الثلاثاء ١٣ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم محمد حلمي الريشة

أَجَاصُ خُبْثِ شَبِيهِي

اسْتَدَلَّوْا عَلَيَّ وَأَنَا بَعْدُ لَمْ أَزَلْ فِي سِرْوَالٍ قَصِيرٍ! قَالَ لِي، ثُمَّ أَرْدَفَ: لَمْ أَكُ أَعْرِفُ عَنْهُنَّ شَيْئًا؛ الصَّغِيرَاتِ، مُنْتَصَفَاتِ الجَمَالِ، اللَّوَاتِي كُنَّ يُبَلِّلْنَ سَرَاوِيلَهُنَّ المَالْطِيَّةَ الدَّاخِلِيَّةَ بِالبَوْلِ لَيْلاً- نَهَارًا، حَتَّى خَشُنَتْ أَكْثَرَ، كَأَنَّهَا أَوْرَاقُ أَجَاصٍ.

لَمْ يَسْمَحْ أَنْ أَتَحَسَّسَهَا بِأَصَابِعَ سُؤَالٍ - خَبِيثٌ شَبِيهِي، مِثْلَ قَارِئِ (بُودْلِير)، لأَعْرِفَ: كَيْفَ عَرَفَهَا؟ وَقَدْ كَانَ قَصِيرًا فِي سِرْوَالٍ خَارِجِيٍّ صَغِيرٍ.

كَثِيرًا مَا كُنَّ يُحَلِّقْنَّ حَوْلِيَ مِثْلَ رَغِيفٍ دَونَ خَمِيرَةٍ، وَلَمْ يَكُ جُوعِي عَرَفَ غَرِيزَتَهُ بَعْدُ، لاَهِيَاتٍ، تَتَفَتَّحُ تِلْكَ الرَّائِحَةُ مِنَ انْفِرَاجِ سِيقَانِهِنَّ بِلاَ زَغَبِ قَامَاتِ عَبَّادِ الشَّمْسِ.

لَمْ أَكُنْ شَاعِرًا آنَهَا، فَأَقُولُ، يَقُولُ شَبِيهِي: إِنَّهَا أَطْيَبُ مِنْ عِطْرٍ لَمْ يُوْجَدْ بَعْدُ، فِي قَارُورَةٍ مَا مَسَّهَا إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ.

اكْتَشَفْتُ شَبِيهِي شَاعِرًا بِالفِطْرةِ، عَفْوًا بِالرَّائِحَةِ.

قَرَأَ عَليَّ مَا كَانَ قَرَأَهُ: حِينَ أَنْهَى المَوْتُ جِنْسَ (فْرُويْد)، عَنْ ثَلاَثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَجَدُوا سُؤَالَهُ القَدِيمَ/الجَدِيدَ ذَاتَهُ عَلَى جَفَافِ حَلْقِهِ: "مَاذَا تُرِيدُ المَرْأَةُ؟"

يَسْتَديرُ شَبِيهِي فِيَّ، نَافِضًا أَجْنِحَةَ مَا بَعْدَ حَوَاسِّهِ كُلِّهَا، وَاقِفًا عَلَى حَافَّةِ هَاوِيَةِ سُؤَالٍ: وَمَاذَا أُرِيدُ أَنَا؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى