الثلاثاء ٢٩ آذار (مارس) ٢٠١١

حصاد الأدباء في الأحساء!

فوزي صادق

قبل أيام، وفي منطقة أحساء الخير شرق المملكة العربية السعودية، تم الإعلان عن الفائزات بالمراكز الأولى في مسابقة (مبدعات للقصة القصيرة)، وهذه النتيجة ولدت بعد جهد مضني أستمر لمدة ستة أشهر، وبجهود حثيثة من قبل اللجنة المنظمة بقيادة الأخت الإعلامية الأستاذة منال الصالح، ولجنة التحكيم المكونة من جهابذة أدباء الأحساء، كالدكتور ناصر الجاسم، والقاص الأستاذ عبدالله النصر، والقاصة الأستاذة رباب النمر.. وبعد غربلة القصص المرشحة أمام اللجنة المفوضة، تم إعلان الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى، وتم تكريمهن بالشهادات التقديرية والجوائز العينية.. وبدعم ورعاية تعودنا أن نجدها من لدن رجال الأعمال ووجهاء المنطقة.

هنا سادتي نقف إجلالاً أمام تلك الأنتفاضة الأدبية، وأمام تلك الجهود الجبارة، والبصمات اللامحدودة لتلك العقول الثقافية التنويرية، والأيادي البيضاء التي عرف بها أهالي الأحساء، فالحراك الثقافي بالأحساء ليس وليد اللحظة، إنه قديم بقدم ثقافة أهالي المنطقة، وثقافة الطلبة الذين تخرجوا على أيدي عقول الأحسائيين، وفي كافة المجالات العلمية والثقافية، إذ عرفت الأحساء بنقطة تقاطع الثقافات القديمة للمنطقة، بجانب النشاطات التجارية والترويحية، حتى قبل بزوغ شمس الإسلام، فكانت معقلاً للرباطات العلمية والحوزات الدينية المشهورة، والتي توافد عليها الطلبة من كل أقطار الدول العربية والإسلامية.

وكوني أحسائي وأنتمي لهذا الوطن الكريم، فأني ُأقبل وبكل عزة رأس كل من ساهم في غرس عـقلاً أدبياً في ساحة العلم والأدب، وكل من ساهم وشارك معنوياً ومادياً وثقافياً في ملء دلو العطاء لسقي ذاك الغرس، الذي سنحصد ثماره غداً في الميادين الأدبية والورش الثقافية. وكلي ثقة إن من بين تلك الأخوات المشاركات التي تقدمن لخوض المسابقة، من سيبزغ نور عقلها ونتاجها الأدبي، ودون توقعنا، وإننا سنجد ُأوكلها في الأيام القريبة، وهذا ليس حكراً على الفائزات الثلاث، فلربما يسطع نور من لم تكن في الحسبان التحكيمي والجماهيري!.. فيا أخواتي المشاركات! الكل هنا فائز، والكل هنا نال الشهادة والجائزة.. من المتسابقات، واللجنة المنظمة والتحكيمية، والجمهور وكل أبناء المنطقة وأبناء الوطن.
فشكراً لكم جميعاً تكريمنا بتلك المسابقة، وشكراً لكم إثراء الحراك الثقافي بالأحساء، وشكراً لكل من تفاعل من الجمهور من أبناء المنطقة، وأتمنى مستقبلاً، أن يحتضن النادي الأدبي بالأحساء تلك الفعاليات والمسابقات الثقافية، وأن يكرس جهوده لجعلها مسابقة سنوية تليق بمقام أهالي الأحساء الكرام، وخاصة التي تهتم بالغرس الجديد للأديب البكر، (الذكور والإناث)، ولكي نحصد ولنتباهى بثمار عقول أبناءنا الأدبية.. وأنا ثقة إنهم كذلك سيفعلون، لأنهم أهلٌ لذلك، وهذا الكلام موجه لكل النوادي الأدبية في مملكتنا الحبيبة، فمن جد وجد ومن زرع حصد.. هكذا ُنقش الحديث الشريف في صخرة عقولنا منذ الصغـر.

فوزي صادق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى