الخميس ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

اللعنة

لا أدري؟ ربما هي لعنة تطاردني منذ الولادة، لعنة تلاحقني كالطيف لتجعل من حياتي مأساة كاملة؛ مأساة حقيقية تتحدى الزمن وتجابه المحن٠

لا أذكر آخر مرة كنت فيها سعيدة٠

ربما لأنني لم أكن يوما كذلك. فكل شيء في حياتي صدفة

مقيتة ملغومة، حتى أصبحت أشعر أن وجودي هو الآخر مجرد صدفة٠٠٠ هكذا كانت تتحدث فاطمة إلى نفسها وهي تنظر من شباك زنزانتها القاتم٠ لقد طلقها زوجها رشيد ولفق إليها تهمة الدعارة وتعاطي المخدرات٠ تزوج من عشيقته وأرسل أبناءه الخمسة إلى مؤسسة خيرية ليعيد بناء حياته من جديد، بعيدا عن فاطمة وأبناءها وكأنها لم تكن يوما ما زوجته ولا كانوا يوما أبناءه٠

نظر إلى عشيقته وهو منتش والفرح ملء عينيه٠

ـ كان علي أن أفعل هذا منذ زمن بعيد! لقد فوت علي هذا النعيم ففاطمة لم تخلق لتكون امرأة! أنت يا سندس تجعلين مني رجلا آخر٠كانت سندس تغرق في الضحك وهي تجيبه في غنج ودهاء

ـ ولكني غاضبة منك يا أرنبي الصغير! هاهاهاها...ها...

ـ لماذا لا سامح الله؟

ـ لأنك وعدتني يا أرنبي الصغير أنك ستكتب الفيلا باسمي ولم تفعل؟ هاهاها...ها...

ـ هذا كل شيء! أنا كلي فداك، مالي وأنا٠

ـ أطال الله عمرك وكثر مالك. هاهاها

تشرد سندس وتدعو عليه في قرارة نفسها بالعدم والحبس والمرض الذي لا يبرأ٠

عندها يخاطبها رشيد في ذهول:

ـ أمازلت تفكرين في الفيلا؟ غذا سنذهب لنسجلها باسمك٠

تبتسم سندس وتغير الموضوع٠

ـ كنت فقط أسأل نفسي أين سنتعشى اليوم؟

ـ اليوم سأرسل في طلب الطعام٠ أريد البقاء معك اليوم٠

تغرق سندس في الضحك٠

ـ كما تشاء يا أرنبي الصغير!هاهاها....ها....هاها....

كان الملجأ في الطرف الآخر من المدينة وكان الإخوة الخمسة ينامون وسط المشردين واليتامى. رغم ذلك، كانوا يلقبونهم بأبناء التاجررشيد٠


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى