الأحد ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم عبد الرحمن الوادي

عريــس أمانـــي

في وقت متأخر من ليلة ممطرة وباردة، هرع الجيران إلى نوافذهم وأبوابهم يتطلعون إلى مصدر زغرودة قوية ومتواصلة شقت سدول الظلام، فتوجهت عيونهم وآذانهم تسابق علامات استفهامهم المتناسلة كالجراد صوب بيت السيد ما شاء الله أب الآنسة المصونة أماني التي لا يعرف أحد إلى حد الآن كيف بلغ إلى سمعها خبر قدوم عريس صباح الغد، وفي يده باقة زهر وعمر جديد لها. سيطرق أخيرا واحد من ذكور البشرية جمعاء باب أهلها المهتريء بعد كل هذا الدهر الطويل من الترقب والانتظار، جعل اسمها يليق بها يوما تلو آخر.

ظلت أماني تزغرد بقدر تلك السنوات الخوالي والخالية؛ كما لو كانت تسعى إلى مسحها من ذاكرتها نهائيا انتقاما من قدرها الأعرج والأصم والأبكم إلى أن بح صوتها، ثم فجأة كتمت أنفاسها فتهاوت على الأرض ولسانها خارج فكيها، وهي تبتسم لشيء ما في الأفق.

في صباح اليوم الموالي، تقدم بين المعزين شخص نحو السيد ما شاء الله بكل خشوع تلك اللحظة الحزينة، ليبلغه تعازي السيد عريس الحارة، واعتذاره عن عدم تمكنه من المجيء في الموعد المحدد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى