الأحد ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم أحمد إبراهيم الحاج

القدس والتاريخ – "عاصمة تحت الاحتلال"

يا قُـدسُ قومي للصَّلاةِ وكبِّري
 
ما ضَـرَّكِ الشُّذاذُ يوماً فاسلمي
 
قد زادكِ الإيمانُ نوراً هـادياً
 
وحَـباكِ إطلالاً بهِـياًّ فاشـكري
 
بورِكْتِ من ربِّ العِـبادِ بهدْيهِ
 
عهْـدٌ عليه بأنْ تُصـاني فابْشري
 
أنتِ الزَّمانُ قـديمُهُ وحـديثهُ
 
أنتِ المكـانُ قَداسـةٌ لا تحزني
 
أمُّ العواصـم والمدائنِ والقُرى
 
أرضُ المساجدِ والكنائسِ فارْكَعي
 
أنت المنارةُ للخَلائقِ في الدُّجى
 
أنتِ البدايةُ للعـبادةِ فاسْـجُـدي
 
وحَضَنْتِ مريَمَ واليَسـوعَ برقَّةٍ
 
فيكِ المحـبَّةُ والسَّـلامُ فهـلِّلي
 
أسـرى إليكِ محمداً خيرُ الورى
 
صـلَّى وسبَّحَ في حماكِ فسبِّحي
 
يا قبلةَََََ الإسـلامِ في رَيَعـانِهِ
 
يا مَهْبِطَ الأَديْانِ صومي واضْرعي
 
فالمسجـدُ الأَقصى بصدْركِ نابضٌ
 
يزهو سـماكِ بوهْـجهِ فتهجَّـدي
 
وفتحـتِ بابكِ للخـليفةِ مُشْرَعاً
 
لرسـالةِ الإسـلامِ ديناً فاهـنَئي
 
فسَـعِدْتِ بالفاروقِ ضَيْـفاً فاتِحاً
 
وسـعادةُ الفاروقِ أكثرُ هل تَعِي؟
 
وطُعِنْتِ غدْراً بالخـيانَةِ والرَّدى
 
وسُـجِنْتِ إجْـحافاً ولم تستسلِمي
 
عـانَيْتِ تعذيباً لكي تتنكَّري
 
لديانةِ الإسـلامِ عَبَثاً ترْعَـوِي
 
واخْـتَرتِ دَرْباً للعَـفافِ وللتُّقى
 
ورَفَضْـتِ إغـراءً بأَن تتصلَّبي
 
لَبَّى نِداءَكِ فـارسٌ ما غرَّهُ
 
طـيبُ الحـياةِ بَلِ الشهادةُ يَبْتَغِي
 
من خَلفِهِ جيشٌ تسلَّحَ بالهُـدى
 
دَحَـرَ الغُزاةَ وَرَدَّ كَـيْدَ المُعتَدي
 
هذا صَـلاحُ الدّينِ أنْجَزَ وعْدَهُ
 
وَفَّى الأمورَ نِصـابِها كَيْ تَسْتَوي
 
فَأعَادَ للأَقصى بَريقاً قدْ خَــبا
 
في غَفْلَةِ التَّاريخِ كَـلْمٌ قد شُـفي
 
فَتَبَسَّـمَ الفاروقُ من تحت الثَّرى
 
لِوِصـالِ سِـبْطٍ للعَـقيدةِ يَنْتَمِي
 
وطُعِنْتِ ثانيةً بِسَهمٍ قد هــوى
 
نَـحْوَ الفؤادِ فما أصابَكِ فاشْكري
 
عانيتِ خُذْلاناً وغَدْراً بالخَــفَا
 
وَسَـئِمتِ تَبْشيراً بنصْرٍ فاحْذَري
 
دَرْبُ النِّفـاقِ مُضَلِّلٌ لا تَأمَني
 
ظُـلْمُ الأقارِبِ مُسْتَطيرٌ فاصْبري
 
مُنِّيتِ عُمَراً أو صلاحَ جُزافَةً
 
ذاكَ السَّـرابُ مُخـادِعٌ لا تَرْكَني
 
قـاوَمْتِ بَطْشاً مُفرِطاً مُتَعَسِّفاً
 
وَرَفَـضْتِ قَـطْعِيّاً بأنْ تتصْهيني
 
فَأبَيْتِ تغييرَ العـقيدةِ والنُّهى
 
وأبيْتِ تغـييرَ الهـويَّةِ فاثْبُتي
 
حَـمْلَقْتِ في وَجْهِ الغُزاةِ بِعـزَّةٍ
 
وكَـرامةٍ تَأْبى الهزيمةَ فاصْرُخي
 
عَرَبيةٌ رَغْمَ الحِصـارِ وقهَـْرِهِ
 
عـربيَّةٌ تسري العُروبةُ في دَمي
 
عَرَبيةٌ أهوى العفـافَ وطُهْرَهُ
 
أَحْصَـنْتُ فَرجي فالعقيدةُ مذْهبي
 
وَشَهِدّْتُ تعذيبَ المسـيحِ وصَدَّهُ
 
وشَـهِدّْتُ قَـتْلَ الأنبياءِ بِمَوْطِني
 
يحـيى التَّقِيُّ ووالدٌ من قَـبْلِهِ
 
غَـدْرٌ بيوسفَ هَلْ أُكذّّبُ ناظري؟
 
أهـلَ الفسادِ أَموتُ دون عقيدتي
 
مَهما عَـلَوْتم فالشَّـهادةُ مَطْلَبي
 
لا تأمـلوا أبداً بطـمْس هويّـتي
 
أقسـمتُ بالرّحـمن ألاّ أنحني
 
من قبلكم فَشِـلَ الغزاةُ وغادروا
 
وَبقيتِ قُدْسـاً للعـروبةِ أنتمي
 
أمنتُ بالرّحـمن حيثُ أذاقّــكم
 
سـوءَ العذابِ لبغْيكم في موطني
 
وعــدٌ تحقــَّقَ بعد كُلِّ مَكيدةٍ
 
وعــدُ الإلهِ فلا جِدالَ سينْقَضي
 
صولوا وجولوا فالحِبالُ قصـيرةٌ
 
والدهـرُ دوّارٌ يغيبُ وينْجَلي
 
سـأظلُّ رمزاً للسّلام وللتُّقى
 
سأظلُّ شوكاً في طريق المعتدي
 
يا قُدْسُ إن طالَ الفِـراقُ وضيمُهُ
 
فالقـلبُ مفـتونٌ بعشقِكِ يكْتَوِي
 
يا قُدْسُ لن ننْسى وإن طالَ المدى
 
فالعـقلُ معـمورٌ بحبك يرْتَوِي
 
يا قُـدْسُ لا تَهِـني ولا تَتَثَبَّطي
 
أنتِ العُـلُوُّ مكــانةً لا تحزَنِي
 
فيكِ الكَـرامة ُ والعـزيمة ُ والتُّقى
 
يا قُدْسُ صبراً فالخطوبُ ستَنْطَوي
 
وحَلِمْتِ بالتحريرِ بيضٌ جُــنْدُهُ
 
وعْـدُ الإلهِ مُحَـقَّقٌ فلْتحْـلَمي
 
فَبَنوكِ أسْـرى قد تَعَمَّقَ جُرْحُهُم
 
قد عاهدوا المولى فداءَكِ فاحْـلَمي
 
وبنو العـروبةِ كُبِّلوا بتعسُّــفٍ
 
من ظـلم أَصنـامٍ تمادوْا فانْظري
 
وبنو الأخـوَّةِ في الدَّيانةِ فُـرِّقوا
 
من كـيْدِ أعـداءٍ عَلَوْا لا تقْنَطِي
 
ما دام ظـلمٌ أو فسـادٌ بالعُـلا
 
فتَداولُ الأيامِ حـقٌ فاصْبري
 
إن الظـلام مُحَـقَّقٌ إجلاؤُهُ
 
بشـروقِ شمسٍ لا محالةَ َ فابشري
 
والعُسْـرُ مصحوبٌ بيُسرٍ دائماً
 
والليلُ يتلوهُ النهـارُ فيَنْطـوي
 
فتَثَبَّتي وتجَــلَّدي وتماسـكي
 
وازدادي صـبْراً واشْكُري وتشبَّثي
 
بخــيوطِ إيمانِ العقـيدةِ سُلَّماً
 
للنَّصـرِ والتحـريرِ وعدٌ فاعْقَلي
 
وتَوَكَّلــِي وتَدَثَّرِي وتَزَمَّـلِي
 
وازدادي تصـميماً فلَيْلُكِ ينْطوي
 
زمنٌ تَسَــوَّدَهُ الأذِلَةُ في الدُّجـى
 
هَدَروا الكـرامةَ َ كالنّعامةِ تَسْتَحي
 
ضاق المكانُ على المنُاضلِ وانْطفى
 
بسـجونِ أزْلامٍ يموتُ وَيَنْطَوِي
 
قد أمْعَن السَّجـَّانُ في تعـذيبهِ
 
فازْددْتِ إِصـراراً فلا تتراجعي
 
صبْراً على التَّعذيبِ لا تتنازَلي
 
صومي وصَلِّي بالدُّعاء تَضَرَّعِي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى