الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١
مصافحة
بقلم بلقاسم بن عبد الله

المرأة رمـز تـحـضـرنـا

.. وماذا عساك تهدي لها هذه المرة وهي تحتفل مع رفيقاتها بعيدهن العالمي؟.. هكذا تساءل صاحبي المعزز والمعتز بهن، وهو يستعرض صورهن الراسخة في الذاكرة، قبل أن يمسك رفيقه القلم، ليبوح للورقة البيضاء التي تواجه وتصافح محياه، بعض ما في القلب من نبضات وذكريات..

افتح نافذة غرفتك الدافئة، أنظر إليها الآن، هاهي تنشر ملابسها البنفسجية في الشرفة المقابلة. لماذا إذن لا تغتنم الفرصة الذهبية، لتكتب عنها،بكل ما في أعماقك من أشواق واحتراق واحترام. وكيف لا. و هي التي تسكنك من الداخل، سواء قبلت أم أبيت. حرك قلمك قليلا. كسر ضلعا من جانبك الأيسر، لتخرج حواؤك المنتظرة، سالمة منعمة. حدثنا عنها قليلا. فالآذان صاغية.

.. ما أتعسها وأسعدها. مسكينة حواء. ظلمها آدم، ورماها بشتى الأوصاف والنعوت. هي لغز، هي رمز، هي أسطورة، هي أفعى، هي شيطان. ثم أيضا هي ملاك، هي معدن رحمة، هي نصف حلو، هي جنس لطيف.

البعض يقول عنها جهرا: المرأة حاشاكم. أو الدار أي المرأة هي في الدار. يخجل من ذكرها في مجلسه، وسط جماعته و كأنها إحدى الموبقات المهلكات.

وأنصفتها أقوال وأمثال أخرى، لتجري سهلة سلسلة على ألسنة الناس، في كل مكان وزمان. لقد أصابت إمرأة و أخطأ عمر. كما في سير الخالدين. الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. كما في الشعر. المرأة التي تهز المهد بـيمينها، تهز العالم بـيسارها. وراء كل عظيم امرأة ،كما في الكلام المأثور.

والحق نقول: إن المرأة هي العمود الفقري للأسرة، كنواة أساسية في المجتمع. والقيمة الحضارية للرجل تبرز حقا في نظرته وتعامله مع المرأة،كأم وبنت وأخت، كزوجة وحبيبة و رفيقة.
المرأة قلب وعقل. هي إنسان قبل وبعد كل شيء، كالرجل تماما، تأكل و تـتـنفس، تسعد و تـتعذب، تمارس بعفوية وحيوية أشياءها الصغيرة و الكبيرة، بإرادتها و رغبتها .. ترفض و تقول: أنا لا أحبك. ترضى لتردد: آه.. كم أحبك.. من حقها المشروع أن تذهب إلى المقهى والمسرح والحديقة العمومية، وتخرج في نزهة بريئة للتمتع بشاعرية الطبيعة، بعيدا عن أعين و آذان ولسان الفضوليـين.

حياتها الخاصة غير قابلة للتقييم التاريخي و للتقسيم الجغرافي. هذه مناطق محررة محللة، وتلك محتلة محرمة. فعندما تتدخل وسائل القهر و المنع يختل التوازن، و تضيع قواعد اللعبة. المرأة حضارة، وأي حضارة. و الواجب يفرض علينا أن نتعلم كيف نحبها بصدق، ونسمو بها وبأنفسنا دوما نحو الرقي و المجد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى