السبت ٧ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

النقشبندي قيثارة السماء

من الأصوات التي تهزني هزا وتأخذ قلبي إلى رحاب الإيمان وعنان السماء صوت الشيخ سيد النقشبندي.

ولد الشيخ سيد النقشبندى فى عام 1920م بقرية ميرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية.

كلمة نقشبندى مكونة من مقطعين هما نقش وبندى ومعناها فى اللغة العربية "القلب" أى نقش حب الله على القلب.

جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندى الذى كان قد نزح من"بخارة"بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف.

ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، والتى يرجع نشاطها إلى الصحابى سلمان الفارسى رضى الله عنه.

انتقل الشيخ سيد مع الأسرة إلى مدينة طهطا بصعيد مصر، وفيها حفظ القرآن على يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن، وكان يتردد على مولد أبو الحجاج الأقصرى، وعبد الرحيم القناوى، وجلال الدين السيوطى، وحفظ أشعار البوصيرى وابن الفارض.

اتجه الشيخ سيد النقشبندى إلى الإنشاد الدينى، وفى العشرين من عمره بدأ يقرأ القرآن الكريم فى ليالى شهر رمضان، وقبل أن يكمل عامه الخامس والعشرين رأى فى منامه هاتفا من السماء يدعوه إلى السفر والاستقرار بمدينة طنطا، فشد رحاله إلى قلين بكفر الشيخ ثم سجين الكوم مركز قطور بمحافظة الغربية.

فى عام 1948م حضر الشيخ سيد النقشبندى إلى القاهرة لزيارتها.

فى عام 1955م استقر فى مدينة طنطا، وذاعت شهرته فى محافظات مصر والدول والعربية، وسافر إلى حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالى الدينية بدعوة من الرئيس السورى حافظ الأسد.. رحمه الله.. كما زار أبو ظبى والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربى ودول الخليج ومعظم الدول الإفريقية والأسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للمملكة العربية السعودية.

فى عام 1966م كان الشيخ سيد النقشبندى بمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه والتقى مصادفة بالإذاعى أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج فى رحاب الله ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج دعاء الذى كان يذاع يومياً عقب آذان المغرب، كما اشترك فى حلقات البرنامج التليفزيونى فى نور الأسماء الحسنى وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذى يحكى قصة الصحابى الجليل سلمان الفارسى رضى الله عنه.. هذا بالإضافة إلى مجموعة من الابتهالات الدينية التى لحنها محمود الشريف، وسيد مكاوى، وبليغ حمدى وأحمد صدقى، وحلمى أمين.

وصف الدكتور مصطفى محمود فى برنامج العلم والإيمان الشيخ سيد النقشبندى بقوله : " إنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد "، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التى قدمت الدعاء الدينى فصوته مكون من ثمانى طبقات، وكان يقول الجواب، وجواب الجواب، وجواب جواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين الميتروسوبرانو والسبرانو.

حصل الشيخ سيد النقشبندى على مجموعة من الأوسمة والنياشين من الدول التى زارها.
قبل وفاته بيوم واحد قال للشيخ عبد السميع بيومى : يا شيخ بيومى سوف أموت غدا فى وقت الظهر، وبالفعل صعدت روحه إلى بارئها فى ظهر يوم الرابع عشر من شهر فبراير عام 1976م.

فى عام 1979م منح الرئيس محمد أنور السادات اسم الشيخ سيد النقشبندى وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

كرمته محافظة الغربية التى عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.

ومن الأدعية الدينية التى أنشدها نذكر على سبيل المثال:

أقول أمتى، وأى سلوى، وانت فى عين قلبى، ويارب دموعنا، وحشودنا تدعوك، وبدر الكبرى، وربنا، وليلة القدر، وأشرق المعصوم، وأيها الساهر، وسبحانك يا رب، ورسولك المختار.
ونذكر هذا المقطع من أحد أدعيته الدينية:

إنا أمة أغفت وهبت ثانيا
وجموعنا وحشــودنا
تدعوك ربى هاديـــا
بارك لنا فيما جنيـــنا
واجلوا الطريق لناظرينا
وافتح كنوزك فى يدينا
واعلِ وارفـع ما بنينا
ونذكر أيضاً :
يا ليلة القدر
يا ليلة فى الشهر
خير من ألف شهر
يزهو بها رمضان
قد شرفت فى الشهر
يا ليلة القدر.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى