الثلاثاء ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم ماماس

لملح البكاء سرّانية

كسل يوميّ يجرّ طرقاتي
مجدولة روحي
لمساء نعاسه يومئ للزوايا بأن تتظاهر بالغياب
ترتخي على الأرصفة
أقمار مثخنة بالسكينة
و منعطفات شتى
على صدري خمائل فضية
هكذا كان الزمان مراهقا
في أدغال روحي
وأنت في ذاكرتي شجن كثيف
يعبث بخاصرة العشق
حين يقتحم المدى شطآن عينيك
و حين أسراب الهوى
وبعض البجع الهادئ
يراقص ماء أحزاني
ألوذ بقطعان قلقي
فهل من ثمالات السوناتا يأتي
نزف جراحي؟
آه....لأشرعتك احتيالٌ على ريحي
و لأهدابي غفوة صلاة في محراب المدى
مساءٌ حزين
ديباجة دفقٍ إلهيٍّ
وفُُجاءة النبض على وجعي
ترنيمة مبتلة بأحزان الأنبياء
و لهب قديم
رماده ينام في مواقد شوقي
كهشيم ساق جسدي
يذروني بين مآقي الريح
و يتلوني آيات مهشمة
ثم يزرعني بأرجاء التراب
العناوين الضائعة مضغة الليل
تلوك حروفها نواجذ عتمة شهية
فتضيع معابر قلبي
وأنت في شراشف الدهشة منغمسٌ
ألملم أسرّتك المبعثرة
من غزوات الشبق
أقطف ما تبقى من خجل البنفسج
أسكبه بكأس وريدي
ثم أسقيك حتى الموت
ونديمي هذا الكسل الجميل
المتعرش بنوافذ القصائد المنسية
حين يسترخي
صمت الكون
على أغصان روحي
أنسج أغنية المجرات العتيقة
يحملني كوكب إلى حنايا دفئه
يلتهم بلذة أطرافي
يريق عسلا شهيا في جداول شوقي
تهيم مصابيح النجوم
في صدري
تلتقي الحقول عند ضفافي
و على نعاسي تنبت حبات قمح
فتنتفض مسارب الريح
بسنابل مثقلة بأحزاني
الآن أدرك بحزن شفيف
أن آلامي عناقيد مبتلة بالندى
فتشبث بطهر ثوبي
وتعلم أن المنامات الصغيرة
لن تمنحك سكرة الكون
أو ومضة الأنبياء
وأن الطرقات الثملة
تعتق نبيذها في سحنة وجهي
فاشرب من قطرات أديمي
ولا تذهب بعيدا
لا تقامر بأحزاني
ولا تلقي بأسوار عشقي العتيق
إلى جيوب النهر المرقط بدماء الصباحات
عد لسكرات الليل
وقبل مناماتي المقدسة
وتلمس جيدا ما قالته أصابعي
على جسدك ذات سفر مخملي
فهناك نبوءة
لصباح أكثر حزنا
لا زال وجهي عابقا
يكابد ممرات أقدار متيبسة
فهل شردتك المتاهات؟
ألا زلت تردد أناشيدك المقدسة بعيدا عني؟
تلهيك المعاول والقلائد والمجد
تنثر للقهر أيات منمقة
بديباجة الطهر
ثم تلقي بي جارية بأطراف الغمام
حين يصيبك الغرور بأعمدته الوثنية
و تركب قرص الشمس وحدك
ثم ترحل إلى الله بدوني
ألقي أنا بثديي بعرض البحر
وألغي مواسم قدرتي على الخلق
فتموت أحلامك الصغيرة
في ملوحة الوقت
وتجف الرحلات العاصفة
ولا يبقى لك إلاّ بحيرة آسنة
وقليل من الأحلام البائدة
وطوق نصر مهترئ
لا يعنيني
ولأنني ...مجروحة
بحجم الدهر
تجف القطرة بحلمي
وتنأى إيحاءات الخصب عن معابدي
تذبل حدائق الكون
أتلمس أطرافي المتبقية من زمن الدفء
فالعشق البهي يسكرني
حين تسكبه ريحك
لطهر الرمق أزف أشجاني
أنثر أحزاننا المسافرة
على أجنحة السنونو
و بذور شهوتي تلهو على أبواب الفردوس
جبالي هنا وسهولي هناك
أيها المزارع المتراكم فوق طين شهواتي
عبثٌ مواسم عطشك وأسراب السيول بآباري!
اقتربْ فرذاذي المخمليّ
نعاسٌ وسكرةٌ مقدسة
وشبقى ثمالات
تذيق عناديل الشوق
سهر وسهد
وشبق الحكايات القصية
على شفقي ينتهي النهار
وغيرها نجومي تبدد
تجهم العتمة
حنينٌ أنا
وأزاهير الحب بكفّي
بأي لحن أغويتني
وأي الأساطير كان لحنا بدمي
بخاصرة الصباح
على شفاه الغسق
يسفك دمي
وسرّانية العشق
جذوة غافية
لا تحفل بالعابرين
على جداول صمتي
فأنت النبي الموعود بأسرار مناماتي
الفراغ بامتداد يدي
والسماء بوسع كفي
و السقم يرتطم بأحلامي
وقصائد من عياء الطرقات المكتظة بخطواتك
وشهقة لرصيف خطواتي
تحملني إلى نشوة مبهمة
في سحر عينيك
فانزع معطفك البارد
واغسل ممرات الشتاء بنبيذك ونبيذي
واجعلني لبلاب عظامك
الدفء الذي يسكن ثمالتنا
يطرحني في زمنك سؤالا عسيرا
فلا تتدبر أمورك الساذجة
باحلام مشنوقة
وتنسى السؤال العتيق
هو أنك محموم بأغصان دمي
أصابعي
تفتت ملح البكاء القديم
تلملم قثارتي الضائعة
و كفّي تمسح رغوة الصقيع عن جسدك
فتشبث بخاصرة الورد والياسمين
واملأ كؤوس الحزن
بشهد شهيْ
واحملني لخمائل عينيك
يحتلني الدفء
لذة قصوى
ويداك فراش مبعثر في أرضي
يكفيني قليل من الندى
لتبزغ صباحاتي
ويستعد عطشي للرحيل؟؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى