الأربعاء ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم دارين قصير

أنثى بوجه ترابي

تباركت يدك في الخيانة والغدر
تباركت يدك تمتد إلى السماء لتفصلها عن غيمة
كيف تجرؤ على النظر في عيني
وأنا الحلم الغابر لآلهة العشق
تمجدت أسماء المقاهي والطرقات
تبارك خذلانك ونسيانك
تبارك غدر الحب والورد
وشجرة البيت القديمة
الملعونة والمباركةِ بالطاعة
المنسية طوعاً وعلانية
لنا الظلام مباركاً بالسواد
وهروب صوتي
الذي أدخلني سؤال الأبدية
وسر الحياة ممسكة بسريري
علّي أبعث لأكتب اسمي على السماء
ولا أحد غيري
لا أحد أغرق فيه
وأنا عائدة من منازل الموتى
وحيدة في العودة كما الشارع
لأهبط في رخام الهواء
وأكشف عن الأسماء التي غادرت أصحابها
بحرائقي المجهولة
أصابعي تقرأ ما كتب عنك في الصحف
في عزفها الموسيقى
أصابعي التي ضجت بصراخها وسؤالها عنك
تعبر النافذة الآن
على غيمة الزهر الندية
بحثاً عن صمتها في الشذا الدائخ
***
رأيت حزنك في صورة على الجدار
يتثاءب كليل اغتسل بالدمع الماسي
وحيداً
كما نافذة على البحر
تصطاد الظلال والعابرين
أيقظت شرقيتك تفترس الفراشات
قتلتني بلا رحمة
أبقيت لنفسك ذكرى عابرة
وأنت في خوفك من الموت
كهرة في زاوية البيت
تموء في وجه الغريب
قررت أن لا أدعك تترك جثتي لعقبان الخلاء
أعطيتك جرعة حنين أخيرة
وسبباً لتلعن أسلافك
أعطيت وحدتك جواز عبور للحرية
لتذهب وتغرق أنت
أعطيتني ألف سبب لأكسر جناحي
وأبقى هنا
أمسكت قميصك
ليغفوَ على صدري
ترك لي حروفاً عذبة
سألني ألا أغرقه بدمعي
أخبرته أن يغرقني هو مرتين
بكيت
فما أخبرته بحاجتي إلى الغرق
أمسكت بيدك أردد تمتمات ساحرات "قل أعوذ برب..."
أنفث في عقدة الضفائر
وبيدي البلورة السحرية للأمنيات
لا أريدك وحيداً
حتى في الموت سأرافقك لقبر
لا تطؤه غير أقدام الورود
ها هو المساء يقترب
لتستريح من أفكارك
جهز لليل مائدة
واجلس لتخبره بما فعله الصباح
عله يكتمل في حفلك الأخير
افتح عينيك للقمر
غنِّ له
رافقه في غزواته
حرر أنثاك من بعدك
فك حصار حنينك
لا تخف من الظلمة وما هو آت
أنت تدركه
اكتمل في ليلك
فهذه الرائحة تعرفك
والعابرون يلقون عليك التحية
كما لو أنك نبيهم للمسافات البعيدة
ابتسم لكل من يخبرك أنك الوحيد
ابتسم لكل من يدعو لك بالخير
ادخل بيتك واكنس عنك غبار أدعيتهم
واضحك في السر لابتسامتك لهم
لا تخف لن يسألك أحد عن اسمك
ولن يسألوك أين ذهبت؟
حين أوصوك بالبقاء
لقد وجدوا وطنهم وأغنية
وما أنت إلاّ عابر
يسألون عن زورق الإغفاء
في مرساك
وأنت تذهب للحب وحدك
بعد أن أبكيت أنثاك في ترحالهن نحوك لغايات شتى
تورطت في الحب
وشنقت روحها على شجر الكلام
أعطيتها وحدها سرك
وحين مشت خلفك
غنجت كلماتها كما الموت المرصود
لزهرة في مقتبل الربيع
هذا أرقك بالسؤال
ليلك الذي تدخله بي
عارياً من ذنوبك
تعد الأفخاخ لقلبي
اكتبني أو اكذب
اكتب بحبر دمك عن امرأة عشقتك
تشتهي رشفة من كأس يديك
تغض أنت الطرف عن الاعتراف
تخرج للملأ
رعد حروفك يقرع باب السماء
ألم كبريائك يفك مفاصلها
***
وتقول:
لي امرأة أدرك كنهها
عصية على الطاعة
لا نجاة من مخالبها الجميلة
لا حياة بعيني بعد وهم أرضها
سأعيش وحيداً بعدها
ألتمس القبور والموسيقى
أنام والشياطين
أقتل كلّ الأحباء
أرسم بلاداً ممطرة
وبساتين
سأموت وحيداً
لأنني أدرك أنك
ستنامين فوق قبري
ترددين اسمي أيتها المرأة
ذات اللون واحد
والألف عين لتريني
في كل احتمالات جنوني وعبثيتي
سأموت وحيداً لأنني أريدك أن تمزقي
ما تبقى من شرقيتنا على
جسد هذا الكفن بوجه من تراب
لتخبريني كيف نموت كالشجر الطيب
ونثمر في الحب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى