الأربعاء ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم سهير فضل عيد

أنا من هناك

أنا لا حنين في قلبي يجبرني على العودة
و ليس عندي ذكريات
لكنني من هناك ..
لا أماكن محفورة في الذاكرة
لا جروح .. لا خدوش في الجسد أو في الروح
لكنني من هناك
من أرض حنظلة .. من القدس ،من حيفا و يافا
بي شوق يجبرني على العودة
أحلم أن يكون لي وطن
أشتاق لأن يكون لي وطن
أدنسه أو يدنسني .. لا يهم
فلابد أن يكون لي وطن .. تراث .. تاريخ .. هوية
فمن أنا من دون وطن ؟
أنا لا أصدقاء لي هناك
لا أقارب .. لا أحد ينتظرني في مطار العودة
لكنني من هناك
و أشتاق لأن يكون لي وطن
أنا على حدود بلاد العرب
همٌّ ثقيل
فقير ينتظر الرحمة
إرهابي خطير
بؤرة إنتانية يُخشى تسربها
غراب أسود ينعق و كل البنادق مصوبة إليه
أنا على حدود بلاد العرب
نقطة سوداء
ورم يُرغب باسئصاله
لكنه يأبى إلا الانتشار
و عدوي على حدود بلاد العرب
مهدي مُنتظر .. تُرفع له القبعات و تُحنى له القامات العتيدة
سائح محترم .. تُفتح له كل الأبواب المنيعة
مظلوم .. يُرجى رضاه
تحفة نادرة الوجود
لأجل اقتنائها تشتعل الحروب
لي الدموع و الكلمات و القصص و الألحان
وله الأرض و الوطن و العنفوان
أنا لا شيء لي هناك
لكنني من هناك
أشتاق لأن يكون لي وطن
شعب .. حكومة
شعب .. أعانده و يعاندني
فنخلق معا أسطورة الرأي الآخر
حكومة تحجب عني حريتي
لا أحد له بيني و بين حكومتي
أحرار أنا و حكومتي
تذلني .. تعذبني .. تعتقلني .. تقتلني
كل هذا .. لا يهم
فلابد أن يكون عندي وطن
أنا لا حنين عندي
لا ذكريات .. لا أماكن
لكنني من هناك
و أشتاق لأن يكون لي وطن

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى