الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١

القلـب الحـزين

ملكة احمد الشريف
أسرتني ابتسامتها الرقيقة،
ووجهها الطفولي البريء...
رغما عنها غافلتها دمعة ترقرقت من عينيها اللوزيتين.
تحاول جاهدة منع عبراتها من الانهمار.
تشيح بوجهها وتنظر إلى الأفق البعيد... البعيد.
تبعتها عيناي لنسرح سويا في الأفق البعيد...
السماء زرقاء، تتماوج فيها الغيوم البيضاء وهي تتداخل مع غيرها من الغيوم الداكنة، فترسم لوحة فنية امتزجت فيها الألوان تنقلك إلى عالم الوحي والخيال...
تحاول جاهدة لملمة قواها... تحاول السيطرة على نفسها... تنظر إلي من جديد تحاول الحديث...
يبدو أن الكلمات خانتها... تبعثرت الحروف في حلقها...
عادت تشيح بنظرها عني... تنظر إلى الأفق... حيث لا مكان... ولكنها تنظر بتمعن أقوى وتصلب أشد، كانت تحاول أن تلملم أبجديتها... وتعيد تنظيم الحروف المبعثرة...
آلمني صمتها...
أصغيت لزفراتها الصاخبة... واستمعت لأنين قلبها قبل أن يصلني صوتها المتحشرج الذي يحاول التغلب على ذلك الألم...
هل ترين تلك الغيوم؟
طأطأت راسي لأعلن أنني أفسح لها مجال الحديث... لكنها استطردت، فهي لم تكن تنتظر ردي:
تلك الغيوم... هل ترين اللون الداكن هناك؟
كان لونا ممزوجا يتراوح بين الأبيض والأسود...
تنهدت... زفرت... تحاول جاهدة أن تلتقط أنفاسها، تابعت:
هذا لوني الآن... فانا في منطقة الظل، لوني غير معروف، ليس واضحا، هو مزيج من الـ"نعم" والـ"لا"...
مثل اختلاط الألوان اختلطت حياتي كلها...
تائهة أنا بلوني الرمادي...
أبكي نبضات قلب لم أكن أعيها من قبل...
أخطأت في اختيار نبضات قلبي وتوجيهها...
... ... ...
اندفعت إلى غير مكانها...
لا ادري لم؟ وكيف؟..
تسرعت...
تألمت...
ندمت...
يتهالك صوتها المتحشرج من جديد...
تندب حظها العاثر في تلك التجربة التي لم تكتمل، تحاول أن تبرئ نفسها من خطئها الفادح في توجيه مشاعرها الخفاقة إلى المجهول...
لم تسعفها براءتها في اختيارها...
ولم تشفع لها طفولتها من سماع كلمات لاذعة من هنا أو هناك...
عادت تشيح بناظريها إلى الأفق البعيد...
نسمات رقيقة دفعت الغيوم التي لا لون لها إلى ذلك الأفق البعيد... البعيد!
وأصبحت السماء صافية متلألئة...
لا ادري بقصد منها أو بلا قصد ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها المتلعثمتين...
تضع قدمها على بداية الطريق الذي امتد أمامنا، تحاول أن تنسى ما مضى من ذكريات قلبها الخافق الحزين.
ملكة احمد الشريف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى