الخميس ٣ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم حنان بديع

هل من يجرؤ؟

البعض يلعنه وآخرون ينتظرنه بلا كلل أو ملل، المؤمنون يسمونه قضاء وقدر، والسفسطائيون يسمونه حظا يلبس ثوب الصدفه ليس إلا..

لكن الأهم هو أن نعرف اذا ما كان الحظ ضرورة في الحياة أم ترفا؟

ماذا لو أصر هذا المسمى حظا على هجرنا ولم يدق باب العمر ولو مرة واحده في الحياة؟

الأدهى هو أن هذا الحظ يبدو وكأنه كائن لا مرئي لكنه خبيث شرير ومشاكس لصاحبه الانسان.!

فلا يستجيب لمن يدعوه أو يستحقه بل يختار الحمقى ويقف الى جانبهم في معظم الأحيان، واذا لم يفعل فكيف يكون حظا اذن؟

ربما لهذا اعتندنا القول أن في الرخاء يظهر الحظ وفي الضنك تظهر العظمه.

هذا صحيح الى حد كبير كيف لا والسحب الكبير للفوز بسياره يكون من نصيب اصحاب السيارات؟

كما السحب الأكبر للمليون يأتي من نصيب أصحاب الملايين والمليارات!

واذا ما كان الحظ يحب الجرأة ويمشي معها جنبا الى جنب فهو كالرجل ذو النزوات الذي لا يؤتمن جانبه قد يشتهي في اي لحظة صحبة الحياء أو الغباء مثلا!!

ربما لهذه الاسباب اختلفنا في تفسيره والاعتقاد به فبينما يرى البعض أن القناعه ركيزته الاساسيه وان المحظوظ هو الشخص الذي يشعر بأنه راضي عن حياته يرى البعض الآخر فيه سرا يقبع خلف موهبة اقتناص الفرص ويعلل بهذا الحظوظ السعيده لأصحابها!

لكن آخرون أكثر تصميما وعنادا يعتقدون بأننا من نخلق حظوظنا ونصنعها والحظ ليس هبة بل مهارة وتصميم وخطة محكمه من كل الجهات!!

على أية حال ، أن يشعر المرء أنه محظوظ فتلك نعمه لا تقدر بثمن .. لكن اذا حدث وشعرت بأنك سىء الحظ وأن الحياة تكرهك أو تظلمك فلا تهتم أو تتساءل، لماذا أنا؟

انه النظام العشوائي للحياة الذي لا يعرف الانصاف ، واذا كنت احد هؤلاء المحظوظين فإن النظام العشوائي سيخدمك باستمرار فهو كورقة اليانصيب اما لك أو لغيرك ..

لكننا لسنا وحدنا من يختلف حول الحظ وحماقاته فدائما وأبدا كان هناك صراعا أزليا ما بين العقل وتوأمه الحظ أما سمعتم الحكاية الطريفة التي تقول: بأن العقل والحظ كانا يسيران في الشوارع والطرقات حتى انهكمهما التعب فقررا أن يجلسا للراحه بعض الوقت وفيما ذهب العقل وجلس عند حافة الطريق خوفا من أن تصدمه سياره مسرعه قرر الحظ أن يجلس في وسط الطريق غير آبه بنداء العقل له وبينما هما كذلك فإذا بسياره مسرعه قادمه في وسط الطريق وعندما لاحظ سائق السياره شخصا جالسا في وسطه انحرف بسيارته جانبا خوفا من أن يصدمه بسيارته فإذا به يصدم العقل فيقتله!

يخطر لي أن أجرب حظي وأجلس في وسط الطريق؟

هل من يجرؤ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى