الأربعاء ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم مهدي حمدان

ولتبقى أرضي

أنا قِديسَةُ هذا الزَمان
و الرَاهباتُ الدَاعياتُ
يُصلونَ من أجلي
فأنا لستُ كأيِّ أرضٍ
انا أرضٌ لكلِّ ارضٍ
فأنا النبضُ
و الصدُّ
و النضال
 
فمن تُرابي خُلِقَ شعبٌ
و من زَيتوني وُلدَ قَومٌ
و في حُبّي ماتَ رِجالٌ
أنا التي
عُجِنت فيَّ دِماءُ الشُهداء
و أرواحٌ بيضاء بُعِثت
لتَمتطي جَوادَ الصُمود
 
فأنا حجرٌ
صرخةٌ
و أنا المقلاعُ بين يدي طفلٍ
و أنبوبةُ الغازِ المُسَيِّل للدُموع
و رصاصةً إنطلقت كي تُعلنَ
-لا- لغيرِ الكفاح
و أنا الرجلُ المُلثمُ
و السلاحُ المُلغمُ
و القائدُ في المُعسكر
و الرياحُ التي تَجري مع كلِِّ كَلمة
اللهُ أكبر
 
أنا الأنثى
التي تُكحِلُ عَينيها
بأبطالها
و تُزينُ عُنُقُها بلازَوَردِ
جُنودِها
و ضِحكةً
تَخرجُ كالشمسِ
حينَ تُطلُّ في صَباحها
 
و أنا الختيارةُ
التي طَرَزت أولادَها
بكلمةِ وطن
و تُلَملِمُ أبنائَها و أبناء أبنائِها
بَيَّحيا الوطن
و تُزغردُ
كُلما كانَ هناكَ شَهيد
 
فليَّحيا نَبضي
و ليَكثُر حَجَري
و ليَحملوا شُهدائي
بينَ أكفِّ المُجاهدين
ولتُسمعُ الزغاريدُ
في أرجاءِ أرضي
كي تَبقى أرضي
عامرةً بالصُمود

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى