الأحد ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

سويس مصر فريد طه

الشاعر فريد طه هو من الأصوات الشعرية الصادقة.. عاش في الشرقية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة هموم الإنسان وكفاحه وسط الغيطان.. مع الفأس والمحراث ولأنه أحد فرسان الهيئة القومية للاتصالات التى تحولت إلى الشركة المصرية للاتصالات عمل بكل جهد وإخلاص وغاص وسط الطبقة العمالية وعبر بكلمته عن الإنتاج والأصالة المصرية.

يعد الشاعر فريد طه أحد الشعراء الذين عاشوا كفاح أمته المصرية وعبر عن الوطن وصموده فعندما قامت إسرائيل بالهجوم المباغت على مصر في الخامس من شهر يونيو عام 1967 واحتلت سيناء رفض الهزيمة وفي يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر يوليه قامت بقصف الأهداف المدنية ولم تسلم مصانع البترول والمنشأت الصناعية منه ولذا كان قرار القيادة السياسية بتهجير شعب السويس ومدن القناة إلى بعض المحافظات المصرية القريبة ومنها محافظة الشرقية.

لم تمت مصر بل واصلت العمل وأخذت بالعلم لأجل تحرير الأرض المحتلة وتحقق الأمل في السادس من شهر أكتوبر عام 1973 عندما عبرت القوات المسلحة قناة السويس وأقتحمت خط بارليف والصعوبات التى وضعتها إسرائيل.

مرحلة كفاح مصر عاشها الشاعر فريد طه وعبر عنها في قصيدته التى بعنوان (السويس) وفي بداية القصيدة نجد رفض التهجير والتأكيد على أصالة السواسية وأن تراب السويس لايمكن أن يهون:

الكل هاجر وانا وانتِ وليل عاتى
وفارقت فى الغربه أمى وابويا واخواتى
وقالوا لى هاجر جاوبهم دمعى وسكاتى
قالوا لى هاجر.. صرخ صمتى.. وأناتى
قالوا لى هاجر.. معدش غير خراب آتى
قلت اللى خايف يهاجر.. أما انا وهى
م المستحيل نفترق دى الضى لعنيه
لو هان تراب السويس. محنش سوايسيه

عاش الشاعر فريد طه أيام الصمود والبطولات.. الصبر والتحدي.. وقبل عبور الجيش عبر هو بحلمه وأماله حيث أستشرف الغد عندما وقف على رمال سيناء مناديا أبطال مصر ففي النص نفسه قال:

وعشت أيام صمودك.. ملحمة بطولات
وصبرت رغم التحدى والمحن فى ثبات
وانـا وانـتِ خنـدق فــى خنـدق
ذات بتعشق ذات
ووقفت ساعة التحدى، قلت أنا اتحديت
وقبل م الجيش يعدى.. كنت أنا عديت
وف قلب حضنى العفى للضفتين ضميت
ووقفت فوق رمل سينا ع الرجال وناديت
يا مصر قومى اعبرى.. قالت أنا لبيت

ثم عبر الشاعر فريد طه عن العبور المصري يوم السادس من أكتوبر 1973 وشارك الأبطال فرحة العبور وكسر حاجز الخوف وقدم لنا صورة في غاية الجمال لحظة الاستشهاد ونزف الدم الذي شكل الوطن والحروف.. هذا الدم كان مهر النصر العظيم:

وعبرت ويا الرجال جسر الألم والخوف
عناد وصبر وتحدى.. شئ غير المألوف
صفوف بتدفع صفوف.. وألوف وراها ألوف
بركان غضب وانفجر.. وانا فى النزال معروف
وفجأة دمى نزف.. شكل وطن وحروف
سايل على رملها.. ملهوف على ملهوف
وارجع لحضن السويس.. شهيد وروح بتطوف
أضحك.. يسيل دمعها.. وانا فى العلم ملفوف

لأن مصر هى الوطن والسكن والأرض والعرض نجد قصيدة أخرى للشاعر فريد طه بعنوان (مصر أم الدنيا) وقد قام الموسيقار الدكتور فتحي الصنفاوي بتلحين القصيدة وفي أعياد الثورة عام 1981 وبحضور الرئيس محمد أنور السادات غنتها الفرقة السيمفونية العسكرية (فريق الكورال العسكرى):

مصــر أم الدنيا مصـر مصر
مصر مجد عزه مصر مصر
أنتى وجودنا أنتى خلودنا أنتى الروح والعقل يامصر
مصر أم الدنيا مصر
مصر أحمس مصر مينا مصر خوفو الأهرامات
مصر نبض قلوبنا فيــنا مصر ملحمة السادات
شعب واحد شعب مصر فكر واحد فكر مصر
عزم واحد عزم مصـر حب واحد هو مصر
مصر أم الدنيا مصر
التاريخ يشهد ياغالية العروبة هيا مصر
والعروبة عارفة إنك إنتصارها فى كل عصر
الرجوله والاراده والبطولة والشهادة
والقيادة والريادة والقرار الحر مصر
مصر أم الدنيا مصر
مصر ياواحة أمان والمحبة نهــر نيلك
ياللى صحبتى الزمان الايمان ديما دليلك
مايو نور لك مسارك والعبور شرف رجالك
والسلام بعد إنتصار كان قرارك لابن مصر
مصر أم الدنيا مصر
مصر جامع جار كنيسة
مصر أحمد.. مصر عيسى
دم واحد كنا ديما مصر درتنا النفيسة
المصير ديما مصيرنا والإله على طول ناصرنا
وف سماحة مصر صرنا عيله وأم الكل مصر
مصر أم الدنيا مصر

في هذه القصيدة قدم لنا الشاعر فريد طه عظمة مصر الأم منذ أحمس ومينا وخوفو الذي خلده هرمه الكائن في الجيزة وحتى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات.

أيضا في القصيدة نجد الثقافة التاريخية الجميلة للشاعر فريد طه وإيمانه وتأكيده للعالم كل العالم بأن مصر هى واحة الأمن والأمان والمحبة ومهما حاول البعض زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سوف تظل مصر بوحدتها وسماحتها ومحبتها فالجامع جنب الكنيسة وأحمد الأخ لعيسى.

من هنا نقول لكل عشاق الفتنة.. من أرد مصر بسوء خاب وخسر.. فجرجس وبطرس وتريزة أشقاء محمد ومحمود وعزيزة في الوطنية والإنسانية وفي هذا الصدد أذكر خلال معارك أكتوبر 1973 م رمضان 1393 هـ وفي ميدان القتال كان البطل غريب عبد التواب يقاتل بشجاعة وأثناء أداء مهمته إذ بمجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالهجوم المضاد باتجاه الشط وعلى الفور اشتبكت مجموعة الصاعقة بقيادة البطل الرائد غريب عبد التواب مع هذه الدبابات واستطاعوا تدمير بعضها ثم اندفعت ثلاث دبابات إسرائيلية فى اتجاه المصطبة المتواجد عليها البطل فاندفع تجاه الدبابة الإسرايلية الأولى تحت وابل من الرصاص ثم قفز فوق الدبابة وفتح برجها وألقى قنبلة فتحولت الدبابة إلى كتلة من اللهب. فى نفس الوقت كان البطل الجندى شنودة راغب يتعامل برشاشه مع الجنود الإسرائيليين فى محاولة لحمل قائده البطل الرائد غريب عبد التواب بعيداً عن الموقع ولكن الطلقات الإسرائيلية تمكنت منهما فاستشهدا وكل منهما يحتضن الآخر وهو قابض على رشاشه فى لوحة يعجز أى فنان مهما أوتى من عبقرية أن ينقلها إلى أرض الواقع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى