الخميس ٩ حزيران (يونيو) ٢٠١١

حدادين يقرأ الوجوه في (ذاكرة اللون)

سميرة عواد

أقام التشكيلي سعيد حدادين معرضا في منتدى الرواد الكبار برعاية مدير مدينة عمان المهندس هيثم جوينات، معرض (ذاكرة اللون)، أمس الثلاثاء، ضم مجموعةً من وجوهه الفنية التي سعى من خلالها إلى الوصول الإنسانية، مشتغلاً على هذا المضمون الجمالي طيلة مشواره الفني الذي قارب أربعين عاماً.

يعد الفنان حدادين من رواد الحركة التشكيلية في الأردن، وتتلمذ على يديه عدد من الفنانين الشباب المتواجدين على الساحة التشكيلية حالياً، وهو من مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، وأقام عدداً من معارضه داخل الأردن وخارجه، وله نصوص أدبية في القصة القصيرة، والنقد الفني.

حول المعرض التقت (الرأي) حدادين، الذي قال إنّه يحمّل اللوحة(الوجه) همّاً وبعداً إنسانياً، ويتعامل مع الوجه في قضية لها مضمونها الفكري، وهو المضمون الذي يتجلّى باشتغاله على عدم التماثلية، ولكن تبقى جمالية المضمون في الوجه في أبعاده الحسيّة من خلال اللون المنبثق من تلك اللوحة. كما أن اللون عند حدادين هو همزة الوصل الجمالية بينه وبين المتذوق للعمل الفني.

هذه الأبعاد الفكرية تحتاج إلى قراءة واستلهام ومواقف، انطلاقاً من أن الفنان كما يرى يجب عليه أن يكون فناناً شمولياً في الثقافة والمحيط الثقافي، ويقرأ حدادين روايات لحنا مينة وأدب أميركا اللاتينية وبعض الروائيين والقاصين الأردنيين مثل عدي مدانات وسميحة خريس وهند أبو الشعر وفخري قعوار وجمال ناجي وهاشم غرايبة.

يرى حدادين أن العمل الفني ليس سلعةً بقدر ما هو ذو أبعاد فكرية وبناء ثقافة شمولية محلية والسعي إلى إيجاد ثقافة شمولية محلية، ويقصد بالشمولية تعاضد الفن والأدب لعمل إبداعي، ويضيف أن الإبداع هو موقف أخلاقي واجتماعي، موضحاً أن على هذا المبدع أن يقف إلى جانب قضايا أمته.

يؤمن حدادين بأن الإبداع الفكري هو عملية تراكمية، مبيناً معنى التركيبية في العمل الإبداعي، وخاصة في الفن التشكيلي، حيث يرى كثير من الفنانين الشباب وصلوا التجريدية قبل أن يمروا بالمراحل التي تخولهم أن يصلوا إلى هذه المرحلة المتأخرة وليس المتقدمة في أعماله الفنية.
لا يعنون الفنان حدادين لوحاته، حتى لا يقيد المتلقي أو الزائر بهذه اللوحة، مضيفاً أن كل شيء موجود له اسم، فلوحاته موجودة، وحول إمكانية تباين التفسيرات بشان هذه اللوحة أو تلك، لا يهم حدادين غير المتذوق للعمل الفني.

عرض حدادين في أكثر من جاليري، منها: الأورفلي، قاعة المدينة في أمانة عمان، قاعة وادي فينان، وفي مجمع النقابات والمراكز الثقافية مثل المركز الثقافي الأسباني والسوفييتي سابقاً، وحالياً في منتدى الرواد الكبار. وله مشاركات في دول أجنبية كثيرة، منها: الصين وإيطاليا وبغداد والشارقة سابقاً.

أصدرت له أمانة عمان كتاباً بعنوان (الوجوه جسد الكون) وهي دراسة ونقد تحليلي لأعماله تناولها التشكيلي الزميل حسين نشوان.

يشار إلى أن حدادين من مواليد بلدة ماعين في جنوب مأدبا، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من الاتحاد السوفييتي سابقاً عام 1974، وهو أول خريج منه، عمل في كليات المجتمع، ويدرس حالياً أستاذاً غير متفرغ في قسم العمارة/ الرسم الحر في الجامعة الأردنية، وكان عمل في مركز الفنون التابع لوزارة الثقافة. أصدر عام 2000 مجموعة قصصية بعنوان: (سافرت مع اسمك سراً)، وله ديوان شعر قيد الطبع بعنوان (أنا ظل خيالك)، وهذه الكتابة يراها الفنان حدادين هواية أو نزهة فكرية.

سميرة عواد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى