الأربعاء ١١ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم نيرة داداش زادة

ضرورة صناعة المعاجم

الملخَّص

أشرت فی هذه المقالة إلی تعریف اللغة بصورة موجزة وعلاقتها بالأذهان واعتبارها کرمز العلاقة بین الناس کما قدمت تعریف موجز ایضاً من وجود المعاجم القدیمة والحدیثة وضرورة کتابتها لرفع احتیاجات الاجیال طی العصور المختلفة والاشارة إلی نوعیة کتابة المعاجم و الاجابة الی هذا السؤال الذي هل لها اسلوب خاص لکتابتها ومن هم أقدم کتّاب المعاجم فی اللغة العربیة والفارسیة وتقدیم بعض الاقتراحات فی هذا المجال. [1]

الکلمات الرئیسیة

کتابة المعجم- اللغة- المعاجم بین الضرورة والمعایب

المقدمة

تعتبرکتابة المعاجم من درجة عن الأهمیة في جمیع المجتمعات بین الاقشار المختلفة من الادباء والمترجمین والطّلاب وحتی الناس العادیین و أما یطرح هنا هذا السؤال لماذا نحتاج الی کتابة المعجم وما هی مکانتها؟ إن الأدب هو شریان حیاة المجتمع و إذا انقطع هذا الشریان تدمر حیاة المجتمع و علینا المحاولة فی هذا الرصید فمن الأفضل بأن نتکلم عن الترجمة ولیس فقط عن الأدب في حین إذا نتوقع بان توحدت اللغات و یتحدث الناس بلغة واحدة فما هي هنا مکانة الثقافة والناس المختلفین في أي بلد آخرویتکلمون بلغتهم مع ثقافاتهم المتعددة وحتی علومهم التي وصلوا إلیها وهنالک تدخل الترجمة لسردها و تُلمس الضرورة لوسیلة بأن تبعث هذه الرسالة وتنقل لغة المبدأ إلی لغة المقصد وهذه الوسیلةلیست الاّ المعجم. أما بالنسبة لضرورة کتابة المعاجم لابد أن المعاجم من الاسباب التي تساعد الانسان لمعرفة الاشیاء المجهولة ومن جهة تعتبر کفرع من علم اللغة و من جهة أخری کأبرز المصادر الأدبیة وهی موضوعنا الذی نطرح الیها في المقالة . [2]

اللغة

ماهي اللغة وکیف عُرفت وما هي علاقتها بالمفهوم الذي في ذهن قارئها و علی العموم ماهي اللغة؟ ان اللغة هي نظام معقد ذهني – لساني – سمعي – تحلیلي - ثقافي واجتماعي الذي استخدمها البشر في ابتداء خلقته الذی تمکن التکلم کجهاز شامل للعلاقة بالناس الآخرین أو الجهاز الذي استخدم الانسان حتی ینتقل الالفاظ والمفاهیم التي في ذهنه و احاسیسه المختلفة أما مفهومه العام هو الشامل وینتقل عن طریق الخط ، الفلم، الرَّسم،التکنولوجیا و ربما الفنون الاخری. قد یعتقد " استروس" عالم غربي بان کل الامور یرتبط باللغة لان اللغة تعتبر أعلی مظاهر الثقافة و في الواقع من الاسباب الذي نجذب ثقافات الاخرین بواسطتهاو یعتقد بان الطفل قد یربي بثقافة الخاصة لان الناس یتکلمون معه و یشجعونه أو یتنبهونه وبامکاننا ان نقول ان اللغة وسیلة الارتباط بین افراد المجتمع والاجیال القدماء والجدد.وقد توجد التعاریف المفصلة بهذا الخصوص و نکتفي بهذا القدر حتی لایبتعد القارئ العزیز عن موضوعنا الرئیسي. [3]

المعجم

المعجم هو کتاب یحتوي المفردات العدیدة وبصورة عامة یقترن بطریقة شرح المفردات و توضیح المعاني احیاناً و علی ترتیب حروف الهجا في أي لغة لیتوضح علی القارئ الذي لیس بامکانه الاحاطة بفهم جمیع المفردات و الکلمات . کما قیل ان فکرة المعجم عند العرب بعد نزول القرآن الکریم و تعددت المعاجم العربیة خلال الازمنة السالفة لاجل الحراسة علیه لتتحفظه عن الخطاء فی النطق والفهم و الصیانة من هذا الکتاب القیم بما دخل غیر العرب في الاسلام و کثرة اللهجات المختلفة . [4] مرت المعاجم العربیة باشکال متعددة و تعددت ایضاً المدارس المعجمیة و اللغویة.من أبرز المعاجم العربیة ممکن ان نشیر الی معجم المحیط لادیب اللجمي – شحادة الخوري مع 810000 مفردة و معجم محیط المحیط لبطرس البستاني مع 1300000 مفردة و القاموس المحیط لفیروزآبادي مع 733000 مفردة و لسان العرب لإبن المنظور مع 4493934 مفردة و تاج العروس لمرتضی الزبیدی مع 3948160 مفردة . [5]

أما بالنسبة للمعاجم الفارسیة في ایران کما یقول بعض المؤرخین ان من أواسط القرن الخامس للهجرة قد برزت محاولات فی صناعة المعاجم في اللغة الفارسیة وقد یقول بعض آخر قد روجت صناعة المعاجم حتی قبل هذا التاریخ لکن لبعض الاسباب و الحوادث التاریخیة لا یوجد أي مستند لوجودها و یذکر الدکتور معین المؤلف والدّارس المشهور الایراني في بحوثة بآن منذ بدایة صناعة المعاجم في ایران حتی زمنه قدأُ لِّف 200 مجلد باللغة الفارسیة في ایران و الهند و اذربیجان . علی أیة حال ان اکبر و اشمل المعجم الایراني هو معجم علي اکبر دهخدا اذي قد ألف في 26575 صفحة و في قطع رحلي بشکل ثلاث ارداف قد یعتبرمن میزات هذا المعجم النفیس والمعاجم الاخری کمعجم العمید أو معجم الجهانجیري لحسین بن اینجوي الشیرازي أو معجم الاسدي لاسدي الطوسي شاعر قرن الخامس و الباقي المعاجم التي نکتفي بهذا المقدار منها . [6]
ضرورة صناعة المعاجم.

یعتبر الادب في اي مجتمع بمنزلة شریان حیاة المجتمع وعلینا صیانة هذا الشریان وعلینا الفعالیة في ارتقائه علی قدر الامکان و النموذج البارزفي هذا المجال النشر و اعتلاء الثقافة و اللغة في المجتمع الذي نعیش فیه ومن احدی الطرق الممکنه للتعرف علی الثقافات أو العلوم أو الفنون لسائر الملل وجود المعاجم لاتصال الجیل القدیم بالجدید أو الثقافة بالثقافة وأشیاء الاخری ، کالنموذج کیف یفهم جیل الیوم النصوص التاریخیة أو العلمیة أوالدینیة و غیرها التي کتبت مئة الاعوام الماضیة و أي وسیلة تساعده علی فهمه الاکثر ونلاحظ بأن کثیر من الادباء والمؤلفین قد بادروا الی تدوین المعاجم و صرفوا اعمارهم لتجمیع المفردات و شرحها و احیانا تفسیرها.

ومن جهة اخری قد یری المجتمع احتیاجه الی تعریف المصطلحات و المفردات التی شاعت منذ مدة وربما صعب علی المجتمع بأن یقبل تلک المفردات کمفردات ادبیة ولکن علی ایة حال روجت و تعود الناس علی استخدامها ولابد دخوله علی المعاجم .

ولا یمکن بأن نغمض المشاکل الموجودة فی صناعة المعاجم بما ان من یحمل وظیفة کتابة المعاجم وما هی میزاتها حتی نجد و ندرک مفهوم الاصلی لکلمة أو مفردة التي نبحثها وهل نتوقع بأن نجد أی معجم کالمعاجم القدیمة المعتبرة والشاملة مثل لسان العرب أو تاج العروس و غیرها و مثل هذه المعاجم ایضاً لها مشاکل لجیل الجدید ربما بواسطة مفرداته غیر مرسومة في زماننا الحالي أو للوصول الیها بما انها کتب فی مجلدات و موجودة فی المکاتب ومع الاسف هنالک مشکلة بان غالبیة الجیل الحدیث یجدون اسهل طریقة للبحث ولذلک اسهل وسیلة موجودة في ایدیهم هي الکمبیوتر أو الانترنت و استخدامها مزیداً علی أنها سهل الوصول ولکن في کثیر من الاحیان لیست عاریة من المعایب .

ومن مشاکل الاخری في المعاجم فقدان أو قلة المصادر العربیة –الفارسیة خاصة في الموضوعات التخصصیة و قد یواجه المترجم في ترجمة مثل هذه النصوص بکثیر من الموانع ومضطر بان یراجع الی المصادر الانجلیزیة لیجد مثلا کلمته التی یرید ان یترجم وبعد ذلک الی المعجم العربي أو الفارسي وهذه الطریقة لا تساعدها في کثیر من الاوقات و نتمنی بأن یرتفع هذه المشکلة لسعي الاشخاص المجدین في مجال الترجمة و الادب.
ومن أصول الهامة في مجال المعاجم احتیاج جیل الیوم الی المعاجم الحدیثة مع وجود المصطلحات الیومیة و الجدیدة و الکثیر من المعاجم القدیمة و هی المعتبرة و الشاملة ولکن صعب الوصول الیها أو استخدامها مشکلة بالنسبة الیهم. [7]

ضرورة المعاجم التخصصیة

المعاجم التخصصیة وضرورة صناعتها لها اهمیة خاصة في اي لغة و قد نلاحظ في زمننا الحاضر کثیر مثل هذه المعاجم في الطب أو في الفن أو في الکمبیوتر و .... مثل هذا النماذج و جدیر بالذکر أن غالبیتهم باللغة الانجلیزیة وقلما ترجمت بالعربیة أو الفارسیة بما أننی راجعت کثیر في الموارد المختلفة ولا نجدها وربما أن هذه المراجع بالانجلیزیة متوفرظ بما أن في العربیة والفارسیة نادرة جدا ولهذا نری ان المترجم العربي –الفارسی قد یواجه الموانع والمشاکل في هذا المجال .

أما بالنسبة لمیزات صناعة المعاجم ممکن القول بأن المعاجم العامة لها میزاتها و المعاجم التخصصیة لها میزاتها و نری أن بعض المؤلفین قد اکتفی إلی ترادف المصطلح تجاه المصطلح واما بعض الاخر إضافةعلی ترادف المصطلح بدؤا بشرح المفردة وفسَّروها و لکل من النوعین لهما قیمتهما الخاصة، لکن المعاجم التخصصیة قد توصل القارئ أو المترجم الی هدفه الاصلي وهو یقصد ترجمة متنه الاختصاصي وموضوعه الخاص ویرتفع حاجته ولکن کباقي المعاجم الاخری لها معایبها ،مع کل هذا لایمکن إغماض عن فوائدها الرئیسیة لأن فقدانها أو قلتها مشکلة لأي مترجم وهذه المشکلة قد یشعر في المراجع والمصادر العربیة – الفارسیة و المعاجم التخصصیة في المجالات المتعددة نادرة جداً. [8]

کیفیة صناعة المعاجم

کل من کتُّاب المعاجم یتخذ طریقته في الکتابة و فی المعاجم العربیة و المعاجم الفارسیة علی الخصوص یجري ترتیب مواد المعجم کما هو المتعارف وفقاً لترتیب الابجدي الالفبائی و بعض المعاجم العربیة لها طریقتها الخاصة مثلا علی حسب جذر الکلمة أو حسب مخارج الحروف .وقد نلاحظ انواع الاخری مثل کتابة المعاجم وفقاً لتریب الموضوعی وموارد اخری مثل هذه الطرق.

واما موضوع العلامات والاشارات في المعاجم و قد تأتي لسهولة المراجعة الیها مثل "مص" بمعنی المصدر و کثیر مثل هذه النماذج الموجودة في المعاجم .

من المعاجم المشهورة في العربیة والقدیمة هي لسان العرب لابن منظور ب 4493934 کلمة ، تاج العروس لمرتضی الزبیدي ب 3948160 کلمة ، القاموس المحیط لفیروزآبادي ب733000کلمة و کثیر منها التي نکتفي بهذا القدر . [9]

وقد توجد الطرق العدیدة والمختصة لاي مؤلف في تدوین المصطلحات خاصة في المعاجم التي رتبت لبضعة اللغات في المثل الانجلیزیة-العربیة – الفرنسیة والاخری و قد کتبت و دوّنت لغرض خاص.
الاشارة إلی بعض الاقتراحات في مجال صناعة المعاجم
علی أیة حال قد تعرض الموارد العدیدة في مجال صناعة المعاجم وقد أذک فيمایلي بضعة الاشارات التي أتمنی قد یلتفت نظر الباحثین و الادباء في هذا المجال:

الاهتمام لضرورة صناعة المعاجم و کتب اللغة علی العموم واستخدامها في مکالماتنا الرسمیة أو مکتوباتنا وحتی في مکالماتنا العادیة و مکاتباتنا غیر رسمیة (حتی لا نشاهد فردا بعد أخذ درجة البکالوریا أو حتی أعلاه بأن یخطأ في الکتابة أو المکالمة) وفي کثیر من الاحیان نستخدم الاغلاط الرائجة ولا نلتفت إلیها و قد تخرب ادبنا وثقافتنا أو في الغالبیة نلاحظ في الاماکن العامة الاعلانات المنصوبة دون الاهتمام بمعانیها أو کتابتها.
الاهتمام لصناعة أو إعادة المعاجم وفقاً للمصطلحات الیومیة والحدیثة لجیل الیوم .

الاهتمام من جانب محبي العلم والادب و اللغات الاجنبیة لصناعة کتب اللغة والمعاجم و خاصة المعاجم التخصصیة .
و الاهم من جمیع هذه الموارد الجودة و الاستحسان في المعاجم ومن تلک الموارد التي واجهتها شخصیا المعجم الذي ما اهتم لا علی ترتیب الحروف ولا ترتیب الموضوع و یجد القارئ الصعوبة في بحث المفردة التي لا توجد حسب ترتیب الهجا ولا الموضوع مهما کانت المفردات الموجودة فیها مفیدة. [10]

المراجع والمصادر

  1. دهخدا، علي اکبر، لغتنامة
  2. رحماني ،شمس الدین ، الثقافة واللغة ،دارالنشر برگ، 1989
  3. عبدالعزیز بن حیدر الحمید، المقالة، الموضع الاکترونیکي www.lexicons.sakhr
  4. قرشي، امان الله، الانسان و اللغة، دارالنشر قرشي،2003
  5. محمد جابر فیاض العلواني، المقالة
  6. محمدي ،محمد، دلیل ترجمة اللغة العربیة

[1الطالبة

[2الطالبة

[3الثقافة واللغة ص 54

[4الطالبة

[5حسب احصائیات في الموقع الالکتروني المذکور في المراجع

[6لغتنامه دهخدا ، المقدمة

[7الطالبة

[8الطالبة

[9محمد جابر فياض العلوان، مقالة

[10الطالبة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى