الأحد ١٨ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم بلقاسم بن عبد الله

بوجدرة حائر بـين لغـتـيـن

.. وهل المسؤولية أو المناصب السامية تنسي صاحبها أعز الأحباب من أهل الكتابة أو من جماعة السياسة؟.. وإلى متى ستدوم الأيام السعيدة على حالها لأصحاب تلك الكراسي الوثيرة الرفيعة؟.. وهل يمكن أن تستغني الدولة عن رأي وخدمات الأديب أو المفكر عندما تتقدم خطواته نحو الشيخوخة وتتنكر لجهوده وخبرته؟.. تلك تساؤلات مشروعة استقرت بذهني عقب قراءة الحوار الذي أجرته مؤخرا الصحفية: وهيبة منداس مع أديبنا الجزائري الكبير: رشيد بوجدرة، ونشر بجريدة صوت الأحرار ليوم الأحد 20 جوان المنصرم.

وعلى الفور، تذكرت أول حوار مطول أجريته مع أديبنا الروائي: رشيد بوجدرة، ونشرته بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية بتاريخ أول جانفي1981 حيث أعلن فيه عن شروعه في إنجاز أول رواية باللغة العربية أطلق عليها وقتـئذ إسم: "التسلل" قبل أن يتراجع ليسميها: "التفكك". حيث يقول حرفيا: أنا الآن منهمك في كتابة رواية باللغة العربية عنوانها: "التسلل" ويمكنني أن أقول أن المرور من لغة إلى أخرى، لم يكن حاجزا كما قد يتصور البعض..

وتوالت اللقاءات وجلسات الإمتاع والمؤانسة، إلى أن جاء شهر ماي2005 حيث جمعنا حوار مباشر عبر أمواج إذاعة تلمسان الجهوية، تحدث خلاله عن حيرته واختياره الكتابة باللغتين العربية والفرنسية، وعبر عن تقديره العميق للكتابات الجادة والجيدة باللغة العربية التي تناولت مختلف إنتاجاته الروائية .

وبين هذا وذاك، نشرت عدة دراسات ومقالات عن كتاباته المثيرة ورواياته المتميزة، وقد تناولت مرة إحداها وهي رواية: "المرث" في كلمة نقدية نشرت بملحق النادي الأدبي بتاريخ 24 ديسمبر 1984 تحت عنوان: رواية "المرث" وهوامش صغيرة. أشرت فيها إلى الأخطاء المطبعية. والأغلاط اللغوية، والأفكار الغريبة الجريئة التي قد تصدم القارئ..

وأتذكر الآن رواياته وكتاباته ومحاضراته وما أثارته من مناقشات وتساؤلات وشبهات.. فهو دوما المثقف العضوي المهمش الذي يرتدي لباس البطولة، وهو قبل هذا وذاك، كما كتبت بملحق النادي الأدبي بتاريخ أول جانفي1981 "عملة صعبة في بنك الأدب الجزائري المعاصر، يبدع رواياته فتتهافت دور النشر الكبرى في باريس على طبعها..".

وأعود الآن إلى حواره الأخير بجريدة صوت الأحرار، حيث يقول حرفيا: للغة العربية مكانة خاصة في مسيرتي، وأفتخر بها، ولم أقصد أبدا هجرانها، لدي مشاريع عديدة تختمر في ذهني، لكن روايتي القادمة ستبتعد عن التاريخ والثورة والمرحلة الإستعمارية..

وأنهي قراءة هذا الحوار وما تضمنه من معلومات هامة، وأعود إلى التساؤل من جديد: ..وهل يمكن أن تستغني الدولة عن رأي وخدمات الأديب أو المفكر عندما تتقدم خطواته نحو الشيخوخة، وتتنكر لجهوده وخبرته عبر السنين؟ ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى