الأربعاء ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم إيمان أحمد

كـ الحلم

كتبتُ فيك اليوم قصّة حلمتُ بها أمس، جاءني الحُلُم بغتة كرعـد.. تعلم أنّني أحبّ الرّعد؟ بينما يزمجر عاليًا أشعر بطمأنينة غريبة، وأبتسم، بينما يُـفـزِعُ النّاس. لماذا يفزعون، طالما لا يكذبون \ يخدعون؟

أكتبُ الكثير من القصص بسببك، لفتتاتك توحي لبطلاتي بكثير من الجنون، وضحكتك تثيرني لأكتب قصيدة صبائحية أستقبل بها يومي الحافل بك...

تقترب منّي مقاطعًا بابتسامة مباغتة، تقول بجرأة دون أن تعرف حتى اسمي: اكتبي لي شيئًا خاصًّا!
وأردّ عليك: هل تقتحم خلوة الفتيات اللاتي يلذن بالمقهى للكتابة لأجل أن تطلب منهنّ أن يغزلن فيك القصائد دون أن يعرفنك؟ تعرف أنّه سيكون اختراعًا تجاريًا ناجعًا؟ قطعة غزلية ما مقابل نفحة لا بأس بها من النقود لو أعجبتك! على الأقل لن تكون جلستي – إنْ جفاني الوحي – فادحة الخسران!
قال محاولا رسم نظرة جديّة على وجهه: "لا أريد أن أحرجك وأقول أنَّ ما تقولينه من حُكْمٍ لا يصحّ إطلاقه على المشاعر! لكنّها لا تبدو فكرة سيئة على الإطلاق، على الأقل هكذا أنا أطلب شيئًا مصرّحًا به ولا أتطفّل على زائرات المقهى!

سأنتظر إشارتكِ. "

وابْتَعَدْ.

هكذا إذن !

من يظنّ نفسه ليطلب منّي أنا أنْ أكتُبَ فيه، أو له أو عنه، أو حوله! هل لأنّنا نتشارك المقهى ذاته، كلّ ذات صدفة، وفي كلّ مرة يراني أكتب، يظنّ أنّ له الحقّ أن يسجّل نفسَه ضمن حروفي؟

كم الرّجال مغرورون! لا يهمهم سوى أنْ يكونوا هم أصحاب الحفل!

كنتُ -قبل أن يأتي- بدأتُ في قصّة تأخّر بطلها كثيرًا، ليعود إذن عندما يريد ذلك فلن أستجديه! لابدّ من شيء آخر يجعلني أفوز بهذا التحدّي السافر الذي أعلنه على قلمي، لا يمكن أنْ أدعه يدّعي أنني لست كُفْأً، لا يمكن أن يقتنع حتى بينه وبين نفسِه، ولا أنْ أشكّ لحظة بيني وبين نفسي، أنّني لا أستطيع أن أكتب متى شئت! ولو دون أبطال!

وأقرّر – رغم ذلك - أنني سأمنحه شيئًا جميلا. سيكون هو قارئي الأوّل إذن. ولنرَ إن كانت لديه حاسّة شعرية كما توحي بذلك عيناه.

أشير للنادل ليرسل نبوءتي إلى طاولته؛

جاءني نَبِيّ

يحمل في إحدى يديه مِشْعَلا

وفي الأخرى فاكهة

وعلى شفتيه ضحكةٌ من نّور

آمنْتُ فورَ رأيتُها.

يجلب صباحات ملأى بالبهجة

ويعلن، أن لا بؤس بعد الآن.

لديه فردوسٌ، وجنّة.

لا تسأله كيف، أين..

فقط ترتدي قلادته

بتقديس العاشقين.

جاءني النبيّ

يشاركني وحيُه القدسيّ

يقولُ لي: بكِ روح مَلَك

يقول لي: اكتُبِي وحيَكِ

شِ قلبك بدمي

وانقشي بدمك قلبي!

وستتجسّد بماء الذهب أمامكِ

كلماتٍ لم نقلها

لم نكتبها

فها هنَا يا صغيرة

 يضع يده على صدري-

معجزتي الكُبرَى

وهنا

 يأخذ يدي إلى صدره-

المؤمن الوحيد

الذي سيدخل جنَّة ربّي!

أخذتُ أراقب وجهه باستمتاع، ولهفة، وشعور آخر لم أعرفه إلا عندما رفع إليّ عينين فاحمتين، ودون أن ينطق بكلمة، ترك نقودًا دون أنْ يعدّها على الطاولة، ورَحَلْ !

ومَعَهُ بِشَارَتِي!

 . . 

هامش:ـ

شِ: فعل الأمر من: وشى، والوَشْيُ في اللون: خَلْطُ لوْنٍ بلون، الوَشْيُ: نَقْشُ الثَّوْبِ، ويكونُ من كلِّ لَوْنٍ، ووَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه.

متعلّقات:ـ

كالحلم جئتِ - محمد عبده


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى