على أطلال من نهوى ندوسُ |
ونبكي واقفينَ متى الجلوسُ ؟! |
كفى يا أمتي لا الدمعُ يجدي |
ولا يجدي التبسُّمُ والعبوسُ |
لنا ماض ٍ وأمجادٌ توّلتْ |
وغبراءٌ وداحسُ والبسوسُ |
بعبد مناف ثم بعبد شمس ٍ |
على الدنيا تضيء بنا شموسُ |
فلا تسألْ متى التاريخُ يحكي |
بنصر ِالعُرْب ِ إن حميَ الوطيس ُ |
وأيامٌ لتشهدُ كيف كنا |
نسوسُ الملكَ أفضلَ ما نسوسُ |
بجحفل جيشنا الفرسان كانوا |
وفارسنا المجلي والبئيسُ |
أنبقى في تذكرها سُكارى |
إذا ُذكرت ْ لترتعشُ الرؤوس ُ |
ذئابٌ للجريمة في حمانا |
لها في كلِّ مذأبة طقوس ُ |
على أشلائنا رقصوا وغنوا |
فنامت فوق طرحتها العروسُ |
وعرسٌ مهرهُ الغالي دماءٌ |
سيدفعُ عُمَرهُ الأغلى العريس ُ |
فلا وصفُ الظعائن ِيا خليلي |
ينجينا.. ولا حربٌ ضروسُ |
أنشربُ من بني عبس ٍ كؤوساً |
أتروي غَّلتي تلك الكؤوسُ ؟! |
ومنا الأوفياء بكل عهدٍ |
ومنا الخائن الوغد الدسيسُ |
ومنا للغد المأمول قومٌ |
كرامٌ في المعالي لن يجوسوا [1] |
نموتُ مع الحياة بكلِّ يوم ٍ |
ومن رمس ِالحياة لنا رموسُ |
وعبدُ الموت شيطانٌ دميمٌ |
وذئبٌ غادرٌ نهم ٌ ألوسُ [2] |
إذا ما انسلَّ لا الجبارُ يسطو |
ولا ملكٌ يدومُ ولا رئيس ُ |
ونجمُ العبد في الدنيا سعودٌ |
ونجم الحرِّ في الدنيا نحوسُ |
برأس العقل نحلُ الشَّهد يفنى |
ويعمرُ في رؤوس الطيش ِسوس ُ |
كذا والعمرُ أيامٌ عُجالى |
فلا سبتٌ يدوم ولا خميسُ |
كذلك زار عبدُ الموت كسرى |
أنوشروانَ فانحلَّ الخميس ُ [3] |
وكم حوريةٍ عذراءَ أشهى |
إلى قلبي إذا خطرت ْ تميسُ |
رماها الموتُ في واد ٍسحيق |
وضاع َ الجوهرُ الدرُّ النفيس ُ |
فيا وحشَ الردى تبَّا ً لعمر ٍ |
ُيقدَّرُ في محافلنا الخسيس ُ |
وإنَّ الحقَّ سخريةٌ وهزءٌ |
إذا ما دافعت ْ عنهُ التيوس ُ |
أنا يا أمتي طيرٌ حبيسٌ |
فكيفَ يغرِّد ُ الطيرُ الحبيسُ؟! |
ولي نفسٌ إذا مرَّتْ رئامٌ |
ونفسي شعلةٌ كانتْ تنوسُ |
لتضرمُ نارها في القلبِ عطراً |
لأن خيالَ من أهوى أنيسُ |
ولي في روضة الشهباء ريمٌ |
تقاسَمَها من الروح ِالرسيسُ [4] |
تمِّيزُ غادتي وجناتُ وردٍ |
إذا قبَّلتها نفسي نفوسُ |
وما جدوى الورودُ الحمرُ إذ ما |
أمتِّعُ ناظريَّ ولا أبوسُ |
وخصرٌ أهيفٌ، وعيونُ ريمٍ |
إذا رفَّتْ ففي عقلي مسيسُ |
خيوط العنكبوت شَغافُ قلبي |
وعيناها بقلبي كهرطيسُ [5] |
وثغرٌ نكهة ٌ بالمسك فاها |
وجفنٌ فاترٌ جفنٌ نعوس ُ |
وظبيٌ خائفٌ يرتاعُ قربي |
ولا ظبيٌ بمأمنهِ كنوسُ [6] |
فعاطفتي الينابيع العذارى |
وإحساسي يهامسهُ الحسيسُ [7] |
ولي في وحشتي ليلٌ سحيمٌ |
وصوتُ الشعر ِلي خلٌّ جليسُ |
وكلبٌ مؤنسٌ ليصون ودِّي |
ولا خلٌّ تمُّلقهُ لحوس ُ |
فلا تندبْ على حظ ٍّ تعيس ٍ |
لأن العمرَ باطنهُ تعيس ُ |
ولا تغترَّ في وفر ٍ وفير ٍ |
لأن الوفرَ فائضهُ بخيسُ |
لنا التاريخُ كم أعطى عظاتٍ |
دروساً هل تُعِّلمُنا الدروسُ |
يقاس المرءُ في فعلٍ جليلٍ |
وغيرهُ لا يقاسُ ولا يقيسُ |
وناسٌ بيننا غزلان برٍّ |
ولكن أكثرُ الناس النموسُ |
ومن يفقرهُ في الدنيا شعورٌ |
فلا تغنيهِ في الدنيا الفلوسُ |
وأشجارٌ بلا ثمرٍ وظلٍّ |
ستقطعها من الجذر الفؤوسُ |
سلاماً يا نديم الكأس دعنا |
لنا قمرٌ بليلتنا أنوس ُ |
أميرٌ حوله سرب العذارى |
نجوم الليل ترنو ،وهي شوسُ [8] |
ونسمات إذا هبت علينا |
لتسحرنا ،ولكن فيها جَوسُ [9] |
زهور حولنا من كلِّ لون ٍ |
فلا تأبهْ إذا نطق النَّفوسُ [10] |
طيورُ القمح موسيقى وعزفٌ |
فصهْ، واسمعْ بنقرتها جروسُ [11] |
حياة المرءِ ُملكٌ للأماني |
فكلُّ تجارة ٍ ولها مكوسُ [12] |
وما يخضرُّ في وجهٍ ويندى |
له في وجهه ِ الثاني يبيسُ |
زمانٌ طبعهُ يخفي النوايا |
ويسرقُ عمرنا إن لا يخيسُ [13] |
وحادي العيس في سفر الصحارى |
ترافقه مع الصحراء عيسُ |
ونحن اليوم في جنات نعمى |
بطائرة ترافقنا لميسُ |
وجوَّالٌ وحاسوب ٌ وفكسٌ |
إذاً أين الحمائم والطروسُ؟ |
كفانا يا بني قومي كفانا |
يعزُّ لنا من الماضي الدريسُ |
هجاءٌ ثمَّ مدحٌ أو رثاءٌ |
وتشبيبٌ وشعرٌ طلطميس ُ [14] |
إذا الشعراء ما غذوا نفوساً |
ولا ذوقاً، فشاعرهم طويسُ [15] |
وكلُّ الذنب ِ يا طسمٌ خراجٌ |
يفرُّ بعيد سرقته ِ جديس ُ [16] |
ألا يا أمة الأعراب قيحٌ |
بنا العلاتُ والداء النكوسُ |
تمزقنا أمورٌ تافهاتٌ |
ولمُّ الشمل جوهرنا الرئيسُ |
فمن ينفخْ على الجمرات ِحقداً |
ليشعلها سيحرقهُ النسيسُ |
ولا جدوى بإقناع ٍ ورأي ٍ |
أيُقنَعُ جاهلٌ بغلٌ شَموس ُ |
هنا قدموس أوروبا بأرضي |
وروح الشرق ِ مولدها يبوسُ [17] |
هنا درب الحرير وقلب ربي |
ولكن هاهنا عمري يئوس ُ |
فهل من أمةٍ في الأرض تبكي |
على أمس ٍ وقد مرَّتْ أموسُ؟! |
كأنَّ أبي وأمي لستُ منهم ْ |
وجنسي ماله أبداً جنوسُ |
وكم قصرٍ بمظهره مضيء ٍ |
ولكن قلب ُ صاحبه دموس ُ [18] |
وبعضُ الناس ترشقني سهاماً |
وبعضُ الناس قدَّامي تروسُ |
وبين الناس أنواعٌ ومنهم |
جراثيم ٌ أيكشفها لويس ُ [19] |
لها عدوى وكائنها طفيلي |
أبو قراطٍ تحيَّر والرئيس ُ [20] |
ونوبلُ للسلام ولا سلامٌ |
وأرقامٌ تحِّطمها غنيس ُ [21] |
فما من قوة إلا وتفنى |
وثوب العزِّ مهترئ لبيسُ |
وللإسكندر [22] انحلَّتْ جيوشٌ |
وظلُّ الشمس ِ ظل َّ ديوجينيس . [23] |
إله العرش أعطانا سماءً |
ودين الحق ِّ ليس به لبوسُ |
شيوخ المسلمين هنا تآخوا |
وكهانُ النصارى والقسوسُ |
لأن الأرض ما عرفت سلاماً |
سلام الله يا شام الرغيس ُ [24] |
ولندنُ أم نيويوركٌ وروما |
محردة ُ* أين َ باريس ٌ ونيس ُ [25] |
غداً إن مت ُّ لا تبكوا وقولوا |
معلقة، وشاعرها المر يس ُ [26] |
له بالوحي والإلهام نارٌ |
على الشعراء شعلتها رَكوس ُ [27] |
قصائده من الجوزاء أعلى |
فقيسوا إن أردتم أن تقيسوا. |