الأحد ٨ أيار (مايو) ٢٠١١

يسقطُ الرِّّجَالُ بِسلاحِ الأَنذالِ

ماجد هديب

على أَهْبَة الإسْتِعْدَادِ كانت دوماً وما زالت تصطفُ طوابيرُ الدَّبَّابَاتِ، ومِن ثَمَّ تتقدّمُ وَمِن خَلفها تسير طَوابيرُ جندٍ مُدَجَجِينَ بسلاحِهم رافعي الرّايات، يدكّونَ الأَرضَ في بساطيرِهم مع صيحاتِ تتعالى وََصرخاتٍ، يدكّونها بقوةٍ فتغطي ضرباتُهم على هديرِ الدبّابّاتِ، يُتابعونَ سيرَهم بعنفوانٍ وقوةٍ ترافقهم من فوق أسرابٍ من الطائراتِ.

هكذا هي حالُ جيوشُ العربِ جيوشُ العروشِ، جيوشُ النذالةِ والخسةِ حملةُ النياشين أصحابُ الكروش، عندما يستأسدونَ على شعبِهم وينقضّونَ عليه كما تنقضُ على الفريسةِ الوحوشُ، عندما يدكّون بمدافعِهم المدنَ والقرى وَالْمَيَادِيْن، لِقَتْل الناسِ ودبِ الرعبِ في قلوبِ الآمنين، لِقَتْل كُل مَن نَادَي بِالْحُرِّيَّة مُسْلِم كَان، أَو حَتَّى مَن الْمَسِيحِيِّيْن.

آه جيوش الخسةِ والنذالةِ ما اوسخَكم، فَهَا أَنْتُم على ذبح الناس تتسابقون، وعلى جُثثِ الضحايا تتراقصون، وَوَسْط دَمَار الْمُدُن وَالْقُرَى أَرَاكُم تَشْرَبُوْن الْخَمْرَ وَتَمْرَحُوْن، وَكَم مِن جَمَاجِم لِلْشُّهَدَاء أََصْبَحَت كُرَاتاً لَكُم وَبِهَا تَلْعَبُوْن؟.

تبقى الرجالُ رجالاً وتأبى الأَنذالُ إلا أَن تبقى أَنذال، فما زِلتم تتسابقون على ذبحِ الناسِ، على قتلِ الرِجالِ، على خنق أََمانينا على قتلِ الأَمالِ، ففي جيشِ الأردنِ كانوا، وما زالَ في جيشِ سوريا أًَِنذلَ الأَنذالِ.

بئس تلك الجيوشُ، جيوشُ الخسةِ والنذالةِ أَصحابُ الكُروشِ، تلكَ التي تذبحُ الناسَ بإسمِ الفخامةِ والجلالةِ أَصحابُ العروشِ، مَنْ يَستهويهم عذابُ الناسِ ورؤيتُهم وَهُم يَحْمِلُوْن عَلَى الأَكُف النعوشَ، من يُحِبُونَ العيشَ بِمذَلةٍ ويستهوون الخنوعَ، مَنْ يَستأسِدونَ على شَعبِهم ويصطفون أَمام عدوهم بخنوعٍ وخضوعٍ وَخُشوع، فلا القدس في بالهم ولا حتّى الجُولانَ، لا يَهمهم كرامةُ أو عرضٌ، أو حياة ِإنسان.

مع كلِ جثةٍ كانت تسقط من بطشهم كانوا يُهللون ويَهتِفون، وَمِنْ على منابرِ المساجدِ بسم أصحابِ الفخامةِ والجلالةِ يُكبرون وَيُسبِحونْ، وبعد تهديدٍ منهم ووعيد تاتي صرختُهم باسم العروش وأصحاب الفخامة وشعاراتهم اننا هنا لباقون، فأَنتم الزائلون ونحن في هذه الدنيا لمخلّدون، وَمنْ سيطالب بإصلاحٍ أو ديمقراطيةٍ، أو حتى حقوق إنسانٍ إنا له لقاتلون، فليسقط عشرةُ، أومائةُ، أوألفٍ، أو حتى مليون فلن نكون عليه نَادِمِينَ، كل ما نسعى إليه أن نحمي عرش وأن نبقى على صدوركم جاثمين .

رَد الْشَّعْبُ غاضباً أَي نَسبٍ لِلْرَّسُول هَذا الَّذِي تدَّعون، وإن كان ذلك حقاً، فما انتم الا أبناءُ أبي لهبٍ، أو ليسَ هو ايضاًٍ عم الرسول؟، فلمَ أنْتُم عن ذلك تتعامون؟، فَمَا جَيْشِكُم بِالْمُصْطَفَوي هَذا وَلا هُم يَحْزَنُوْن، ما هو الا جيشُ كلوب باشا وبقايا لورنس الذي اسقط دولةَ الإسلام يَا مَن كُنْتُم مَع اسْيَادِكُم بِالْمُلْك وَالإمَارَة مْقُتُونُون، وَيَا مَن ضَرَبْتُم بمُدافَعَكُم قَوَاعِدَ الثَّوْرَةِ وَالْفِدائِيين، بَعْدَ أن سَلَّمْتُم َالْلُّد وَالْرَمْلَة، وَكَذلِك الْقُدُس ايُّهَا الْمُجْرِمُوْن، وأي مقاومةٍ تلكَ التي تدًّعون؟، فقد ضاعت الجولانُ وانقسم العربُ على بَعْضِهِم وَأنْتُم لأَمْن إِسْرَائِيْل مَا زِلْتُم حَافِظِيْن، وَمَن يُطَالَب بِمُقَاوَمَة حِقَّة، أَو ثَوْرَة عَلَى الْعِدْوَان فَمَصِيْرُه كَان مِنْكُم إِمَّا الْقَتْل، أَو الْمَنْفَى، أوَالسُّجُون.

قسماً أَن نَحْيَا بَعْد ثَوْرَة تُزَلْزِل أَرْكَانَ عَرْشِ الْظَّالِمِيْن، تَهُز الْظُّلْمَ، تِطَيّح بِكُل مَن بَاع الْقُدُسَ وَالْجَولانَ وَتَآمَرَ فِي عَمَّان وَتَلِ الْزَّعْتَر وَطَرَابُلُس عَلَى الْفِدَائِيِّين.

قَسَمَاً إِنَّنَا لْمُنتَصِرُون، وَعَلَى قُصُوْرَكُم حَتْمَاً إِنَّنَا لزَاحُفُون، فَقَد سَئِمْنَا الْذُّلَ، سَئِمْنَا الْاسْتِعْبَادَ، سَئِمْنَا ادُعائَاتِكُم الْدِّيْنِيَّة، وَشِعَارَاتِكُم الْثَّوْرِيَّة أَيُّهَا الأَفَّاقُون، فَلَن يَدُوْم بَعْد الآن جَيْشٌ لِحِمَايَة عَرْشٍ، وَلَن تََََزْدَادَ نَيَاشينُه كُلَّمَا اسْقُطَ رُوْحَاً، او زَادَ نَعْشاً عَلَى نَعْشٍ، فَلا لَيْل يَدُوْم، وَمَا لَيْل إلا وَبَعْدَه شَمْس .

ماجد هديب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى