الخميس ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم صبيحة شبر

حوار مع الناقد المغربي جميل حمداوي

عدك بعض الباحثين أستاذا يبحث ضمن رؤية موسوعية ، في الآداب والفنون والعلوم الشرقية والثقافة الأمازيغية والسياسة وعلومها ، والمواد القانونية والاقتصادية ، أي من هذه المجالات تجده يمثلك أكثر من الأخرى ؟

فعلا، أشتغل ضمن رؤية موسوعية، وذلك من خلال الانفتاح على مجموعة من العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية في شتى الحقول والمجالات. والسبب في ذلك أن الناقد الحقيقي لابد أن ينفتح على جميع التخصصات العلمية والفنية والأدبية من أجل مواكبة المستجد، والاطلاع على المستحدث في الساحة الثقافية سواء أكانت غربية أم عربية، فيعرف الناقد أحدث النظريات الأدبية والنقدية والفنية في جميع الحقول الفكرية والأجناس الإبداعية. ومن هنا، فمن الصعب استيعاب المنهج النقدي السيميائي مثلا، إذا لم يطلع الناقد على الفلسفة والمنطق واللسانيات والرياضيات وعلوم المعجم. ومن الصعب كذلك على الناقد تحليل الشعر ونقده، وهو يجهل أيما جهل قواعد الموسيقى والتداوليات والبلاغة والتشكيل والسرديات والدراما. ومن هنا، فالموسوعية صفة ضرورية في عصرنا هذا ، والذي تتداخل فيه المعارف والعلوم تقاطعا وتفاعلا وتناصا. وعلى الرغم من هذا التنوع المعرفي، فأميل شخصيا إلى النقد الأدبي والفني، وأرتاح إليه كثيرا، محاولا الإبداع فيه قدر الإمكان تجريبا وتأسيسا وتأصيلا.

ما الصلة التي تربط بين الناقد الكبير جميل حمداوي والجاحظ ؟

كان الجاحظ موسوما عند القراء العرب بالموسوعية الفكرية على غرار مثقفي العصر العباسي، والذين عرفوا كثيرا بالإقبال على الأدب العام . والمقصود بهذا الأدب :" الأخذ من كل فن مستطرف بطرف" . ومن هنا، فقد كان الجاحظ متفردا بخاصيات مميزة مثل: الاستطراد والإسهاب والإطناب، حيث كان يخرج من موضوع إلى آخر، ومن فكرة إلى أخرى تشعيبا وتمطيطا وتوسيعا .وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى امتلاكه لمعرفة واسعة في شتى المعارف والحقول الفكرية. لكن ما يعجبني في الجاحظ ، وذلك إلى جانب موسوعيته، إقباله الشديد على قراءة الكتب نهما وعشقا وشغفا، وتأثيث خزانته بشتى المصنفات النفيسة في حقول معرفية شتى ، والتي أودت بحياته سواء أكان ذلك حقيقة أم مجازا. وقد تأثرت بالجاحظ في عشقه للكتب أيما تأثر، مع الانفتاح على المعارف ضمن رؤية موسوعية، وإن كنت في الحقيقة أقل شأنا من الجاحظ علما وفكرا ودراية ورواية.

تهتم بأدب الأطفال مسرحا وشعرا وقصة ونقدا ودراسة، ما هي الخصائص التي يجب توفرها في أدب صناع الغد ؟

يعلم الجميع بأن الأدب العربي قديما وحديثا قد اهتم كثيرا بأدب الكبار، ولم يخصص لأدب الأطفال وأدب الناشئة إلا حيزا ضئيلا. لذا، وجدنا فراغا كبيرا في ساحتنا الثقافية العربية فيما يخص كتابات الأطفال والناشئة. و لسد هذا الخصاص المهول، فقد اعتمدنا منذ البداية على الغرب في استيراد كتب الأطفال ، وذلك في شتى الأجناس والفنون والمعارف والعلوم. وعلى الرغم من ذلك، فقد وجدت بعض المحاولات العربية التي تعد على الأصابع ، والتي استهدفت تبسيط قصص ألف ليلة وليلة، وقصص كليلة ودمنة لابن المقفع، والاستفادة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن هشام، وسير الصحابة رضوان الله عليهم... ومن ثم، أصبح من اللازم اليوم الاهتمام بأدب الأطفال والناشئة أيما اهتمام، لأن الأطفال هم رجال المستقبل، وعلينا بتهذيبهم وتكوينهم وتأطيرهم وتعليمهم وتخليقهم على أسس تربوية ونفسية واجتماعية وقيمية سليمة، وذلك لكي يكونوا مواطنين صالحين. ولا يمكن أن يتحقق ذلك، بأي حال من الأحوال، إلا إذا كان المبدع أو الكاتب مطلعا على علم النفس، عارفا مبادئ علم الاجتماع، متمثلا كل النظريات التربوية الحديثة والمعاصرة، منفتحا على نظرية التلقي، مستلهما في كتاباته الإبداعية ، إن تصورا وإن تطبيقا، عوالم التشكيل والإنترنيت، وذلك لتقريب القصة أو القصيدة أو المسرحية المصورة إلى الطفل أو الناشئ. وثمة شروط أخرى لابد من التركيز عليها، كالاطلاع على السرد العربي القديم، والاستفادة من تقنياته وأجوائه، وتشغيل الفانطاستيك والخارق والعجائبي، والاطلاع على الأدب الرمزي، وتوسيع مخيلة الطفل باستعمال الأساطير والخيال العلمي، والبحث عن تيمات أدبية جديدة ذات طابع إنساني وحضاري ، وذلك عبر صيغ أسلوبية متميزة ومشوقة ومحفزة.

هل ترى أن أدب الأطفال وجد الاهتمام الذي يستحقه ؟ وما هي العقبات التي تحول دون ذلك ؟

مازال أدب الأطفال في وطننا العربي متعثرا كما ونوعا ورؤية ومنظورا؛ وذلك بسبب صعوبته على مستوى الكتابة والإبداع والنشر والتوزيع والاستهلاك والتجويد الفني والطباعي. علاوة على ذلك، يتطلب هذا الأدب، كما قلنا سابقا، معرفة متميزة بآليات السيكولوجيا وعلم الاجتماع وعلوم التربية، مع مراعاة المستوى العمري للأطفال ، وذلك لمعرفة طريقة تفكيرهم لعبا وتخييلا وتشخيصا. ويعلم الكل بأن نشر قصص الأطفال، وطبع مسرحياتهم، وإنتاج الكتب المتعلقة بهم كالموسوعات العلمية والفنية والمعرفية، تستلزم نفقات مادية ومالية باهظة ؛ نظرا لما تتطلبه هذه المطبوعات الطفلية من آليات التلوين والتشكيل، واختيار الورق المناسب المزين بالصور المعبرة والجذابة سيميائيا. فكل هذا يجعل المبدعين والكتاب والنقاد يتهربون من الكتابة للأطفال والناشئة، ويحجمون عن تناول كل ما يمت بصلة إلى أدب الأطفال إبداعا ودراسة وتوثيقا ونقدا.

ومن يقع عليه مهمة ذلك الاهتمام ؟

تقع المسؤولية على الدولة والحكومات والمجتمع المدني ووزارات التعليم والثقافة على حد سواء، فلابد لهذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من تشجيع أدب الأطفال والناشئة ، وذلك عن طريق دعم المبدعين والكتاب أثناء عمليات الطبع والنشر والتوزيع والاستهلاك، مع المساهمة ماديا ومعنويا في تنشيط الندوات الثقافية والفكرية والإبداعية المتعلقة بأدب الأطفال، وتخصيص الجوائز لهؤلاء الكتاب تحفيزا وتشجيعا على مواصلة الكتابة والخلق والابتكار. وإذا كانت الكتب والمقررات والمناهج المدرسية في عالمنا العربي ضعيفة ومتخلفة عن اللحاق بالكتب المدرسية المتطورة في دول الغرب مضمونا وتقنية وطباعة وتجويدا، فإن أدب الأطفال مازال أدبا مهمشا، لا يبالي به المربون والمشرفون على قطاع التربية والتعليم والثقافة. ومن جهة أخرى، يتحمل الكتاب والمبدعون قسطا من هذه المسؤولية ، حيث يهتمون بتوجيه أدبهم إلى الكبار ، وذلك على حساب الصغار والناشئة، إما استصعابا لهذا الأدب وإما جهلا بتقنياته وآلياته الفنية والجمالية.

لك دراسات نقدية في كل الأجناس الأدبية ، هل تجد أن هذه الدراسات نالت عناية القارئ العربي؟

بادئ ذي بدء، علينا أن نميز بين الكتابات الورقية والكتابات الرقمية، فقد عرفني القارئ العربي من خلال الكتابات الرقمية أكثر مما عرفني عبر الكتابات الورقية، وذلك على الرغم من كوني قد أنتجت أكثر من اثنين وستين كتابا مفردا ومشتركا ومستلة. وثمة بعض الكتب التي طبعتها في العالم العربي ككتاب " المناهج النقدية العربية الحديثة والمعاصرة" ، والذي تم نشره بالمملكة العربية السعودية، وكتاب:"القصة القصيرة جدا عند حسن علي البطران"، والذي طبع بمصر، وكتاب" الإخراج المسرحي" الذي طبعته الهيئة العربية بالإمارات العربية المتحدة، وكتاب" السينوغرافيا المسرحية" الذي تكلفت بطبعه مجلة " إبداع" المصرية، و يطبع حاليا كتاب بالأردن حول: " النظرية السيميوطيقية تصورا وتطبيقا". أما باقي الكتب التي ألفتها ، فقد طبعت في المغرب في مجالات متنوعة، كالسياسة، والثقافة الأمازيغية، والأدب، والنقد، والتربية، والسينما، والمسرح ... والمشكل الذي نعاني منه في المغرب هو مشكل التسويق والتوزيع، فالكتاب المغربي مازال مختنقا داخل حدود الوطن، ولا يستطيع أن يتنفس خارج رقعته إلا مع بعض المطابع المتميزة، كالمركز الثقافي العربي، ودار توبقال للنشر، وأفريقيا الشرق...

هل يعاني النقد الأدبي في العالم العربي من أزمة؟ وما هي مظاهرها؟

نعم، يعاني النقد الأدبي في العالم العربي من أزمة، بل من أزمات متعددة. وتتمثل هذه الأزمة في سريان المناهج التقليدية في مؤسساتنا التعليمية والجامعية ومنابرنا الصحفية والرقمية ، والتي تقوم على التلخيص المبتسر، وإصدار الأحكام الانطباعية، وتمثل النقد الإعلامي الإخباري البسيط، والالتجاء إلى التقويم المعياري، أو تمثل المناهج النقدية الغربية ذات الطابع الحداثي في شكل تمارين وتطبيقات تعليمية ووصفات جاهزة، وحشوها بمصطلحات نقدية غريبة ومفاهيم غامضة يصعب على المتلقي استيعابها وهضمها؛ لأنها نحتت وركبت لغويا في سياق غربي بعيد عنا فلسفة ورؤية وتصورا. ومن هنا، يجب علينا أن نبدع مناهجنا النقدية الخاصة بنا، وذلك بالرجوع إلى تراثنا العربي القديم، والانفتاح على مستجدات الحداثة الغربية، والبحث عن فلسفة إبستمولوجية من إنتاجنا وابتكارنا تعضد كل منهج نقدي يتم إبداعه أو الدفاع عنه.

هل ترى أن النقد يعاني من عدم تصالح مع المبدع أولا ومع القارئ ثانيا؟ كيف يمكن أن نعيد القوة إلى علاقتهما السابقة؟

مازال النقد الأدبي في عالمنا العربي نقدا إخوانيا تتدخل فيه الذات بشكل لافت للانتباه، وذلك لوجود علاقات المصلحة أو الصداقة أو الأخوة أو الزبونية ، لذا، من الصعب جدا الحديث عن نقد علمي موضوعي إلا في حالات قليلة جدا. كما أن النقد الوصفي الذي يعتمد على المناهج النقدية المعاصرة أحدث قطيعة معرفية بين الناقد والمتلقي، وذلك بسبب الغموض الناتج عن المصطلح والتصورات النظرية والتقنيات التطبيقية. وبالتالي، لابد للناقد اليوم من بناء علاقة وطيدة بينه وبين المبدع والمتلقي، تكون علاقة قائمة على الحياد والموضوعية والتواصل المثمر والممتع والهادف.

أبديت اهتماما كبيرا في القصة القصيرة جدا، هل تجدها جنسا أدبيا له خصائص تختلف عن الأجناس القصصية الأخرى؟ وما هي؟

تعد القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا حديثا، تم استنباته في التربة العربية المعاصرة عن طريق المثاقفة مع الغرب، والاستفادة من السرد العربي القديم. ومن هنا، يعتمد هذا الجنس الأدبي المستجد على مجموعة من الخصائص الكمية والنوعية، كقصر الحجم الذي يتراوح بين الجملة ونصف الصفحة، مع الاستعانة بالتركيز، والتكثيف، والحذف، والإضمار، والتراكب، والمفارقة، والسخرية، والباروديا، والأسلبة، والتحبيك السردي المختزل، والتنكير على مستوى الشخصيات، والتصوير الوامض، والانزياح الموحي...

وإذا كانت الرواية تمتاز بالإسهاب والتفصيل والتوسيع والتمطيط على مستوى الحبكة السردية، وإذا كانت القصة القصيرة بدورها تمتاز أيضا بتوسيع شكلي ونوعي على مستوى الوصف، و تعقيد الأحداث، واستعمال الحوار لتقوية الصراع الدرامي بشكل يقل عن الرواية، فإن القصة القصيرة جدا تمتاز بحجمها المحدود جدا كما ونوعا، كما تتسم فنيا وجماليا بخاصية الاختزال، والحذف،والإيجاز، والتكثيف، والنفس القصير، والصورة الومضة.

ما الذي جعل إقبال القارئ على جنس القصة ق ج يتفوق على بقية الأجناس؟

يقبل القارئ على القصة القصيرة جدا لقصر حجمها، بالإضافة إلى ما يتسم به هذا العصر الذي نعيش فيه من سرعة فائقة على المستوى الثقافي والحضاري والتقني، بله عما يعرفه هذا العصر من تحولات كمية وكيفية هائلة من الصعب إدراكها أو اللحاق بها، وهي لا تسمح للقارئ، بأي شكل من الأشكال، بالتروي أو الانتظار أو الصبر على القراءة المسترسلة المركزة. فعالمنا اليوم هو فعلا عالم الصخب والفوضى والسرعة، وكل هذا يجعل المتلقي في حياته اليومية في صراع حقيقي مع الوقت. لذا، يتناسب جنس القصة القصيرة جدا مع هذا الإيقاع السريع. وبالتالي، يترتب عن هذا كله أنه يمكن قراءة نصوص هذا الجنس الأدبي القصير جدا في المحطات والمقاهي والحانات، وأثناء السفر عبر السيارات والقطارات والطائرات، ويمكن استيعابها كذلك بسهولة في قاعات الانتظار.

هل يمكننا القول: إن القصة ق ج سحبت البساط من تحت إقدام الأجناس الأخرى؟

قلت مرارا في كثير من الجلسات والمداخلات والندوات الثقافية بكل جرأة بأن القصة القصيرة جدا ستكون مستقبل الأجناس الأدبية ؛ لأن عصرنا يتسم بالسرعة والعجلة والإيقاع المتسارع. وبالتالي، لا يسمح، بأي حال من الأحوال، للقارئ العربي بأن يقرأ نصوصا مسترسلة كما وكيفا. ولا يعني هذا أن الأجناس الأدبية الأخرى ستختفي وتنقرض بشكل نهائي، بل ستبقى حية ترزق إلى جوار القصة القصيرة جدا. لكن البقاء والاهتمام الكبير ، بلا ريب، سيكون لهذا الجنس الأدبي المستحدث. والدليل على ذلك أن كثيرا من الروائيين وكتاب القصة القصيرة العرب بدأوا يتخلون عن كتباتهم السابقة التي تعودوا عليها، وشرعوا في تجريب هذا الجنس الأدبي المستحدث، والتكيف معه إبداعا وكتابة وتصورا.

تطورت القصة القصيرة جدا في العالم الصناعي المتمدين لعدة أسباب، فما عوامل ازدهارها عندنا ونحن مجتمعات متخلفة؟ هل لأننا مقلدون؟

ظهرت القصة القصيرة جدا في أمريكا اللاتينية منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي، وازدهرت في أوربا بشكل لافت للانتباه كما لدى الكاتبة الفرنسية نتالي ساروت. وانتقلت إلى عالمنا العربي في سنوات السبعين من القرن العشرين، وإن كانت ثمة محاولات عربية جادة ومتميزة مع أدباء الرابطة القلمية ، ولاسيما مع جبران خليل جبران الذي كتب مجموعة من القصص القصيرة جدا في كتابيه:" التائه" و" المجنون". ونجد هذه المحاولات كذلك عند نجيب محفوظ، والكاتبين المغربيين: محمد إبراهيم بوعلو، ومحمد زفزاف... بيد أن هؤلاء لم يكونوا يكتبون القصص القصيرة جدا عن وعي ومقصدية، بل كانوا يكتبونها على أنها أقصوصة أو قصة قصيرة.

هذا، وقد تعرف أدباؤنا المعاصرون هذا الفن القصصي القصير جدا عن طريق تأثرنا بأدب أوربا وأمريكا اللاتينية، وترجمة الكثير من النصوص القصيرة جدا ضمن هذا الأدب الوافد تقليدا واستفادة وتناصا، كنصوص : لويس بورخيس، وناتالي ساروت، وراوول براسكا، وخوليو كورتازار، وأوجستو مونتيروسو، وكابرييل كارسيا ماركيز، وإدواردو كاليانو، وليون فيبريس كورديرو، وماركو دينيفي، وخوان أرماندو إيبلي، ولوي بريطو كارسيا... كما أن التحولات السريعة التي مست العالم العربي كما وكيفا دفعت المبدعين إلى اختيار شكل أدبي مناسب للقارئ في هذا العالم المعروف بالإيقاع الصاخب، والسرعة الفائقة، والفوضى الخلاقة، هذا العالم الذي يتموج بالتحولات السريعة على جميع المستويات والأصعدة. كما يعزى ذلك أيضا إلى تراجع نسبة القراءة في عالمنا العربي، وعزوف القراء عن التعلم والتثقيف الذاتي، وعدم الإقبال على اقتناء الروايات والنصوص والكتب المعروفة بالاسترسال والتطويل والتوسيع المطنب.أي: التخلي عن الدراسات والأبحاث والكتب والمصنفات التي تتطلب كثرة النقود، والوقت الكافي، والهدوء التام.

ما أسباب ابتعاد قراء العربية عن الأدب المكتوب بلغتهم ؟ وكيف يمكن ان نعيد للكتاب العربي ألقه المعهود؟

من المعروف أن كثيرا من القراء في العالم العربي يبتعدون عن قراءة الأدب المكتوب بلغتهم أيما ابتعاد؛ والسبب في ذلك أنهم وجدوا أن الإبداع الغربي أكثر سموا ونضجا وخصوبة وتنوعا في الأساليب والمضامين والتقنيات والرؤى للعالم. في حين، مازال أدبنا العربي يعاني من التقليد والاجترار والتكرار والرتابة ، والنقر على نفس التيمات والمواضيع، واستعمال نفس الأشكال والآليات الفنية والجمالية والسردية. إذا، يعرف أدبنا العربي المعاصر قطيعة فنية وجمالية وإبداعية ومعرفية مع السرد العربي القديم والحداثة الغربية. كما تنقص أدبنا العربي المكتوب المبادرة الخلاقة، والحداثة المؤسسة، والإبداع الحقيقي قصد المساهمة في إغناء الأدب العالمي والإنساني. وقد لاحظنا أن الجوائز العالمية في مجال الأدب تقتصر فقط على كتاب أوروبا وأمريكا اللاتينية، بينما كتابنا العرب لم يخلقوا أجواء سردية خاصة تميزهم وتفردهم إبداعا وتجنيسا وكتابة ، وذلك سواء على مستوى التنظير أو التطبيق. ومن هنا، لابد لكتابنا ومبدعينا العرب من التجديد والإبداع والبحث عن طرائق جديدة ، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك تحصيلا ومنالا هو التفاعل الجيد والإيجابي مع تراثنا السردي العربي القديم، والانفتاح على السرد العالمي للاستفادة منه، والبحث عن أنماط تخييلية جديدة لكسب صفة السبق والتفرد والتميز والحداثة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى