السبت ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم محمود محمد أسد

أسئلة اليباب

سألْتُ الدّروبَ
سألْتُ السّطورَ
سألْتُ اليراعَ
أراني مللْتُ السّؤال
فأطلقْتُ للدّمعِ فيْئاً
شحيحَ الوصالِ
سألْتُ البريدَ فأطبقَ جفنهْ.
سألتُ اليمامَ
فقصُّوا جناحَهْ.
وما زلْتُ أسألُ
حتّى ترنَّحَ نزفاً صهيلُ الصّباح..
ويسألُني طارقٌ
عن رجالِ المضيق،
عن الأرضِ والماء والأهل
بل زادَ فيَّ اشتعالَ العتاب ْ.
وأسألُ سعداً، وزيداً
فيبعثني من سهادي
صهيلُ جوادٍ يُعاني البطالةََ
يُعْدَمُ فيه النّزالْ
وأسألُ صانعَ جوعي
وسارقَ نومي، وكفّي
فأبصِرُموسى شريداً
على الطّرقات ْ..
وقبل الجواب أغيبُ.
أُغَيَّبُ في قعرِ جبٍّ
وأستفُّ شيئاً عجيبَ المذاقْ .
فهلاّ عرفْتَ السّؤالَ؟
وتسألُ مائي وأمّي
وسجّادةَ اللّيلِِ
كيفَ أخطُّ السّؤال؟
وكيف أرّتِّقُ عجزَ الرّياحِ
وصمْتَ الجبالِ
وعُقْمَ الفراغ ..
وأسْألُ نصفي عن الدّربِ
لم يرمِ بالاً
ولم يألُ جهداً
فلم أحظَ بالممكناتِ,
رأيتُ السّرابَ نديّاً
فصدرُ الحسان يبابٌ
وماءُ المحيطِ أجاجٌ
ونفطُ الخليجِ مباهجْ ..
فهل بعد هذا يموتُ السؤال ؟
وهل بعد هذا تخاف الجوابْ؟؟
رأيتُ ابنَ رشدٍغريباً
وذاكَ ابنُ حزمٍ يُطلُّ خجولاً
شفيفاً، يُجمِّعُ قرطاسهُ
من رماد الحرائقْ ..
توشَّحْتُ بالضّيقِ
حتّى لثمْتُ مدادَ المحابر ْ..
ولو ضلَّ دربُ الحروفِ
ومجرى الدّموعِ يُحاورْ ..
فماذا تبقّى إليَّ سوى مضغةٍ
من خيالٍ مسافرْ ..؟
أجيءُإليَّ، أجرُّلحاظي
فيلحقُ خطوي سؤالُ السّؤال ِ،
ويربطُ رجليَّ حسٌّ مُقالٌ
ليومٍ غريبٍ تشهّى انصياعي
تمدّدَ فوق المآذنِ
فوق المنابرِ
بين الأسرّةْ ..
قرأتُ المسافةَ بين السّؤالِ
وبين الجوابِ
فهلاّ قرأتَ المخَبَّأَ بين السّطور ..
وهلاّ دخلْتَ شغاف السّفودْ ؟؟
أتسألني يا شبيهي
وأنتَ المدبَّجُ في سرديات اليباب.
اضعْتُكَ لمّا انكمشْتَ
وجُرِّدْتَ من كلِّ الثّياب
فلا تسْألنّي
لأنّي تجاهلْتُ حقَّ الجوابْ ..
ومن قبل ذاكَ خنقت القرارَ
ورحْتُ أماطلْ ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى