الثلاثاء ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم عبد الجبار التركي

تــغــريـــبــة الـسـنــدبــــاد

للـــــريـــح ....
محبرتي وأقلامي
ودمع مآقيَّ ...
وروْحُ وجــداني
لِــقـطرات الطِـــلالِ ...
بـنـات مشاعري
وبـقايــا شـريــانــي
ومــقْــلَــمــتـي الّـتي ضـيّــعـتــها ...
طفولتي وأقراني
 
ليالي الأسى ...
ليالي وجومي
فــقِــفــي نــبْـــكِ حــرفــًـا ...
أُرمِــســتْ أظــافــرهُ
على أطــلالِ...
قلبيَ المهمومِ ...
قلبيَ الدامي
وارشُــقيني ريــشــةً ...
في ذيْــلِ طائِــرٍ
ارتحل شـــتاءً ...
و أشــرعــةَ الــشــوقِ ...
أنــســـانــي
يُــهــيـــجُ فـيَّ ...
الأُ وَارَ الـشـرُودْ
فـأغــيــضُ دمع المــواســمِ
وألــقــي للــريـــاحِ ...
مــقـــالاتـــــــــــي
وشعريَ وحْــيُ الوجـــودْ
وأنــــــــا ....
أَئِـــــدُ وجـــعــيَ الَـــضَّــــامـــي
وألــــــــــوذُ ....
بلفظــي وأحـــلامــي
فــلا تــلــومـــيــنــي ...
إذا خــفـــتُ ظــفـــائـــرَ
أســــــكـــــرتْ ....
أنــــســــــامَ الــضُــــحـــى
و مـــوجَ الـــمـــوانــــــي
 
لا تـــلومــــيــــني ...
فـــأنـــا الــســنـــدبـــــــاد
أســـــــــــــافـــــــرُ مــــــدى الأزمـــــــــــانِ
بِــلاَ زادٍ .....
وأنـــتــبِــــذ بــــحْــــــرًا قـــصِـــــيَّــــــا
أحــمـــلُ وَهْــــنًــــــا ....
جـــذع النــــــخــــــــــلــــــةِ
على صــدري ...
مُــــذْ كنتُ صــبــــــيَّـــــــــا
طريقي ســــرابٌ بِـــقِـــيــعَــــهْ
طريقي عـــــصِـــــــيَّـــــــــا
أثـــــــــــارَ ......
غــبــارَ الــثــنــايَــــا
أضــاع مــنِّـــي الوصـــــايَــــا
و دمــوعَ المــآقــي
و مــنــاديــلَ الــصــبـــايَـــــــا ...
تــعــرفــنــي ...
و قــصـــائـــدَ
كــنــتُ أرتِّـــلــهــا
أورادًا ......
لِـــمُــهْـــجــتــي و آلامــــي
 
اسألــي الــهــوى
اسألــي الــمــدائـــنَ
كــمْ افـــتَــضــضْـــتُ .....
خــواتـــمَ الآكـــــامِ
فـــأنــــا الــســـنـــــــدبـــــــــاد
رحَّــــــالـــــةُ المــســـافــــاتِ ...
أغــــزُو ....
نــهــاري الــســهــولَ
أُطـــــاولُ ....
لــيــــليَ الــجــــبــــالَ
و أسْـــبـــرُ الــبــحــرَ الــطــامــي
و لــمَّــــا .....
تــمَّــــحِ قــصــائــدي
و لــمَّــــا ....
تــنْـــدثـــرْ أقــلامـــي
 
أكُــلَّــمـــا ....
حملتني الأهــدابُ ...
إلى عــيــنــيْــكِ
و عــذَّبـــــني ....
رضـــابُ الــحــســــانِ
أنْــحـــدِرُ مــوْءُودًا ....
في الــبــحــر الــزُؤامِ
أكــلَّــــمــــا .....
أســرَجــتُ قــنــاديــلــي
مــنــاراتٍ ....
لِــفُـــلـــكٍ تــأتــي إلى شــطْــآنـــي
ادلَـــهَــــمَّــتْ غـيـمــة ....
في حــنــجــرتــي
وأذْرتْ للــنــــوءِ غــرامـــي
فــحــبُّــكِ الــشــريــــدُ ....
يَــــــــــمٌّ تـــــــــلِــيــدُ ....
دون مراسٍ
أمــلــحَ قــرحـــي ...
أذاعَ نـــــوْحـــــي ...
وأنــهــكَ ...جــمــيع أســقــامــي ....
أطــمــعـــــنــــي ....
و أسْــــــــلانـــــــــي
 
في أنـــفــاس الـضـــحــى
تَـــفِـــــــرُّ ....
من أوكــــارهــا الأطــيارْ
و تَــعْـــتــكِـــرُ الــلَّــــــيــالــي
سُــــمَّــــارَ الأقـــــمــارْ
و تــــأوي ....
إلى البحر شــمــوعــي
فــيـــغْــــدو دمــي ....
عــطْــــرَ الــجــلَّــنــارْ
أنــغــامَ نــايٍ ولــيــدِ
يــنْــثُـــــرُ ....
حــباتِ الـــجـــلـــيــدِ
و يــــؤجِّـــجُ في سكري
ذِكــــراكِ ...
و أنــــا الــســـنـــدبـــــاد
وَالـــهُ الــحــيرةِ
مــسـتـعِــرُ الــشــوقِ كــلــيــــمْ
أرومُ .....
نـــارَ وهْـــــمٍ ظـــلــيـــــمْ
يُــشْـعــلُ لــهــيــبــي
فــأسْـــتــمْــرئُ .....
كـلَـفــي ونــحـيــبــي
و مُــقْــلــتــي ....
شــارعُ مــنْــفــايـــا وهــواكِ
إلى قــرْحــيَ الــكــئــيــبِ
 
أنــا الــســنــدبـــــاد
يُــســلِــمــنــي ...
لــحــظــكِ الــســاهــي
أتــهــجَّـــدُ في مــحــرابــه
أرقــبُ وجــعــي وأمــواهــي
وأقــلِّــبُ وجــهــيَ ....
في هــوانــي
فــبِـــأيِّ ذنْــــبٍ تــقــتــلــنــي ...
وتــنــســانــي
 
أصــيــخُ إلى الــريــاحِ .....
في حــقــائــــبـــي ...
وأنــا الــســـنــدبــــاد
كـــاظِــــمَ اللَّـــحْــــظِ .....
لــيـــالــيَّ ونـــــــواحــي
أســرجُ ...
ســنـــابــكَ الــخــيـالِ
وأقْــــفُــــــو نــعـــالي
أطــلالَ الــصــبــابــةِ في قــلــبــي
ســــرابًــــا بِـــــآلِ
أوقـــعــــنــــي ...
و قـَــــــــــلانــــــــي .......
فــتــنْــــآى مــراســـيَّ
تــنــقــطــعُ آمـــــالـي
و تُــشْـــرعُ قــلـــوعَـــها ...
لـلــــــتــــــــرْحــــــــالِ .......
أشـــــــــــجـــــانــــــي.

رحلة في الرحلة:بقلم عائشة التركي

مما يستطرف في هذه القصيدة حرص الشاعر على اعتماد الرمز بأنواعه متجليا في السندباد والمسيح وامرئ القيس ودمجها جميعا في ضمير المتكلم لتتوسّع الدلالة مختزلة مأساة الإنسان المجبر على الرحيل في الزمن للقاء الفناء المحتوم عبر رحلة مضنية .
ويختفي الأنا وراء صورة الشاعر الواقف في مهب الزمان مزعزعا تهرب منه الهوية الأم :القلم والمحبرة ولا يبقي بيده إلا السراب والألم .
النص رؤيا متشائمة وقراءة في وضع الفنان عموما والشاعر على وجه الخصوص في عصر تهدد فيه المادة الروح حتى تكاد تقتلعها وتذروها في الهواء.
وقد انتشرت نغمة أسى في القصيدة يجلّيها معجم الألم ولعبة البياض والسواد التي تختزل المعاني في نقاط الاسترسال وتنشرها في حروف المد التي ختمت بها جل الأسطر الشعرية.
قصيدة جميلة تضجّ حداثة باعتماد الشاعر الرمز والقناع ...وتظل القصيدة سهلة المتناول ،حقق فيها الشاعرة تعادلية صعبة في الشعر الحدبث وهي الجمع بين الفكرة والفن .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى