الخميس ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم نعمان إسماعيل عبد القادر

من نوادر المعلمين

في الحقيقة كنّت أسمع دائمًا وكثيرًا ما كنت أسمع أنه مدرّسٌ أكل من لحم الدهر ومن دمه شرب، ولم يقدّم لطلابه سوى القليل منذ أن انخرط في سلك التعليم.. تدور الشائعات أنه إذا أجرى لهم اختبارًا ما، منهم من يكتب له أغنية ومنهم من يكتب قصة ومنهم من لا يكتب إلا الأسئلة ذاتها، ويفوز الصارخون فيهم على علامات عليا. حين التقيته أول مرة، وجدته يحسن النميمة ويتقن الغيبة ويتفنن في الخوض في أعراض الناس، ويتلذذ في إسماع صوته، فيشرع في ضرب الأمثلة والتزوّد بالبراهين والحجج حتى يخرج السامع بانطباع أن الرجل خاض التجارب على لحمه وعظمه قبل أن يجربها الآخرون في حياتهم.. لبق اللسان، علامة في الفقه، بحر في اللغة، نيوتن في الفيزياء.
زرته يومًا في الفصل الذي يدرّس طلابه فيه فوجدته يطارد طفلاً صغيرًا خطف نظارته الشمسية، فراح يلاحقه من زاويةٍ إلى زاويةٍ ومن ممرٍّ إلى ممرٍّ، يصرخ ويهدد ويتوعد. وكان تشجيع الأطفال على أشدّه مصحوبًا بالضحك والهتاف والتصفيق...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى