السبت ٥ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم فؤاد قنديل

لا بد أن يرحل

الأخوة والأحباب

أنتم أعلم مني بما ألحقه مبارك بمصر من ظلم وتشويه وتكميم للأفواه وتكبيل للإرادة
واستنزاف للطاقات والخيرات له ولعائلته ومريديه وأصهاره وخدامه وهم بالآلاف
وهاهم الشباب قد هبوا خارجين من تحت طبقات الركام واليأس والحاجة والرعب من المستقبل

كسروا القيود القابضة على أرواحهم وكسروا الأغلال الكابحة لتطلعاتهم المشبوبة نحو العدل والحرية والعيش الكريم
هاهو الشباب وقد دق أبوابنا بينما كنا نياما في أسرتنا لنستيقظ ونلهث وراءه نحو نهاية النفق
حيث الشمس الوليدة تطل من خلف الظلمة المحدقة

هاهم على مدى أسبوعين يهتفون ويسهرون ويصرخون وهم على لحم البطون الخالية ، ينقل الفضاء دوى قلوبهم الثائرة
وتردد السماوات المفتوحة أصداء أمانيهم المكبوحة
لكن القابع في قصره قابض على صولجان السلطة الغاشمة ممتليء الكرش بدماء وعظام المصريين الصابرين حسنى النية
الذين اعتادوا أن يطيعوا الله والرسول وأولي الأمر حتى لو خونة ومعدومي الضمير

هاهو العنيد المتغطرس يتمترس بين جدرانه وحراسه وسلطته الموشكة على التداعي ويرفض الانصراف لأن لذة السلطة خاصة مع شعب طيب وعاطفي لا تدانيها لذة ، والأنابيب التي تسحب الثروات والكنوز بفعل محركات السلطة الجبارة تواصل امتصاصها للينابيع ولم يبق إلا القليل ، وهو لا يريد أن يترك شيئا للأجيال التالية بحجة شفقته على مستقبل البلاد المهدد بالفوضى، والفوضى كلها في المنطقة العربية من صنع يديه
لذلك يرفض أن يغادر وتأتي كل جمعات الرحيل دون أن يتزحزح قيد أنملة
مكتفيا بأن يقطر لنا نقاطا فقيرة من بقايا الضوء الشحيح ، متكرما علينا بنائب هنا ووزارة هناك ..

إن ما فعله في الثلاثين سنة من اغتيال للكرامة وسرقة روح المصريين تدريجيا من صدورهم وعيونهم
ليساوى ما فعله بنا خلال الأسبوعين الأخيرين .. حيث بدا واضحا غلظ القلب وانعدام الاعتبار لمن رفعوه على رؤؤسهم سنين طالت أكثر مما ينبغى ولم يمنح الشعب الذي يغلى في العراء وتتطاحن فئاته وتتمزق وحدته غير أذن من عناد وأخرى من تبلد

لذلك أدعو الجميع من الكتاب والشعراء والمثقفين والمفكرين إلى مواصلة الهجوم والحفر في الجبل والدق على رأس المسمار حتي ينفذ تماما في الأرض المعطوبة ما دمنا لا نملك ما ينتزعه انتزاعا من عرينه الذي ورثه عن الأجداد أصحاب العزب وورث حكمنا معه
طالما كان على قيد الحياة فلنواصل الدق بالقصائد والمقالات والكتب والتصريحات والرسوم والتذكير بالخطايا

والعمل بكل الوسائل على حفر اسمه في أدني مستويات التاريخ
نحن شعب عاطفي سوف ننسى الأمر بعد قليل ونرضى بما كان وتنتهي ثورة الشباب المقدسة

 لابد من الدق حتي يغادر غير مأسوف عليه
 لابد من الدق على رأسه وهز كرسيه حتى يرحل غير مأسوف عليه
 لابد من مواصلة الدق لعل من يجيء بعده يحذر ويرعوى
 وعاشت مصر حرة وعاش لها شبابها الأبي الواعي .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى