الجمعة ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم محمد نادر زعيتر

سمّوك «حاسوباً»

سمّوك «حاسوباً» وما أفلحوا لو أفلحوا سموك «ناظوما»

تُرْجِمَتْ كلمة كمبيوتر بحسب معناها واعتُمِدَتْ من قبل المجمع اللغوي بمصطلح «الحاسوب» على الرغم من أن المهمة الحسابية للجهاز المذكور تعد ثانوية، وكنت أفضل شخصياً اعتماد كلمة «ناظوم» في ترجمة تقريبية لاسم الجهاز بالفرنسية (اوردنيشر) وتكون هذه التسمية أجدى من حيث مهام الجهاز.

وفي مقالتي هنا سألتزم بالتسمية المعتمدة «الحاسوب».

في أربعينيات القرن العشرين سمعت ورأيت لأول مرة المذياع، و تساءلت في سري أين يكمن المذيع أو المذيعة، كيف نستمع ولا نرى المتحدث! إنه يقول السلام عليكم وليس من يرد السلام! ونفس التساؤل كان يتوارد عندما تسنى لي وقتذاك استعمال الهاتف حيث متصل آخر على الخط تسمعه ولا تراه!

وتعبر الأيام مجازات الزمن ويظهر التلفاز في أوائل ستينيات القرن نفسه، وإذ بي أشاهد المتحدث الذي كان الحلم الأول وإذ يمتد بي البصر الحسير والسمع المحدود عبر أرجاء البسيطة كلها. كان الجهاز مؤلفاً من صمامات ثم أصبح من منظومات إلكترونية، وكان يشغل يدوياً بالأزرار وأصبح باللمس ثم بالتحكم عن بعد...ويتقدم هذا الصرح الفني ليستغني لاحقاً عن آليات التوجيه عبر الأقمار الصناعية الحالية ليكون أهون منالاً.

ويتزامن هذا المستجد بظهور الهاتف الجوال رفيق الأسفار والدروب، والذي أصبح وبشكل متسارع ضرورة ملحة لمختلف طبقات المجتمع مهما كلف ذلك من ثمن. به يتم التواصل بين الأهل والزملاء وتحدد مواعيد ولقاءات وتقضى حوائج الحب وحوارات الغرام، ونجاوى العاشقين، كم فيه من صدق ومن كذب، يلازم صاحبه في غدوه ورواحه وربما تدخل في إيقاظه أو حفظ له مذكراته، لكنه صديق غال...على أي حال.

منذ الربع الأخير للقرن العشرين ــ بالنسبة للوطن العربي ــ ظهرت جلياً المنظومة التقنية التي أنا منكب عليها الآن (الحاسوب)، وكان الاعتقاد بأنها ستبقى منحصرة الاستعمال في الجهات ذات النوعية ومن قبل مهندسين مختصين نادرين، كان الجهاز المهيب، حيث يوجد، علامة فارقة على التحضر والتميز، كان ــ وللذكرى ــ بحجم كبير ويلزم أن يخصص لهذا السيد غرفة مكيفة لا يدخلها أي كان سوى من يعمل عليه، وكان مجال عمله استخراج كشوف أجور العاملين وحركة المستودعات في الجهات العامة. أصبح الجهاز مكتبياً له طاولة خاصة، وظهر الحاسوب المحمول (الذي أعمل عليه الآن ويسمونه لاب توب)، وتغلغل الجهاز بأنفة واعتزاز إلى البيوت والمحلات والورشات فضلاً عن المكاتب، وصار متداولاً بأسرع مما كان يتصور. حتى قيل: " الأمي هو من لا يجيد استعمال حاسوب شخصي".

وأنا ذلك الكهل شاء لي القدر أن أكون من الرعيل الذي أدرك في الوقت الضائع الولادة القيصرية للطفرة التي تكثف فيها الكون فيما اصطلح عليه ب " القرية العالمية" على إثر ثورة عولمية.
عزّ عليّ أن أرى أحفاداً لي يقتني كل منهم حاسوباً، بعضهم اتخذه للألعاب الإلكترونية، وبعضهم كانوا يتراسلون من خلاله، وبعضهم كان يكتب وينظر بلا مبالاة بل بازدراء إلى آلتي الكاتبة القديمة الثمينة التي ما زلت أخصها بالاحترام، وأمسح عنها غبار الزمن بين حين وآخر، وأستذكر معها كم من المهام الخاصة جداً أنجزناها معاً.

تجاوزت الستين من العمر، بعد أن تجاوزت عتبة القرن الحادي والعشرين، وأحلت على التقاعد، وأنا أتهيب محاولة التعامل بهذا الجهاز العتيد الذي تجرّأت أن أقتنيته وأركنه على جانب مني في مكتبي المنزلي ولكنني أتردد في التقرب منه.

ذات يوم سألني حفيدي: من هو الشاعر القائل: وإنما الأمم الأخلاق.....وبينما أنا مطرق قبل الإجابة، رأيته يبادر إلى جهاز الحاسوب ويعزف عليه وفي خلال ثوان، أجاب: أحمد شوقي يا جدي انظر!

واستطرد حفيدي الذي لا يميز على الرغم من التكرار متى يكون العدد مذكراً أو مؤنثا وباقي إشكالات هذا البحث غير المنطقي من وجهة نظر من استطرد يعلمني كيف يفتح وكيف يغلق هذه الآلة السحرية، وأبجدية اللوحة التي تضم الحروف بنوعيها العربي والأجنبي والأرقام والإشارات، وكما استشكل على حفيدي منطق العدد نحوياً استشكل علي ترتيب الحروف على لوحة الحاسوب، لماذا شاء حرف الذال أن ينأى بنفسه في ركن قصي عن زملائه ولماذا تفارق عن صنوه حرف الدال؟ لماذا تباعد حرفا الطاء والظاء؟ لماذا كان كل من الهاء والواو الأولى في السطر الأعلى والثانية في الأسفل مع أنهما متجاوران في نظام الهجاء العربي؟ قال لي حفيدي الذي صار في هذا المقام معلمي على مضض: لا تناقش يا جدي هكذا هو الترتيب المعتمد ولا اجتهاد في ذلك، دع المنطق جانباً تماماً كما هو الشأن في ألف ابن وابنة وجر آخر جمع المؤنث السالم المنصوب ونصب الاسم الذي لا ينصرف، سألتك يا جدي ما هو مثنى الضمير (أنا ) ولم تقنعني ولم أقتنع أنه نحن! كما لم أحفظ إلى الآن متى تضعون أو لا تضعون الألف بعد الواو في نهاية الكلمة ولماذا؟ كيف تكتب وضوءه في تعدد حركات الهمزة، في أحد الكتب وردت (توأم ) وفي آخر وردت (توءم) ومثلها (مسؤول ومسئول) أيهما الصحيح؟ لكن الحاسوب يا جدي له نظام راسخ وهو واحد في كل الأجهزة، وهنا ليس في المسألة قولان كما في إعراب أسماء الاستثناء غير وسوى أو ما الحجازية وما التميمية ......هنا لا توجد غصة في إعرابات (حتى) يا جدي العزيز.

وهذا الذي تسميه غطاء الجهاز المحمول ليس بغطاء، يا جدي العزيز،إنه الشاشة التي تعرض الكتابة والرسائل والمواضيع والصور، وتلك الإشارات في أعلاها وأدناها هي دلالات نتعرف عليها لاحقاً.

جدي أرجو أن تتمرن على كتابة الكلمات ولو بأصبع واحد، ثم ننتقل إلى كيفية التعامل مع الشبكة العنكبوتية...

وهكذا ــ سادتي ــ تدرجت في التعلم من الإرسال الإلكتروني ثم الشابكة وكيفية استحداث عنوان إلكتروني، والتراسل عبر ما يسمونه المرسال(مسنجر)، وتوصلت إلى المحادثة المنطوقة بما يسمى (سكاي ب) ثم أخذت في الدردشة عبر الموقع الشهير المسمى (فيس بوك) حتى أصبحت ملماً بمعظم أفانين الحاسوب، واخترقت هذا العالم حتى أنني تجاوزت مرحلة الهواية إلى مرحلة الشغف بل الهيام بعد أن اشتركت في الشبكة عن طريق مؤسسة الهاتف، فإذا ذاك الطارئ العجيب هو اليوم بالنسبة لي ــ وقد جاوزت السبعين ــ الصديق المطيع المستجيب والمنهل الأدبي والعلمي والمعجم والدفتر والقلم والكتاب وهو التسلية المفيدة وهو البريد وهو الصحيفة والتقويم، وهو الهاتف الناطق والناظر وهو جهاز التصوير ومقرب البعداء،
كنت أهيم في يم هذا القوام الآسر حتى كأن الساعات تفر فراراً، كنت أترقب موعد وجبات الطعام المنزلية المنتطمة وإذ بي أستمهل الإقبال عليها ريثما أنجز مهمة باشرتها على متصفح الجهاز الحميم. هل أصبحت جاذبية الحاسوب أقوى من إغراءات التقدمة الغذائية؟

ثم ماهذا المارد الذي ينكر الهوية، ولا يعترف بقومية، يجوز الحدود بلا حاجز ولا حدود ولا سدود، يعبر فضاءات القارات، ينقل الكلمة والغناء والخطاب والعلوم إلى غرف المكتب والنوم والمقهى والفندق والمراكب في البر والبحر والجو، أنى أن نحيط بشيئ من علمه وقد وسعت آفاقه السموات والأرض......

آه ..تذكرت "صندوق الدنيا" من عجائب عاديات منتصف القرن المنصرم! كم طاف بنا في حارات العيد، واستنزف من العيديات الغالية؟

ذاك كان شأني مع الحاسوب الذي قلب حياتي الفكرية رأساً على عقب ولا غلو في ذلك، أنا الآن إنسان آخر، وليعذرني أصدقائي أندادي الذين يتجاهلون "الحاسوب" ويستهينون بشأنه، فأقول: ستبقون في صف الأمية ما لم تتجرؤوا وتقتحموا أستار العالم، نعم العالم ومجاهيله، فتصبحوا من مستحقي الحياة المعاصرة.

ويا صحبتي فيما يلي درس مستفيض حول جدوى عزيزي"الحاسوب":

الحاسوب وفوائده وإشكالاته

إنه الحاسوب الذي بزغت وطفحت شمسه خلال السنوات الأخيرة ، يتحدى إمكانيات أحدث النظم، وقد جرف تياره الملايين من الجيل المعاصر في كل أنحاء العالم في طفرة استباقية، وهو بدون شك جهاز أخّاذ - إن صح التعبير – إذ فيه من المغريات والجاذبية لمستخدميه ما لا يمكن أن يوجد في غيره من مصادر المعرفة أو منابع الخبرة والمهارة0 استطاع " الحاسوب" أن يسلب من العقول اهتمامات وأولويات وذلك بأن سيطر هذا الوافد الطاغي على مؤهلات الإنسان العادي، وتمكن خلال فترة وجيزة أن يعيد صياغة تلك العقول بأسلوب مغاير لما كانت عليه ، كما أنه أتاح لها فرصاً جديدة للاستبحار في آفاق لم يسبق ارتيادها، وأن يبرز أفواجاً من المبدعين ويكشف عن مهارات لم تكن في حسبان أصحابها ، وليس من المستبعد أن يأتي اليوم الذي تتغير فيه ملامح مجتمعات بأكملها نتيجة انتشاره كوسيلة من وسائل التنمية المعرفية ومصدر من مصادر المعلومات

من سلسلة الفوائد التي لا يمكن إنكارها لهذا الجهاز بثه روح " البحث " و " المثابرة " للوصول إلى نتائج أفضل في أسلوب العمل المقصود، وهو بدون شك يسهم بفعالية كبيرة في تنظيم الأعمال الشخصية أو الرسمية ، وإخراجها في شكل جميل وجذاب و واضح، وذاك ما اصطلح عليه ب (المعلوماتية).

وكأي تعامل مع المستجدات الآلية، فإن استخدام الحاسوب لا يخلو من السلبيات التي قد تؤثر في شخصية المستخدم ، وتتحدث وسائل الإعلام والدراسات العلمية عن تلك السلبيات مثل انتشار الكآبة بين كثير من المستخدمين ، ويشعر معظمهم بآلام الظهر وتوتر العضلات وخاصة عضلات الرقبة وغيرها ولا سيما انضغاط الفقرات بسبب الجلوس المديد، والتأثير السلبي على حاسة البصر، وهو يؤدي بالفرد في حالات عديدة إلى الانعزال عن المجتمع والانكفاء عنه، و هذه الحالات يمكن تفاديها باتباع النصائح الطبية الخاصة باستعمال الحاسوب، ولكن المصابين بها غير المبالين بها وجدوا فيه ضالة تأسرهم ويهربون إليها حتى من ذواتهم

وعلى الرغم من تلك المضاعفات المحتملة فإن ضرورات الحداثة تجعلنا نطالب كل المثقفين والمتعلمين بضرورة الغوص في هذا المدى المفعم بالخبرات والمهارات التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذا العصر، والاستفادة من الفرص المتاحة لهم اليوم وإلا فإننا سندفع الكثير لكي نلحق بالركب الحضاري المتهافت.

استخدام الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) "جيد للدماغ"

( بحث مستوحى من حوار في قناة فضائية)

أبدى فريق من العلماء بالولايات المتحدة أن استخدام الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ينشط الدماغ، على الأقل لدى الأشخاص متوسطي العمر أو الكهول.

ووجد الفريق العلمي التابع لجامعة كاليفورنيا لوس أنجلس أن تصفح مواقع الشبكة يثير مراكز القرار والتفكير المعقد في الدماغ.

وقال العلماء في دراسة نشروها بالمجلة الأمريكية للطب النفسي للكبار: إن مثل هذا النشاط قد يساعد على إبطاء التغيرات السلبية ذات العلاقة بالسن والتي تؤدي إلى تباطؤ عمل الدماغ.

فمع تقدم العمر يحصل عدد من التغيرات الحيوية من بينها تضاؤل في نشاط الخلايا بسبب نقص الأكسجة الذي يمكن أن يؤثر بدوره على أداء الشخص فكرياً. .
وتبين أن تصفح مواقع (الإنترنت) أثار فعاليات في الدماغ لم تثرها مطالعة الكتب، ويفسر العلماء ذلك بالقول: إن استخدام الشبكة الإلكترونية يضع المستخدمين أمام عدة خيارات، للضغط على الرابط الذي سيوصلهم إلى المعلومات المرغوب فيها.

مشكلة التعامل مع الحاسوب

تقف أمام طموحات ورغبات المجتهدين في اقتناء الحاسوب عقبات عديدة أهمها الأسعار المبالغ فيها في الاشتراك بالشبكة العالمية، ، والمواطن أمام طموحاته ورغبته الأكيدة في تنمية قدراته وتحقيق أحلامه المعلوماتية قد لا يتمكن من الوصول إلى أدنى مستوى في توفير ما يحتاج إليه من تجهيزات أو برامج طالما أسعارها باهظة ومبالغ فيها00! هذه القضية ليست جديدة وجديرة بالاهتمام باعتبار ولعل من أبسط الحلول لهذه القضية أن تقوم الجهات المعنية بالتدخل للتخفيف من ارتفاع الأسعار والحد من جشع الشركات المنتجة ، ثم لابد من قيام مؤسسات محلية لإنتاج البرامج اللازمة وبذلها بأسعار تتناسب ومستوى الدخل والمعيشة بصورة عامة

استخدم الحاسوب في مجالات الحياة

مفيد استخدام الحاسوب في الطب، هل زرت يوماً مستشفى أو عيادة طبيب ؟ هل قمت بشراء الدواء من الصيدلية؟ هل لاحظت استخدام الحاسوب هناك؟ لماذا يستخدمونه؟ وماذا يستفيدون منه؟ إن استخدام الحاسوب في المستشفى ضروري جدا فهو يستخدم لتخزين بيانات المرضى واسترجاعه وتعديلها عند قيامهم بالمراجعة، والأهم من ذلك كله أنه يساعد الطبيب في تشخيص المرض و الكشف عنه كما انه يساعده في وصف الدواء المناسب للحالة المرضية كنا انه يساعد الطبيب في مراقبة حالة المريض وإعطاء التقارير عنة في الحالات التي تستدعى العناية الحثيثة كدور الحاسوب في أجهزة تخطيط القلب و الأجهزة الحديثة الأخرى كالتصوير الطبقي الدماغ وغيرها من أساليب الطب الحديثة التي أصبحت تعتمد بصورة شبة كلية على الحاسوب 0 كما أنه يستخدم في المختبرات الطبية الحديثة لتحليل العينات التي تساعد الطبيب في النهاية بتشخيص حالة المريض بدقة

يتوقع أحد الأطباء أن المعاينات الطبية المستقبلية التي سيكون للحاسوب دور منتظر فيها، تعتمد على الكشف الطبي للمريض بإملاء المعلومات الأولية: الجنس، الوزن، الحرارة، النبض، الضغط، الأعراض، ....وملاحظات الطبيب الذي يتابع مسلسل الكشوفات المتتالية المبنية على نظريات الاحتمال والمقاربة والحصر، حيث قد تتطلب لاحقاً الفحص بالتنظير لاستكمال مستلزمات الكشف النهائي وحصر المرض وهذا سيؤدي إلى تحديد الدواء أو الإجراء المطلوب على نحو علمي ودقيق.

وفى الصيدلية يساعد الحاسوب الصيدلي في استقراء مدى توفر أنواع الدواء اللازم.
وفي المناسبات الاجتماعية كالأعياد أصبح من التقاليد الشائعة أن تتقاطر رسائل التهنئة والمناسبات عبر الرسائل القصيرة، وفي آخر ما بلغ الأمر أنني تبلغت وفاة عزيز عليّ عبر الرسالة الإلكترونية، بينما كنت مسافراً فرددت بالمثل مضطراً بالتعزية المناسبة، وأرى في ذلك خيراً.

كم من السعادة أن تحل مشكلة دفع الفواتير والضرائب عبر الحاسوب أيضاً بدلاً من الاصطفاف في الطوابير لتسديدها.

وأعتقد أن الروتين الإداري بدأ يترنح أمام زحف الحاسوب نحو أروقة الدوائر، وسيخفف هذا من أعباء المواطن المشروعة وغير المشروعة!

ترى هل سأشهد يوم تنهض في بلدي المدينة الإلكترونية المنتظرة؟
ويقوم الحاسوب في المصانع أيضا بالأعمال الإدارية كضبط المخزون وكميات المواد الخام وكمية الإنتاج والبيع والأرصدة والعمليات المحاسبية.

ويشاهد علي شاشة الحاسوب ما يعلن علي شاشة التلفاز المنزلي ، كما يمكن تلقي أو إرسال المكالمات الهاتفية من خلال الحاسوب نفسه ، وكذلك استطاعة الاحتفاظ بالمذكرات الخاصة مخزنة فيه، كما يمكن أيضا استرجاع أي معلومة تودع فيه.

وفي بعض الدول المتقدمة تستطيع ربة البيت أن تتسوق وتشترى ما تريد من المحلات التجارية الكبيرة دون أن تغادر منزلها بواسطة جهاز الحاسوب المنزلي المرتبط بأجهزة تلك المحلات التجارية من خلال شبكة معلومات مركزية، ثم يقوم عمال المحلات بتنفيذ تلك الطلبات التي ترد إليهم وتوصيلها إلى العنوان المراسل.

فضلاً عن أن الدعايات والإعلانات التسويقية وجدت الحاسوب مرتعاً خصباً لها.

استخدام الحاسوب في الثقافة والتثقيف

الثقافة من ضرورات الحياة التي ترتقي إلى درجة الضرورة القومية، ولا سيما وأن كماً ثقافياً قد بدأ يودع في حنايا الحاسوب مثل مكتبة الاسكندرية الهائلة مثلاً، لقد أصبح للحاسوب دور هام وفاعل في العملية الثقافية كما في المحاضرات حيث تدار الفعالية الثقافية بواسطة الحاسوب المزود بشاشة كبيرة، وقد دأبت الجهات الثقافية بالإبلاغ عن الأنشطة لديها عبر الشابكة.

وهو في المهام التربوية و التعليمية وسيلة إيضاح سهلة تساعد الطلبة في فهم دروسهم وتقديم المعلومة بأسلوب مشوق وممتع ، وقد خطت الكثير من دول العالم خطوة ناجحة بإدخال الحاسوب كمادة تعليمية ممنهجة في المدارس لما لهذا الأفق المتصاعد من أهمية تربط الطالب بواقعة المعاصر، فضلاً عن تأمين المعلومة موثقة بجهد أوفر ووقت أقل.

واستطراداً هل بدأ استحداث نظام امتداد بعض المهام التعليمية إلى البيوت بالاعتماد المتصاعد على أجهزة حاسوب الطلاب تحريراً لهم من أسوار الصف والوقت المحدد!
انتقل الحاسوب من خانة الكماليات إلى خانة الضروريات العامة وحقق التمكن الواقعي المتصاعد.

إن ما أخشاه أن تتهاوى مكتبات اليوم (خليفات دكاكين الوراقين التراثية) ودور النشر على المدى البعيد بعد أن باشر الحاسوب يزدرد الموسوعات والمصنفات الثقافية المحولة إليه من كل حدب وصوب ويعرضها بمجرد كبسات موجهة، وعلى سبيل المثال كنت أسعى لشراء موسوعة المفكر الراحل المسيري عن اليهودية الباهظة الثمن، ولما وجدتها منسوخة في الحاسوب عزفت عن شرائها وكذلك مجموعة "قصة الحضارة"،
ترى ماذا يبَـيِّتُ الكتاب الإلكتروني للكتاب المطبوع؟ هل هو المصير غير المأمول؟ مصير رهيب قريب!! يذكرنا بانسحاب الحكواتي لصالح الإذاعة، ونعيق البوم على دور السينما المنيفة بعد أن أصبح التلفاز هو الشاشة المنزلية الأقرب والأفضل.

********

أخيراً

أنا أقطر امتناناً لآخر معلم لي وهو حفيدي الذي استطاع أن يعلم طالباً مثلي وهو على أبواب السبعينيات كيف يتعامل مع المارد الواعد: الحاسوب العتيد، وجعله يتداول أبجديات المعلوماتية: المحمول، لوحة المفاتيح، الشبكة العنكبوتية، الشابكة، شريط الإعدادات، الموقع، الرابط، الرسالة الإلكترونية، سطح المكتب، .... فكأنما انتزعني من الأمية الحديثة ــ وكم في أوساط مثقفينا والمسؤولين من أمّيٍ على هذه الشاكلة؟ ــ وهكذا استحال الفراغ الرهيب إلى معمعة حياة جديدة ممتعة زاخرة بالثقافات والتواصل الآفاقي فكأنما هو هاتف: "شبيك لبيك العالم بين يديك" من أساطير ما قبل نصف قرن مضى...

أنا اسمي هذا العزيز العزيز سلطان الأرض والسماء لأنه نفذ إلى أقطارها ولا راد لسلطانه:
”يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى