الجمعة ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم محمد العجلة

التغطية الإخبارية من خلال فيسبوك وتويتر

بدعوة من صديقي الزميل الصحفي محمد أبو شرخ منسق شبكة أمين الإعلامية في غزة، حضرت مساء الاثنين 4/4/2011، لقاء نظمته الشبكة بمقرها في غزة، تحت عنوان "تجربة المدونين الفلسطينيين في التغطية الإخبارية من خلال فيسبوك وتويتر" شارك فيه ما لا يقل عن ثلاثين من الشباب والشابات الناشطين في مجال التدوين والإعلام الجديد والمسكونين بروح جديدة، طموحة وخلاقة، تختلف عما عهدناه في الأجيال الصحفية السابقة.

اللقاء هو الثالث الذي يُنظم في إطار نشاطٍ استحدثته شبكة أمين مؤخراً باسم "مقهى الإعلام الاجتماعي" وتمت إدارة هذا اللقاء بشكل رائع غير تقليدي، حيث أُسندت هذه المهمة للمشاركين أنفسهم وهم أيضاً الذين تولوا تلخيص الأفكار والتوصيات التي خرج بها اللقاء.

القضايا التي طرحت كثيرة وهامة والأسئلة أكثر من الإجابات وما شاهدته كان عبارة عن مخاض، فالتجربة جديدة لكن قوتها وسحر تأثيرها (وخاصة في ضوء الدور البارز الذي لعبته في ثورتي تونس ومصر) يجعل الشباب متيّمين بالسير في نفس الطريق.

لفت انتباهي ذلك الاندفاع من البعض باتجاه حصر دور الفيسبوك وبقية المواقع المؤثرة مثل تويتر ويوتيوب في الصراع السياسي الداخلي، وهذا بالتأكيد ناجم عن حجم التأثر بثورتي تونس ومصر. مشاركون أخذهم الحماس باتجاه التفكير في اتحاد أو تجمع للمدونين وربما نسوا أن المدونين أنفسهم موزعون بين اتجاهات سياسية وفكرية مختلفة وكل مدون ينشر وفقاً لقناعاته، وهذا في رأيي أهم عنصر وفرته أدوات الإعلام الجديد حيث حررت المواطن العادي من قيود الصحافة التقليدية والإعلام الرسمي الذي لا يُرينا إلاّ ما يرى.

وإسهاماً في هذا النقاش المفيد جداً أريد أن أشير إلى نقطتين قد تكونان جديرتين بالدراسة:

أولاهما أن المدونين العرب، والفلسطينيون جزء منهم، بحاجة إلى ضبط حركتهم بمرجعيات لها علاقة بحاضر ومستقبل مجتمعاتهم (مرجعيات وطنية ودينية وأخلاقية) وأن يحذروا من الوقوع في إثارة قضايا ونعرات يُراد من خلالها الهدم فقط دون البناء ونشر الفوضى والتشظي، لا سيما ما يتعلق بشؤون المرأة العربية والأقليات والطوائف الدينية وفي حالتنا الفلسطينية الصراع الداخلي، مع تأكيدي هنا أنني لا أريد بهذه المرجعيات إعادة تكبيل الإعلام الجديد بقيود كبلت الإعلام التقليدي، لكنه من باب الحرص على عدم السير إلى لا هدف. وربما يذكرني النقاش حول هذه النقطة بما حدث تاريخياً بخصوص نظريات الإعلام حينما برزت النظرية الليبرالية كنقيض للنظرية السلطوية، لكن الليبرالية لم تكن تقدس سوى حق الفرد في التعبير مما أدّى في النهاية إلى بروز نظرية المسؤولية الاجتماعية لإحداث التوازن المطلوب في المجتمع، وهذا التوازن هو المطلوب من المدونين العرب، دون الارتهان إلى أجندة ممولي برامج بعض المنظمات الأهلية أو الانخداع بشعارات براقة.

ثانيهما: أن نجاح مدونٍ ما مرتبط بشكل أساسي بمدى حياديته وموضوعيته وانتمائه الحقيقي للناس، حتى لو كان هذا المدون له ميول سياسية أو حزبية أو فكرية. فالعبرة بجوهر ما سينشر وصدقه ووضوحه واستمرار تواصله مع جمهوره.

وهذه القضية الكبيرة لا زالت بحاجة إلى مزيد من النقاش، لمواكبة هذه الحركة المتطورة في عالم الإعلام والنشر، والتي يستحيل أن تتراجع، فنحن دخلنا عصراً جديداً والذي لا زال يعيش في الماضي ستتجاوزه هذه الحركة بعنفوانها وطاقتها الهائلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى