الثلاثاء ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم أحمد الحارون

صراع الماضى والمضارع والأمر.

وأراد العمُّ كانون أنْ يغادرَأوراقَ التقويم ِلأخية يتردد فى الأسماع،

الكلُْ جداً مشغولٌ، حفلاتُ ميلادٍعلى أعتابٍ، وخليجى لاأعرف كم؟

يأخذنا يخطفنا، ونجهزُراياتِِالاستسلامِ بتعصب غفن ٍبالخيبة.

امتحاناتُ الأولادِ تدقُّ البابَ لنعلمَهم كيف الغشُّ؟

فينشأ كلُّ مثلُ أبيه.

فجأة... سمعنا.....صرخات.... آهات.

الحق اجرى لغة ُالضادِ

تبكى تنادى

بنتى هنادى

سألنا...قالت: صبأ الأولاد، جحدوا الأعداء.

يريدون توزيعى على البنتين.

يـــــ أتشق اثنين.

يـ أروح يا أخواتى دارأيتام وألا مسنات.

وربتُّ على أ كتافها...هدأت، أخذتها النشوة، هات هات.

نظرتُ إليها أغازلها، مؤنثةٌهى.

وقلتُ لها: أنتِ أم اللغات لغةُ القرآن لغةُ الجنات.

ردَّتْ بتأفف: أنتم يا(غجرقصدى ياعرب) ليس لكم إلا فى الغزلِ ِوالنساءِ.

أخذتُ بنقطتها حتى لا يلمس إصبعٌ منى نهديْها.

فأنا مازلتُ على وضوءٍ.

أردتُ معاتبةَالأولادِِ: هذه أمكم التى.. ولم أكمل، وانفجرالكلُّ يندبون حظوظاً.

ما لنا وسجن النحوِوالبلاغةِ والإملاءِ؟

هل كُتبَ علينا أن نحيا فى أصمعى وعنترة والزجاج؟

كفانا معلقات، وكفانا المربد، فالكلُّ يعربد.

فقد تُهنا فى الخليل ويافا والمقفع والحجاج.

نريد أن نغادرَ ابن جنى ونذهب للجنيات.

طرقتُ بيدى.... لابدمن عاجلةٍٍقمة.

نتصالحُ نتشاورُ، ننقذ غزةَ لغة الضاد.

وبسرعةٍ طارالخبرفى كلِّ الأوساطِ.

ووسطنا أفضلُ من يهتز.

وهناك فى جزيرةٍ وراءَ الأفق، لا يُرى مكانُهاعلى خريطةٍإلا بالكاد.

الكلُّ يهرول، حركاتٍ ومواقفَ تصورها العدسات.

...وقفتْ همزة توحى بلمزة.

أنا أنا أصلُ الأخطاءِ، والكل يبحثُ عن كرسيٍّ يتسع لسمنةِ أوداجه، ويغطُّ فيه بسباته.
...والحالُ غيرُ بعيدٍ منصوباً، بل مشنوقاً، يتأوه ينزف فلا احدٌ يأبه.

(وبغزةَ) نسينا مفعولاً لأجلِ الأمةِمحصوراً، يجوع ينادى،علَّ صيحاته قد تُسمع.
...وعلى مكثٍ وتدانى، أصوات ُشعوبٍ تمييزاً، وقفت تمثالاً منصوباً، تستجدى عطف الذلِّ مزيداً، فهى فيه ومنه لاتشبع، تتنفسُ مراحيضَ هواء.

وقبل انعقادالقمةنسمعُ طرقاتٍ على مِنضدةِ الكذب تسترعوراتٍ ظاهرةً وتقول: سكون.
...تنتبه المسكينةُ سكونٌ مذعورة، فهى دوماً على الأفواهِ دائرةٌ، بل خاتمةٌ، أوتقرضُ ألسنةً كالدودة، فى الأمرتراها تستفحل، بل تستعجل قانون َطوارئ ممدودا.

...وعلى بابِ خيمةٍ فى برارى، تنطقُ بجهلٍ وجوارى وقفت حروفٌ ناسخةٌ، لا لا بل منسوخة، لاتسمع من فِيها فتفهم.

وتصدرَبعد سكون ِالمجلس ِأصلُ الحركاتِ:

الضمةُ قالت: من منكم يحظى بمكانتى، أنا أم الدنيا، أدلُّ على الفاعل، والفاعلُ من يكدح ُيتعبُ يحررُويحارب، وله السبقُ فى الغزواتِ، حتى فى الفعلِ ظاهرةٌ، لا أحتاجُ مساعدةً من حرفٍ أو نفطٍ أو ريالات.

من غيرى منكم يجرؤ أن يدخلَ على نستنكرُوندينُ ونشجبُ؟

وقف نائبهاألفٌ ونظيف ٌٌمنتصباًمنتشياً، ووراءه واوٌّبسرورٍ متورمة الوجنات.

الفتحةُ قالت: وأناللنصبِ علامةٌ، وبدونى لا سلطةٌولا رؤساءُ ولا أمراء، وتنوب عنى ياءٌّمعوجة توحى بنتائج انتخابات، وكذلك حذف النون يدل على حذفِ العامةِمن أذهان ِالأمراء.
وفى الماضى أنا أظهرألا يكفى أن تنطق.... انتصرَصلاحُ الدين فى حطين؟

كانت عين جالوت... ونسيت.
لا بأس فأنا لم أتعلم من التاريخ، وفى الحديث النبوى قالَ رسولُ الله: من منكم يا حركات حظىَ بمكانةٍ كهذه؟

...أنا رمزُ الزمن الجميل، كان وكنا والنعرات.

والكسرةُ جاءت مكسورةُ الخاطرِعلى استحياءٍ قائلةٌ:

قاتلكم الله ألستُ منكم غير أنى أسفلُ الخريطةِ، أقصد أسفلُ الكلمات، أيعيبنى أنى اتخذتُ رايةبنى العباس لجلدى شعاراً،

وأناأتعب وأجرُّ كل الأشياء، وأنا صنوالفتحةِ ينوبُ عنى السحل أسفةٌالحذفُ والياء.
أنارمزُ الفقراءِ مكسورى الإرادةِ مسلوبى الجنان.

أنا الكسرةُ يشتهينى كلُّ الرؤساء،ومعاولُ الهدم ِوالتحرروالتبعية فى أيديهم من اختراعى متى أشاء.

فتحينتْ الأسماءُ الخمسةُ الفرصةَ وقالتْ فى خبثٍ ودهاء:

ولماذا لم يُكسَرُلغزةَ حصارٌ حتى الأن؟

ردتْ كسرةٌ من الكسرات:

غزة ممنوعة من الصرف، قصدى من الكسروفيها حماسٌ زائدٌ جاء بشرعيةٍ،لاغشٌ ولا تزويرولا إرثيات، فلابدمن استئصاله إما بالتجويع أو بالمعونات، وصناديقَ ريالاتٍ مختومةبعدم الصرف.ونحن ننتظرحتى تُهدمُ ثم نعقدُ للإعمارِ مؤتمرات.

وفجاة دوى فى القاعةِ صوتٌ مبنىٌّ للمجهولِ، بلغةٍ غيرالضادِ يقول: اللغةُ فى تركيب الأمةِِكعصير الشجرةِ وعقلها الخفى، لا يُرى ولكنَّ الشجرةَ كل عمله، تخلقُ فى الوطنِ معنى الأهلِ والدارِ.

ويا أيها الماضى لا تمنن تستكثرأنت وفتحتك على أخواتــك الحركات، بأن كنت فى حديث رسول الله، فاعلم يا هذا بأنه قال وجسد وفعل؛ فينشأُ للأمةِ كيانها الروحى الذى يستمدُ قوته من ذاته، لا من غيره لا من معونات.

فعمق اللغةِ يعنى عمق الروحِ، والخُلقُ يجعل الأمةَ طبقةً واحدةً على اختلاف مظاهرها، يخلق فيها ضمير الشعب الذى يحكمه.

خلقُ الأمة ِهوبنيانها فإذا اختل اختلتْ هندستها الاجتماعية، وتصبح مفعولة آيلة للسقوط.
فأفسحوا المجالَ لذوى الضميرالأبيض بحماسهم الملتحى بالصدقِ، ومعهم ألف الاثنين وواو الجماعة.

فدوى المجلس الله الله! هذه والله خلاصةبحماسٍ صارتْ رصاصات. وتناثرتْ قبلاتُ النفاقِ وأحضانُ المصالح وتعانق المختلفون، وجاءت بحورالشعرغيرالموزونة وتفعيلاتها المكسورة، لتدق الأوتاد والأسباب، وتصور بالعدسات كلماتها المنتفخةكانتفاخ من يصورونهم.

وانفض المجلس وتركوا أمة الضادِ فى سباتها العميق،

تسمع لشخيرها زفير وشهيق،

وبيدهاتتثاءب ـ لتذب ذبابةً وقفتْ ـ

على فِيها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى