الخميس ١٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم مصطفى أدمين

المغرب صامد

مرّة أخرى ضربت يدُ الهمجية القلب النابض للمغرب؛ مراكش.
وعندما اختارت الأيادي القدرة هذه المدينة بالذات، فلأجل إحداث كبير الألم لقلوب المغاربة جميعا؛ ذلك لأنّ المغرب كان يُسمّى مراكش ولا زالت هذا الاسم عالقا في ذهن العديد من البلدان العربية.

ثم إن استهداف ساحة جامع الفِناء التاريخية المعترف بها من طرف منظمتي اليونسكو والإيسيسكو العالميتين كفضاء عالمي لتعارف الشعوب، وكرمز للتنوع الثقافي وللتسامح العرقي والديني والتعاون فيما بين الأمم؛ هذا الاستهداف المقيت، كان من ورائه أُناس متطرّفون لا يعيرون اهتماما إلاّ لمصالحهم الأنانية الزائلة.

وأنا أدين بشدّة ومعي جميع المغاربة والعديد من الدول؛ فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، وقطر؛ ندين هذا الاعتداء الشنيع على وطننا العزيز. ونتساءل لماذا أُصيبَ أعداء المغرب بسُعار الكِلاب بُعيدَ إقدام الملك محمد السادس على مجموعة من الإجراءات الإصلاحية في البلاد وعلى رأسها، العمل على صياغة دستور جديد.

السؤال هو: من المستفيد من زعزعة استقرار المغرب في الوقت الذي سارعت أعلى سلطة في البلاد إلى الإعلان عن التغيير وتحسين أداء مؤسسة القضاء واستقلاليته، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتحرير الخبر الصحفي، والإفراج عن العديد من معتقلي الرأي على اختلاف انتماءاتهم السياسية والإيديولوجية.
الظاهر أنّ هناك جيوب مقاومة لا ترغب في التغيير، وتعتبر التغيير الإيجابي لبلاد الأُسُود خطراً على مصالحها الضبُعية.
إنّ من قاموا بتفجير مطعم (أرگانة) بساحة (جامع الفنا) الشهيرة، وقتلوا الأبرياء من المغاربة والأجانب، ليسوا مغاربة حتّى وإن كانوا يحملون بطاقة الهوية المغربية؛ إنّهم أعداء الوطن، بل هم أعداء السلم والتآخي والتسامح، وهم في نظري (مرضى) يجب استشفاؤهم لمدّة طويلة، لعلّهم يتحررون من إدمانهم على العنف والإرهاب.

المغاربة يحبون الملك محمد السادس، ويعتبرونه واحدا من أبناء الشعب الغيورين على وحدة التراب الوطني، وعلى فئات المستضعفين وذي الإعاقة، والمظلومين...

الملك الذي ثار على تقاليد الأسرة العلوية ورفض أن يتزوّج إلا من شابّة من بنات الشعب والدُها في هيئة التدريس ومن حيّ شعبي متواضع. الملك الذي أشهر زوجتَه للشعب وقلّدها مهامَّ إنسانية ضدّا على تقاليد أسرته.

الملك المناضل الذي يسارع إلى الإصلاح والتغيير الإجابي في كلّ مرّة تتهاون فيها الأحزاب السياسية عن القيام بواجباتها التأطيرية والتنظيرية.
الملك الذي تقول عنه الأحزاب الفاشلة بأنّه يحتكر السُّلطات في الوقت الذي يحتكر رؤساؤها جميع السلطات، ويأبّدون فيها.
الملك الذي يجوب شوارع المدن وأحيائها ليلا وأسواقها نهارا للاطلاع على أوضاع شعبه من غير اللجوء إلى تقارير المسؤولين المزيّفة.
أنا عجوز مُصاب بمرض الغيرة على البلد، ولا أرجو من أيّ كان أن يُعطيني أيّ امتياز أو منحة، والله على ما أقول شهيد.
أنا لا أحد، ولكنّني جميع المغاربة.

وكلمتي الأخيرة موّجهة إلى الإرهابيين سواءً كانوا من الخارج أو من الداخل:(شعارُنا الله، الوطن، الملك... وأمّا الترهيبُ فلا يُخيفنا، وأمّا (الإصلاح السلمي) فبيْن أيدينا؛ نتفاوض من أجله من دون سفك دماء الأبرياء؛ وإذا ما دعتِ الضرورة إلى ذلك، فأرواحُنا ودماؤنا فداءٌ للوطن).

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى