الأحد ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم بيسان أبو خالد

استنهاض

هو مهد الصغير الذي امتد ما بين نخل العراق ونخل الكويت
لكي يتأرجح في كل بيت
ونصحو على جسد صار جسراً لنا... وإلينا
ستأبي السماء على الجانبين بأن ينكسر.
 
هُزَّ جسراً سيعبره الناس صبحاً إلى شرقنا المنتصر
هّزَّ مهد الصغير الذي كان رغم الحصار الطويل عصياً على الموت... لا يحتضر
هُزهُ علنا نبصر الشمعدان على نارنا ينصهر (1).
 
أخبروا جند خيبر في كل أرض
بأن تسلق أبراج بابل درب يشق السماء إلى وجهتين على كوكبين
ولن يتبقى مكان على الأرض ما بين بين
أخبروا جندهم أننا خندقٌ واحدٌ صار أطول من خندق الصين والسور
من أول الأرض للناصرة
هنا شرَّش الرمح في الذاكرة
بعد أن شرش الرمح في الخاصرة (2).
 
نبوخذ يستوقف الآن موكبنا في الصحاري.... ويستدرك القافلة
لأنا احترفنا رحيل الصغار من الرحم للآخرة
لهذا سيطلق "حاوي" الرصاص على حلم مجهض دائماً
فهل عارنا أننا قد ولدنا هنا
وأنا صنعنا من النفط أكفاننا
وأن المسيح سيولد ثم سيصلب في أرضنا
فانصبي خيمة أينما شاء هذا الرحيل الأخير
خيمة نحن أوتادها... والنخيل
فما عاد "بلفور" وعداً لهم
وما عاد في خوفهم مهرب للسلامة.
 
أجسادنا الآن ألغامنا
وإسفلت هذا الطريق استعاد الخرائط كي تتذكر أسماء أوطانهم
وداعاً لحرب ضروس
وداعاً لحرب السدى والبسوس.
 
ترى قلت شيئاً يؤَرِّق كل دواعي الرصاص؟
وهل قلت شيئاً سينبت في قبر كل الحقائق أضغاث آس
فأشعلت حرباً على باب مندبنا من جديد
وداعاً لصمت الحديد
هنا أنطق الأنبياء حراء
هنا دثَّرت زوجة زوجها بالغناء
"فتيمور" ذكرى تطوف البلاد
وهذا ابن خلدون لم يعطه غير مفتاح أحلامنا
لكي نتفادى صديد الحداد.
 
فيا مرحباً بالنعوش التي تترامي على مدِّ أحزاننا
من القدس حتى منابر بغداد
- لا تجزع الأمهات من الموت حين يكون فداء -
فخنساء كلُ النساء.

الهوامش:

1- واحد من الرموز الصهيونية وعدد شمعاته سبع.

2- إشارة لقصيدة عنترة للشاعر خالد أبو خالد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى