وقفة مع كتاب نهاية العالم للشيخ العريفي

كنت أظن قبل قراءة الكتاب ونظرا لحجم الشهائد العلمية المتحصل عليها شيحنا والشهرة الواسعة التي يحظى بها والتغطية الاعلامية التي يجدها عند كل تحرك أني سأجد مستوى رفيعا من التحليل المنطقي والعلمي المستند الى آيات الذكر الحكيم وتأويلها وتوضيحها لعموم الناس بطريقة تدفعهم الى مزيد من الايمان وكذلك تمحيص الأحادبث النبوية الشريفة لفرز الضعيف منها والموضوع وما بات من غير المعقول نسبته الى الحبييب المصطفى.

ولكن للأسف وجدت أن كل تلك الظنون في غير محلها اذ وجدت كتابا في منتهى السطحية ولا يستحق من الانسان المسلم أن يضيع فيه الوقت وذلك لعدة اعتبارات أهمها أنه تطغى عليه الجوانب الشكلية والزخرفة والكتابة المنمقة بخط واضح وبألوان زاهية فكل هذا جيد ويجذب القراء ولكن كل هذه العوامل تسقط اذا كان الكتاب عبارة عن تخريف وأساطير اذ يذكر ان هناك أكثر من مآئة وثلاثين علامة على نهاية العالم من الصغرى والكبرى مرورا بالمتوسطة مستعملا في ذلك حشدا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما هي محل شك لا يمكن الاعتماد عليها في هذا المجال ولا يستند الى القرآن الا في عدد قليل من العلامات لورودها في القرآن ولا يمكن اخفاؤها.

كما أنه بمثل هذا العمل الذي يعود فيه الى ما يشبه الخرافات من ايراد عناصر لا يمكن القبول بها عقلا كالمهدي المنتظر والمسيح الدجال وتكلم الحيوانات وغيرها وحتى وان ورد في القرآن من وجود دابة تكلم الناس لا بد من تأويل ذلك بشكل عقلي مقبول لا يجعل من الامة الاسلامية أمة مضحوكا عليها لغفلتها وعدم استعمالها أدوات البحث العلمي ونحن أمة اقرأ ولذا فان الكتاب غير جدير بالمكانة التي حظي بها ولا بالاشهار الذي ناله فخسارة فيه النظر اليه لتسطيحه الفكر الاسلامي و تجميده للعقل العربي عن الابداع والقيام بعملية التحرير للأرض العربية من كافة أشكال الاستعمار والهيمنة الأجنبية وتكريس لابقاء الواقع كما هو دون تغيير ثوري يطيح بسلطة الحكام المستبدين في الوطن العربي.

فاذا كان هذا حال كتابه هذا بهذا الشكل بالتأكيد أننا أمام انتكاسة كبرى وردة فكرية وضحالة وتسطيح لهذا الدين الحنيف لا يليق بنا كمسلمين أن نستمر عليه وندعو لاخواننا في السعودية الهداية من الله والاستفاقة من الغفوة التي يعيشون عليها فان الزمن لا يرحم والشعوب تتطور بسرعة صاروخية ونحن لا نزال نفكر بعقلية تحريم الصور وتعلم اللغة الاجنبية ومنع كرة القدم وغيرها من الأمور التافهة التي يجب أن نجنب علماء ديننا الأفاضل الخوض فيها .