الخميس ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم
مسافرة
مسافرة كما الأمطار..كما قرميد قريتناكما الأشجار..فلا الأحلام تبقيها على زنديكعصفور مبللة أغانيهولا الأسرار..مسافرة وفي أضغاث أحلامييموء الحزن..مشاكسة تلوك الصبر في ليلي..لضحكتها مسافات من الريحانوالأشعار..هنا حطتْ على صدريكأن فراشة خطفتْ من الألوان رقتها..وراحتْ تقتفي الألحانفعافت صمتها الأوتار..مسافرة بآمالي وفي حلي وترحالييقوّض بهجتي التذكار..إلام الحزن يسكنني؟وعيناكِ التي أغمضِتها يوما على همسي..إلام توزع الأخبار؟تعالي وافرشي صدريبأسفار من الشغب..من العتبوظلي ههنا قربي كما النوارتعالي واسلبي زمني وتاريخيكما المغولوهزيني من الأعماق..وخليني أنقّب بعدها جسديوأبقيني بلا أقدارناديني بكل حرارة الأدغال..أنا أدمنت عينيكِ..وراودني بها الترحال..فلا تزري بأشرعتيولا تبدي لي الأعذار..وعودي بي من الزمن الذي يقصينيعن عينيكِعن فيئ الرموش السمرعن وجع الأحاسيس التي أشعلتِها فيّكضوء النار..مكسرة على شفتّي أشواقيممزقة حقول الورد في لغتيوعطشى مثل أجفان القطا روحيمثل الرمل والصبار..أنا لا أدري كيف الريح ألقتنيعلى كفيكِ مثل حمامة بيضاء..أيا ضوع الزنابق في شراييني..ويارقص الدراويش على باحات وجداني..ويا سكني وعصيانيوضرب البرق والأمطار..أنا لا أدري كيف أعود من شجني ومن قلقي..ومن نوبات أحزانيصهيل الشوق والأحلام أنتِ الوعد والمطرالذي يغفو على شباك ذاكرتي..وأنتِ البرد أنتِ النار..محلقة بأفكاريوضاربة بأعماقي قلاع الحزن والترحال..أيا عدو الظباء البيض في أقصى مخيلتيوأغنية مسافرة مع الأفكار..أنا كلي بكاء يا معذبتي..أجرجر خلفي الخيباتأوسد رأسي الخذلان والآلاموألتحف الأسى سحبا من الأوهام..أنا ولد يفزّعه حفيف الحور في الأسحاروتقبع في حناياه بلاد حبها صوفيفعشقي كالخرافاتحكايات مخبأة بقاع البحردنيا كلها أمطار..أنا مدن من الأشواق تاريخ من الهجراتصوت في مدى الأيام أضناهاغتراب الروح والأفكار..هديل العشق في نفسي مسافات من الذكرىوآفاق من التغريد والأزهار..هنا يغفو على كفي مساء من مواويلوفي العتمات شبّاك أشرعهلوجه يأت من عبق الأحاسيسومن تنهيدة الأشعارفعودي ههنا صدري تراتيل من الدفءونامي في شغاف القلبطيري في سماء الروح ألحان بلا أوتارفأنتِ آخر الأوطان.. أنتِ آخر الأحلاموالقصص التي منها أعود مكبلا مهزومفخليني ألملم دمع منفايوأبكي في رياض الصدرألقي آخر الأحزان..دعيني أذرف الذكرى على كفين من ريحانفلا وطن سوى عينيكِ لا أرض ولا أشجارفضميني بلا وعي بلا حدلأنكِ وحدكِ الأمل الذي يبقىبلا أسوار