الخميس ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم معتز محمد أبو شقير

مسافرة

مسافرة كما الأمطار..
كما قرميد قريتنا
كما الأشجار..
فلا الأحلام تبقيها على زندي
كعصفور مبللة أغانيه
ولا الأسرار..
مسافرة وفي أضغاث أحلامي
يموء الحزن..
مشاكسة تلوك الصبر في ليلي..
لضحكتها مسافات من الريحان
والأشعار..
هنا حطتْ على صدري
كأن فراشة خطفتْ من الألوان رقتها..
وراحتْ تقتفي الألحان
فعافت صمتها الأوتار..
مسافرة بآمالي وفي حلي وترحالي
يقوّض بهجتي التذكار..
إلام الحزن يسكنني؟
وعيناكِ التي أغمضِتها يوما على همسي..
إلام توزع الأخبار؟
تعالي وافرشي صدري
بأسفار من الشغب..من العتب
وظلي ههنا قربي كما النوار
تعالي واسلبي زمني وتاريخي
كما المغول
وهزيني من الأعماق..
وخليني أنقّب بعدها جسدي
وأبقيني بلا أقدار
ناديني بكل حرارة الأدغال..
أنا أدمنت عينيكِ..
وراودني بها الترحال..
فلا تزري بأشرعتي
ولا تبدي لي الأعذار..
وعودي بي من الزمن الذي يقصيني
عن عينيكِ
عن فيئ الرموش السمر
عن وجع الأحاسيس التي أشعلتِها فيّ
كضوء النار..
مكسرة على شفتّي أشواقي
ممزقة حقول الورد في لغتي
وعطشى مثل أجفان القطا روحي
مثل الرمل والصبار..
أنا لا أدري كيف الريح ألقتني
على كفيكِ مثل حمامة بيضاء..
أيا ضوع الزنابق في شراييني..
ويارقص الدراويش على باحات وجداني..
ويا سكني وعصياني
وضرب البرق والأمطار..
أنا لا أدري كيف أعود من شجني ومن قلقي..
ومن نوبات أحزاني
صهيل الشوق والأحلام أنتِ الوعد والمطر
الذي يغفو على شباك ذاكرتي..
وأنتِ البرد أنتِ النار..
محلقة بأفكاري
وضاربة بأعماقي قلاع الحزن والترحال..
أيا عدو الظباء البيض في أقصى مخيلتي
وأغنية مسافرة مع الأفكار..
أنا كلي بكاء يا معذبتي..
أجرجر خلفي الخيبات
أوسد رأسي الخذلان والآلام
وألتحف الأسى سحبا من الأوهام..
أنا ولد يفزّعه حفيف الحور في الأسحار
وتقبع في حناياه بلاد حبها صوفي
فعشقي كالخرافات
حكايات مخبأة بقاع البحر
دنيا كلها أمطار..
أنا مدن من الأشواق تاريخ من الهجرات
صوت في مدى الأيام أضناه
اغتراب الروح والأفكار..
هديل العشق في نفسي مسافات من الذكرى
وآفاق من التغريد والأزهار..
هنا يغفو على كفي مساء من مواويل
وفي العتمات شبّاك أشرعه
لوجه يأت من عبق الأحاسيس
ومن تنهيدة الأشعار
فعودي ههنا صدري تراتيل من الدفء
ونامي في شغاف القلب
طيري في سماء الروح ألحان بلا أوتار
فأنتِ آخر الأوطان.. أنتِ آخر الأحلام
والقصص التي منها أعود مكبلا مهزوم
فخليني ألملم دمع منفاي
وأبكي في رياض الصدر
ألقي آخر الأحزان..
دعيني أذرف الذكرى على كفين من ريحان
فلا وطن سوى عينيكِ لا أرض ولا أشجار
فضميني بلا وعي بلا حد
لأنكِ وحدكِ الأمل الذي يبقى
بلا أسوار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى