الثلاثاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١١

الأديبة سناء الشعلان تستلم جائزة معبر المضيق

في القصة القصيرة في إسبانيا

استلمت الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان في غرناطة في إسبانيا جائزة معبر المضيق الدولية للقصة القصيرة للعام 2011عن قصتها الجديدة غير المنشورة «حيث البحر لايصلي» . والجائزة العالمية التي مقرّها في إسبانيا تصدر عن مؤسسة ثقافة ومجتمع الإسبانيّة،بالتعاون مع إدارة قصر الحمراء وخنيراليف ومؤسسة البيسين وجمعية اليونسكو من أجل النّهوض بالآداب.

وقد قال د.أنطونيو برنيث باسكيث منسق الجائزة وخوسي مانويل هيرنانديس بيالوبو نائب رئيس مؤسسة ثقافة ومجتمع الإسبانية في حفل إعلان الجائزة رسمياً وتسليمها للشعلان إنّ هذه الجائزة فخورها بتمكينها التواصل والتعاطي بين الثقافات المختلفة،كما أشارا إلى المعطيات التي أهّلت قصة الشعلان للفوز بهذه الجائزة في هذه الدورة حيث نالت القصة إعجاب كلّ لجان التحكيم التي تألّفت من:منى عبوسي،وخوسي خوليو كبانيا،وخيسوس كوتا،وميكال دورس،وأنخيل إستبيان،وبيلار غونثالث،وأرام همبر زوميان.

وقد قرأت الشعلان في حفل الجائزة كلمة الأستاذ الدكتور عدنان الطويسي رئيس الجامعة الأردنية بمناسبة حصولها على الجائزة باسم الجامعة الأردنية، وقد جاء فيها: «أبارك لكم ولنا وللأردن الغالي ولجلالة الملك عبد الله بن الحسين الرّاعي والباني بهذه الجائزة التي نسعد نحن الجامعة الأردنية بأن نحصل عليها لهذه الدّورة في فن القصة القصيرة عبر قلم الدكتورة سناء الشعلان،وذلك انبثاقاً من إيماننا العميق بأنّ الأدب هو ركيزة أساسيّة في بناء معمار الحضارة الإنسانيّة كما أنّه أداة فعّالة في بناء التّواصل الإنسانيّ المنشود القائم على المحبة والإخاء والعدالة والمساواة بعيداً عن الشّحناء والبغضاء والكره؛وإن كان العلم ببعده الأكاديمي النّظري والتّطبيقي هو المعوّل عليه في بناء العقلية العلمية المعطاءة للإنسان،فإنّ الأدب هو المهذّب والرائد الرّوحيّ والنّفسيّ والتّربويّ في العملية التّعليميّة والتواصليّة. ولذلك نسجل سعادتنا بهذا التواصل الإنسانيّ الذي يربط البشرية بعرى من المحبة والتواصل،وينبذ كلّ أشكال العنصريّة والفرقة،وينادي بعالم متحضّر يقدّر الموروث الإنسانيّ والتّباين المعرفيّ،ويعد بغدٍ عادل للجميع»

كما قالت د.سناء الشعلان في كلمتها في حفل تسليم الجائزة:

هذا يوم جميل يجمعني بكم،والرّابط بيننا هو الكلمة الجميلة والقلم النبيل الصّادق وقوة الإنسانيّة المحبّة للخير والعدل والإخاء. ابتداءًأنقل إليكم تحيات رئيس الجامعة الأردنيّة في عمان،وهو البرفيسور عادل الطويسي الذي قدّم لي كلّ التسهيلات لحضور هذا الحفل الكريم إيماناً منه بأنّ الأدب هو ركيزة أساسيّة في بناء معمار الحضارة الإنسانيّة،كذلك أنقل لكم محبّة شعبي الأردنيّ للشعب الإسبانيّ الذي تربطه معه كلُّ أواصر الصداقة والتعاون.

لا أخفي عليكم لقد غيّرت خطابي الذي كنتُ قد أعددته لهذه المناسبة قبل حضوري إلى إسبانيا؛ والسّبب في ذلك هو تلك المشاعر الرقيقة والطيبة التي يملكها الإسبانيون تجاه الضيوف أمثالي؛ فالإسبان عيونهم لامعة،وقلوبهم محبّة، وأياديهم دائماً مستعدة للمساعدة،وذلك جعلني أفكر بصدق لماذا أنا هنا؟ولماذا أكتبُ القصة القصيرة منذ سنوات طويلة، بل لماذا هو الأدب؟

والإجابة عن ذلك باختصار- وفق وجهة نظري- هي أنّ البشرية قد فشلت عشرات الآلاف من المرات في أن تنتج سعادة كونيّة وتفاهماً عالميّاً وتواصلاً إنسانيّاً قائماً على الرحمة والحريّة والإخاء.

إذن أنا أكتب لأنني أؤمن بأنّ الحياة أجمل من أن نقتلها في الحروب،أنا أكتب لأقول شكراً لكلّ من يحب الحياة.

ويذكر أنّ القصة الفائزة «حيث البحر لا يصلّي» هي قصة خياليّة تستفيد من المحدّدات الواقعيّة مثل المكان والزّمان والشخوص في إبراز جانب من جوانب التجربة الجمعيّة التي تُستلهم من المرور السّنويّ لملايين الأشخاص من أوروبا إلى أفريقيا ومن أفريقيا إلى أوروبا عن مضيق جبل طارق،وذلك في طور الإشارة بطريقة أو بأخرى إلى العلاقة القائمة بين الثقافتين الغربية أو الإسبانيّة،لاسيما فيما يخصّ المظاهر الثقافيّة لهاتين الحضارتين.

وهذه القصة تبرز ملامح تلك الصّورة النّمطيّة التي يكوّنها الإنسان العربي في ظلّ أزماته الحضاريّة والإنسانيّة والاجتماعيّة للثقافة الغربية،وهي صورة مضلّلة فيها الكثير من المغالطات والأحلام والأماني المبالغ فيها،ولذلك يكون أسير هذه الصّورة،ويعتقد دائماً أنّه سيجد نفسه وحريته وأحلامه عندما يخلع حضارته ويتوجّه إلى العالم الآخر،وبدل أن يحاول أن يخلص لواقعه بحثاً عن حلول لمشاكله،يقرّر الهرب إلى العالم الغربي،ويبذل كلّ جهوده من أجل ذلك،ولو عبر الهجرة غير الشّرعيّة،وهناك يكتشف أنّه ضائع بكلّ ما في الكلمة من معنى،ويخسر نفسه بشكل كامل،وتذهب أحلامه أدراج الرّيح.وتكون خيبة الأمل أكبر عندما تكون المهاجرة امرأة تحلم بالحريّة والسّعادة والإنصاف في عالم لطالما سمعت عن قيم الحريّة والعدل فيه،ولكّنها تصعق عندما تكتشف أنّها لا تستطيع في ذلك العالم عن أيٍّ من أحلامها حول الحريّة والسّعادة والإنصاف،فضلاً عن عدم القدرة على الحصول على أوراق هجرة شرعيّة وإقامة رسميّة في البلد المهاجر إليه.

في القصة القصيرة في إسبانيا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى