السبت ٢١ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

سرير الغريب

يصارع المرض و تصارع هي دموعها. عالمه كان مساحات البحار والجبال والسهول تقلص إلى أن أصبح فراشا بالغرفة 2217 بمستشفى الشيخ زايد بالرباط.كان يضرم النار بين السماء والأرض ليشعل فتيل الثورة .هو الآن يضرم النار في سجل ذكرياته حتى لا يقال عنه إنه كان مناضلا يساريا أيام سنوات الرصاص.

"ماذا قالت الجرائد عني؟" سألني. لم أجب فالكل مشغول بالبيع والشراء في الانتخابات ولا وقت لأحد للتفكير في مناضل مستلق على سرير المرض اللعين." كيف هي أحوال المجموعة ؟ " ما زالوا كما هم. يقهقهون على خطب الزعماء السياسيين ويحكون النكت حول محاضرة ألقاها مناضل يساري قديم عنوانها: "نضال وثورة ما بعد الحداثة".

يصارع المرض و تصارع هي دقات قلبها."ماذا عن الإنصاف والمصالحة؟ " لقد أنصفوا الجلاد وتصالحوا مع ذاك المناضل الصلب بأن سمحوا له بالمشاركة في الانتخابات كسائق لأفكار مرشح يميني." "وحالة البلاد كيف هي ؟ " " ممتازة أما أحوالها فالعلم لله. "" والرشوة إلى أي مستوى وصلت ؟" " وصلت إلى درجة أن الرضيع أصبح يرشو أمه وأباه لكي لا يعترفا به لأن الزمن أصبح زمن الغرباء.

يصارع المرض و تصارع هي القدر عله يحن على زوجها عبد الفتاح فاكهاني فيبقيه لها ولابنهما أناس ولمجموعة الجلسة الصباحية ليوم الأحد بمقهى الموناليزا التي غادرتها الابتسامة لتصبح بكاء ونواحا على رجل هو من أجمل وأنبل ما حبلت به بلاد المغرب القاسي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى