الأطفال التصرف الحسن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى