الجمعة ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم زينب خليل عودة

شكرا للمتوكل طه...

لقد أثارت الوثيقة التي طرحها مؤخراً المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية عن (حائط البراق) وهو الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف، ردود فعل لدى كل من حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية ونجحت في استفزاز رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو ومارك ريجف" الناطق باسم مكتبه، وعضو الكنيست "عينات فيلف" حيث احتج كلاهما على ما ورد في الوثيقة وأنه يتنافى مع جهود السلام في المنطقة، وطبعا ليس مستغربا المواقف الصهيونية والأمريكية فهما متفقان قولا وفعلا، وقول الحق والحقيقة من وجه نظرهم فهي تهديد وإرهاب وتزوير ومسميات كثيرة عهدناها خاصة لنا نحن العرب.

وقد خطر ببالي أنا أقر ردة الفعل الصهيوني والأمريكي المتحالفان دوما حول الوثيقة أسئلة عدة أختصرها (ألا يوجد مشروع وثائقي علمي وعالمي وبكل لغات العالم يكشف بالأدلة تزوير الصهيونية للحقائق التاريخية لكل فلسطين مدنا وأحياء ومقدسات خاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى؟ وهل ننتظر ونكون على موعد تنشر فيها وثائق سرية عربية كانت أو أجنبية أو على نموذج ويكليكس جديدة ونزيه للعالم جمعاء تتناول مراحل التطهير العرقي (الهولوكست بحق الفلسطينيين) التي ارتكبته العصابات الصهيونية في فلسطين لمحو هويتها والاستيلاء على أرضها وطرد سكانها؟

ونعود هنا إلى ما صرح به نتياهو وحذت من ورائه الخارجية الأمريكية بنفس القول حيث قال: «إنكار علاقة الشعب اليهودي بحائط المبكى المزعوم (البراق) أمر شائن ومرفوض»، وتابع بأن الحائط هو المكان الأكثر قدسية لدى الشعب اليهودي منذ2000 عام، منذ خراب الهيكل، وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول الفلسطينيون فيها تزوير حقائق تاريخية لإنكار العلاقة التاريخية بين اليهود ووطنهم القومي". قلت لنفسي حول تصريحات نتياهو المثل القائل (شر البلية ما يضحك) فالشعب الفلسطيني هو يزور حقائق تاريخية... فليرجع نتياهو إلى التاريخ ويدرسه والى ما خططت له وما فعلته الحركة الصهيونية في فلسطين؟؟ وليرى من زور تاريخ فلسطين شبرا شبرا.

ونقول هنا شكرا للمتوكل فقد تناول بالدراسة والتمحيص أمر حائط البراق وطرح بالأدلة المختلفة وعبر مراحل التاريخ ما قبل الإسلام وما بعده وحتى الانتداب البريطاني والتي تؤكد عروبة وإسلامية حائط البراق ونافياً اى رابطة أو دليل يثبت لليهود أى حق فيه... هو تناول الموضوع وفنده بمنتهى الحيادية والنزاهة والعلمية ولم يسد مجرد كلام كما يقال. فإني أوجه كلمه شكر وتقدير للمتوكل وأقول دوما استفز نتياهو وغيره بالحقائق والدلائل والدراسات عن كل فلسطين وكل تاريخها....

ولنرجع لاستفزاز نتياهو والخارجية الأمريكية، فكم تمنيت وأنا أتابع وسائل الإعلام المختلفة خاصة العربية أن أقرأ وأرى أي استفزاز أو أي تعليق من حكامنا العرب على ماقاله نتياهو، أو تصريحات لهؤلاء الحكام مؤيدة للمتوكل طه ولدراسته العظيمة ولكن تراجعتُ بأمنيتي إلى سؤال ساخر (ما الذي يستفز حكومات العرب الآن أو حتى في السابق، حكومات 22 دولة عربية بهذه القوة الفائقة من التحمل؟؟!! ما شاء الله اللهم لا حسد!! وما يستفز جامعة الدول العربية وما ...

ومتى وماذا يمكن أن يستفز أحدهم على ما يحدث في مدينة القدس.. قدس العروبة والإسلام .. فقوات الاحتلال تسير بنفس نهج مافعلته الحركة الصهيونية في استيلائها على أرض فلسطين التاريخية حينما ركزت على وسيلتين الأولى هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى أرض فلسطين، وأما الثانية طرد سكان فلسطين منها والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وفق خطط ممنهجة وخطوة خطوة... فجميع المؤشرات التي على الأرض في بيت المقدس تدلل على شراسة ما تتعرض له على يد الصهاينة حيث تسارعت وتيرة "تهويدها " أي عبرنة القدس هوية واسماً وشكلاً وعلى كافة الأصعدة منها الجوانب الدينية والثقافية، والتاريخ والجغرافيا، والديموغرافيا، إضافة إلى الإجراءات اليومية القمعية المتبعة تجاه أهالي القدس الصامدين لمحاصرتهم ولتضيق الخناق عليهم في مجالات التعليم والاقتصاد والصناعة والتجارة والصحة، حتى الحق في الحياة وفى السكن ممنوعين منه .

وكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة عن مخططات استعمارية استيطانية في مدينة القدس بدءً من إعلانها عاصمة سياسية بإحياء مشروع قانون لتعديل تعريف القدس المحتلة في القانون الإسرائيلي الأساسي كي تصبح "عاصمة الشعب اليهودي" بدلاً من "عاصمة إسرائيل" ، إلى إقامة "كنيس الخراب " إلى سحب هويات الفلسطينيين المقدسيين التي تجاوزت 12 ألف هوية منذ عام 67، ثم حائط البراق والمزاعم حوله، إلى إقامة وحدات استعمارية والاستيلاء على أراضى وأشير إلى ماورد مؤخرا على لسان خليل تفكجي مدير قسم الخرائط وخبير الاستيطان في جمعية الدراسات العربية التابعة لبيت الشرق في القدس المحتلة عن مخطط جديد لإقامة 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف المقامة على أراضي حزمة وبيت حنينا في منطقة القدس التي صودرت أراضيهما في عام 1980 وهذا يندرج في سياق بناء 58 ألف وحدة سكنية استيطانية هناك وفق المخططات والرؤية الإسرائيلية لمدينة القدس في عام 2020.

هذا مع مواصلة الاحتلال حفر الأنفاق التي تمتد من سلوان إلى أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، من أجل ربطها بعضها ببعض، لتصل إلى البلدة القديمة بالقدس، وإلى أسفل المسجد الأقصى، ومحيطه، والتهويد في سلوان، ومحيط المسجد الأقصى، مما يؤدي إلى تهويد الأرض من فوقها ومن تحتها، إضافة إلى تطويق المسجد الأقصى بالحدائق التوراتية التلمودية من جهة، وبالكنس اليهودية من جهة أخرى، والهدف الرئيسي من ذلك كله تهويد محيط الأقصى، في محاولة لبناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.... فمن يزور التاريخ والحقائق يانتياهو؟؟.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل باتت القدس الشريف التي يريدونها الصهاينة يهودية العاصمة لدولتهم في مراحل الاحتضار الأخيرة وهل في وقت محدد لقتلها سيتم الإعلان عنه وقتما تشاء الظروف التي تحددها أركان حكومة الليكود الصهيونية المتطرفة، وهذا يقودني إلى دعوة عاجلة أولا إلى كل الكتاب والمثقفين والباحثين والمؤرخين إلى حذو ماقام به المتوكل طه وليحاولوا جاهدين عمل دراسات وإصدار ووثائق لكل مايجرى في القدس شبرا شبرا ولكل مايجرى في المسجد الأقصى من تهويده كما أننا أدعو كل المؤسسات المختصة إلى تسريع العمل بمشروع لموقع عالمي ضخم أو ويكليكس يظهر بالصور والحقائق والأدلة ماتتعرض له القدس الشريف، وما تعرضت له فلسطين بأكملها أرضا وشعبا... وختاما نقول لنتياهو ليس حائط البراق فقط وقف اسلامى بل إن كل فلسطين هي ارض إسلامية عربية وستبقى ...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى