السبت ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
صورة الإنسان الفلسطيني والعربي
بقلم محمد العجلة

في السينما الإسرائيلية

عقد ملتقى الفيلم الفلسطيني أمس الأربعاء 20/10/2010، بمقره في مدينة غزة، ندوة بعنوان "صورة الإنسان الفلسطيني والعربي في السينما الإسرائيلية" تحدث فيها الباحث عز الدين المصري، وذلك استكمالاً لندوة سابقة له عقدت قبل أسبوعين بعنوان "إضاءات على السينما الإسرائيلية"

ورحب المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس الملتقى بالمتحدث والحضور، مشيراً إلى أهمية دراسة السينما الإسرائيلية للوقوف على كيفية تناولها لقضايا الصراع العربي الإسرائيلي ومنها الكيفية التي تتناول فيها الإنسان الفلسطيني والعربي، والدور التشويهي الذي تقوم به في أوساط الرأي العام إزاء القضايا العربية.

ثم تحدث المصري عن توجهات السينما الإسرائيلية القائمة على الفكر الصهيوني منذ بداياتها الأولى، موضحاً أنه من خلال دراسته لمئات الأفلام الإسرائيلية وجد أنها تعمدت تقديم الإنسان الفلسطيني والعربي بصورة الشخص الجاهل الشهواني المتخلف المهزوم وصاحب العنتريات، بينما قدمت صورة الإنسان اليهودي الإسرائيلي بالمتفوق الإنساني والمنتصر، كما أن غالبية الأفلام الإسرائيلية تصور جوانب تتعلق بالجيش الإسرائيلي، وهذا يؤكد على أنهم شعب عسكري أيديولوجي، لكنه استدرك قائلاً أن حدة التوجهات الصهيونية في السينما الإسرائيلية كانت تختلف من مرحلة لأخرى حسب تطور الأحداث السياسية من حروب واتفاقيات سلام، لدرجة أن بعض المراحل شهدت إنتاجاً مشتركاً يهودياً عربياً (والمقصود هنا العرب الفلسطينيون داخل الخط الأخضر)

أحد النماذج التي تحدث عنها المصري، وعرض لقطات صغيرة منها، فيلم كتب قصته الجنرال مردخاي غور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ما بين 1974 و 1978، ويصور كلبة إسرائيلية (ذكية!) تصل إلى مكان فدائيين اثنين يتواجدان في منطقة جبلية مغطاة بالثلوج معزولة على إحدى الجبهات، وتقوم هذه الكلبة بخطف حطة أحدهما فيقومان باللحاق بها ليكتشفا بعد ذلك أنها قادتهما إلى حيث الجنود الإسرائيليين فيستسلمان لهم. ومثال آخر فيلم عروس سوريا الذي يصور كم هو إنساني ذلك الجندي الإسرائيلي على الحدود في هضبة الجولان المحتل بينما كم كان قاسياً الجندي السوري في الطرف الآخر من الحدود. ومثال ثالث فيلم يحكي قصة فرقة موسيقى من الشرطة المصرية تضم ثمانية رجال، تضل طريقها في إسرائيل وينتهي بها الحال في بلدة صحراوية، فبدلاً من أن يصل أعضاء الفرقة إلى وجهتهم المفترضة ونتيجة عدم معرفتهم للغة العبرية، ضل أفراد الفرقة الطريق إلى مدينة "بتاح تكفا" وتوجهوا إلى بلدة "بيت هاتكفا". وتحدث المصري عن نماذج عديدة لا تختلف في رؤيتها للآخر عن سابقتها.

بعد انتهاء المصري من عرضه، دار نقاش شارك فيه العديد من الحاضرين. فقد اعتبر الفنان التشكيلي فايز السرساوي أن هناك غياب معرفي بالسينما الإسرائيلية حتى لدى الكثيرين من المهتمين بالسينما، مؤكاً أن غالبية الإنتاج الإسرائيلي هو دعائي أيديولوجي ذو طابع عنصري موجه للجمهور الإسرائيلي نفسه. وأشار إلى أن السينما ليست فقط موضوع ولكن أيضاً تقنيات والحكم عليها يجب أن يتناول الجانبين. وأيد الروائي والقاص غريب عسقلاني أن السينما الإسرائيلية تعتمد على الجانب الدعائي وأنها أساساً أداة لخدمة المشروع الصهيوني، متسائلاً بمرارة عن السينما العربية ودورها ورسالتها. من جهته تحدث الروائي والقاص محمد نصار عن الآثار السلبية التي ارتدت على المجتمع الإسرائيلي من جراء تقديم صورة مضللة في السينما الإسرائيلية عن الإنسان الفلسطيني والعربي وكان أبرز مثال على ذلك مفاجأة قادة الاحتلال الإسرائيلي بقدرات الجيش والجندي المصري في حرب أكتوبر 1973، وبعد ذلك في لبنان.

وقد عبر كثير من الحضور عن تقديرهم لملتقى الفيلم الفلسطيني والباحث المصري الذي قدم معلومات مفيدة في هذا اللقاء، معربين عن أملهم أن تعقد لقاءات أخرى تخصص لعرض أفلام إسرائيلية بالكامل لمناقشتها ودراستها والتزود بالمعرفة المستندة إلى المعلومات والحقائق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى