الثلاثاء ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١١
مثقفون فلسطينيون يؤكدون على

دور المثقف في قيادة الثورات

مهند شفيق العراوي

أكد مثقفون فلسطينيون على تأييدهم للثورات التي تشهدها المنطقة العربية، معتبرين إياها رد فعل طبيعي على قمع الحريات والظلم والاستبداد الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة، ومشددين في الوقت نفسه على أن المثقف هو الصانع الحقيقي للثورة في البلاد العربية.

وفي استطلاع أجراه الصحفي مهند العراوي أكد الشاعر والناقد الفلسطيني عبد الخالق العف على أهمية أن يتطور دور المثقف العربي في دعم هذه الثورات بل وقيادتها وتحريكها، وعلى ضرورة "تلاحم السياسي التغييري مع المثقف الثائر لصنع ملحمة الكرامة والحرية"، كما قال.
وتابع "تأتي الثورات العربية استجابة لرياح التغيير التي هبت في أجواء القمع والاستبداد والفساد، لتقتلع شجرة الطغاة وتطهر الأرض العربية، وتزرع فيها فسائل الحرية والتنمية في مناخ ديمقراطي تتحقق فيه كرامة الوطن والمواطن".

وأوضح العف أن نمو الوعي السياسي عبر المواقع الالكترونية وتواصل الشباب وتحركهم الثوري له دور كبير في نشر ثقافة التغيير.

أما الأديب والناقد عبد الفتاح أبو زايدة فقال "ما ينبغي لنا أن نهون من شأن الثقافة ولا المثقفين، بل يجب أن نثق في ثقافتنا، ونعمل على تجديدها، وأن يستوعب بعض المثقفين تغيرات العصر، وإرادة الإنسان وطموحه".

وشدد أبو زايدة على أن المثقف العربي ليس غريباً عن الثورة، فهو من بين أدوات التوعية والتعبئة، "وإن كان بشكل خفي أو بعيد ما استدعى الأمر ذلك، ولكن المثقف العربي الحقيقي هو الذي يساهم بشكل حقيقي في صنع الثورة"، كما قال.

بينما علق الكاتب والقاص الفلسطيني يسري الغول على موضوع الثورات بالقول "إن الثورات العربية الحاصلة اليوم تعبر عن مدى إدراك الشبان لمتطلبات العصر، وقدرتهم على استغلال التكنولوجيا لتحقيق أسمى المطالب التي ينادي بها شبابنا الواعد".

وعبر الغول عن رفضه أن يتم الزج بالأجندة الخارجية واتهام بعض التيارات بأنها مصدر التوتر أو حالة الغليان القائمة، مشيراً أن المعاناة التي لاقاها الشبان هي وحدها ما دفعت لمثل تلك الثورات".

ودعا إلى أن يتدارك القادمون إلى السلطة أهمية الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.
أما الباحث الفلسطيني ناهض محسن فقد أكد على أن الثورات العربية هي صحوة من سبات عميق، وشعور بالعجز من أنظمة موالية للغرب تجاه القضايا الوطني ثم القومية وإحقاق الحق لأصحابه بعدما كان مسلوبا بالقوة على حد تعبيره.

وقال "إنها ثورات جاءت لنصرة الشعوب وإعطائه الحرية وإبداء رأيه في السياسات المتبعة سواء داخلياً أو محلياً، وثورة ثورة حتى نصرة جميع الشعوب العربية".

من ناحيتها ترى القاصة والكاتبة الفلسطينية مي سلامة أن هذه الأحداث التي طرأت على الساحتين العربية والإسلامية هي بداية مرحلة جديدة وبداية فجر يلوح في الأفق انتظرناه طويلا بعد أن عشنا في ظلام حالك ابتلع الأمة كلها وأصاب كل من فيها بالإحباط واليأس من إمكانية التغيير أو التبديل أو استرجاع مجد الأمة من جديد، على حد تعبيرها.

وأردفت بالقول "ولكن ما يحدث الآن لم يعد الأمل لكل هؤلاء بل أعاده لنا جميعا وزرع في قلوبنا فرحة غامرة لم نعشها منذ أن ولدنا على هذه الأرض فلربما اقترب وعد الله بتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وليس أدل على هذا من الشعارات التي سمعناها من هذه الشعوب الثائرة التي لم تنس في خضم أزمتها فلسطين وهتفت نعم لتحرير المسجد الأقصى".

الشاعر والإعلامي الفلسطيني يونس أبو جراد قال "أرى الثورة بعيون عربية متطلعة للتحليق في فضاء الحرية التي اشتقنا لها، وأراها ضرورة لازمة لكل عربي، يكابد المعاناة في واقع عربي رديء كان تقوده ضعنة من الزعماء الفاسدين والمفسدين".

ونبه أبو جراد إلى أن الثورات وان جاءت متأخرة، إلا أنها جاءت على أبدع ما يكون، والإبداع فيها، أنها جاءت سلمية؛ خلعت الزعماء بكراسيهم، وعبرت عن عقلية العربي وثقافته الرائعة، على حد تعبيره.

وعن المثقف العربي قال الشاعر الفلسطيني "أما المثقف العربي فأعاد لنا ولنفسه الإحساس بالكرامة والثقة بيقظة المثقفين المتطلعين لمستقبل عربي جميل يستحقونه".

مهند شفيق العراوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى