الخميس ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم حسين أبو سعود

حكاية النهر الواقف

إذا جاء الليل وغارت النجوم يبقى قديس شبق لوحده مع الظلام والوحدة والوحشة يعيش على بعض ذكرياته وعلى فتات الأماني لعل الغد الذي سيأتي يختلف عن الأيام السابقة ولكن هيهات ، ألف عام مضى ولم يختلف يوم عن يوم فمتى كان على العاقل أن يثق بالأيام والليالي، يخلع القديس وقاره ويرقص بين شهوة الروح ورعشة الجسد فيبلغ ذروة الحزن، يخرج من صومعته يدع المطر يداعب صراخ الألم المنبعث من جسده المتوثب ويغسل عرقه الغزير، يتكئ على شجرة هرمة ليحكي للعابرين قصة النهر الواقف: هناك بين طيات الأساطير نهر واقف، يعود ببطء وخجل نحو المنابع ، به شوق لعناق البحر والفناء في ملحه، كان في يوم من الأيام يزهو بضفافه وعذوبته فصار يبدو غافيا هامدا لا حراك فيه كمريض غريب، لا مد ولا جزر ولا هدير ولا خرير ولا تمر به النوارس.

نهر به شبه من هذا القديس الشبق الذي يتشهى الألم، والذي كان في يوم من الأيام طفلا يعبث بأشياءه تحت المطر ، يتسلق شجرة التوت ليلعب مع صغار العصافير في العش.

من يقول ماذا يحث غدا ؟ وهل يجئ في النهاية احد ويرش العطر على أطراف السماء وينتشي الفضاء بلون العصافير

(سؤال)
هل لو عبرت أهوال الليل
سأجدك هناك شيئا غير السراب
واجد فيك العمر الذي مضى
واجد الشباب؟
(نصيحة)
اعلم أن للهجر وقع ثقيل
فالهجر خطب بل وخطب جليل
غير انه لن ينفع معه سوى الصبر الجميل
(شكوى)
يبدو لي عندما يدخل الليل
وتطفئ المصابيح
وتهدأ الريح
لن يبق في العالم من يصيح
غيري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى