الأحد ١٠ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم خديجة قلي زاده

القصة وعناصرها

 إعداد: خدیجة قلی زاده، ماجستیر، في اللغة العربیة و آدابها، بجامعة آزاد الإسلامیة في کرج

الملخص

تطلق علی الآثار التي تؤکد علی الحوادث الخارقة للعادة أکثر من تحول و تکوين الشخصيات والرجال، عادة. يرجع محور القضية في القصة إلی الحوادث الجارية في الحياة، الحوادث تکون القصةوتشکل الرکن الرئيس والأساسي دون أن تلعب دوراً في تنمية أبطال وشخصيات القصة.
يعتقد تشارلتن بأن القصة حکاية تروي نثراً وجهاً من وجوه النشاط والحرکة في حياة الإنسان فخير لها أن تقص قصة عادية عن الإنسان العادي کما تجري حياته في عالم الواقع المتکرر کل يوم.

وقد ورد معنی آخر وهو أن القصة شکل من أشکال التعبير النثری،له خصائصه التي تميزه عن فنون النثر الأخري.
الكلمات الرييسيه:القصة، الحادثة، البطل ، الدور،...

المقدمة

القصة عموماً حکاية، والحکاية خصوصاً أن يروی إنسان لآخرين ما رأی أو سمع أو تصور، وهي علی هذا قديمة قدم المجتمع الإنسانی،لأنها طبيعة في الحياة تسد حاجة في نفس الرواي ونفوس السامعين؛ وقد کان الرواي ومستمعوه يتعرضون لظروف واحدة في السلب من حياتهم وفي الإيجاب،وتخالجهم أوهام ورؤی واحدة أو متقاربة ... إزاء الضواري والفيضانات والأمطار والعواصف والظلام ... والنور... والأکل والشرب في حالات الشدة والرخاء والحزن والفرح ... ثم فيما يکن أن يکون في لنفوسهم عن الإله أوالآلهة وما يتبع ذلک من طقوس العبادة... [1]

الرواية

الرواية من أهم وأشهر الأشکال الأدبية المتبلورة في عصرنا ، وهي اکبر الأنواع القصصية حجماً و ترتبط بالفرار من الواقع وتصوير البطولة الخيالية ، وفيها تکون الأهميتة للوقائع ... هي فن أدبی مستقل ، له خصوصيته وذاتيته ، إذ يتسع لدراسة العلاقات المتشابکة والمتشابهة داخل المجتمع، فيفرز لنا النماذج البشرية،في شکل نقبله إذا تمثلت فيه،ملامح الخير،والبطولة، والدعوة إلی الإصلاح وفي الروايةو قائعها مستمدة من الخيال وهي أقرب شبها بالملاحم . [2]
إن أهم العناصر التي تشکل هذا البناء الفني هي:

الشخصية، الحدث، الزمان، والمکان، السرد والحوار

الشخصية

يمکن أن نقول بجسارة،أن الشخصية،هي من أهم العوامل في الآثر الأدبی، وجود الشخصية وعددها يرتبط بموضوع القصة أوالرواية ولکن الشخصية ((تعد بمثابة العمود الفقري للقصة ،أو هي المشجب الذي تعلق عليه کل تفاصيل العناصر الأخری، و هي التي تبث عنصر الحرکة والحيوية في مسار الحدث .)) [3]
يستطيع الکاتب أن يخلق شخصياته بحرية، وهذا يعنی أنه يقدر علی خلق الشخصيات التي لم تطبق علی معايير الحقيقية وصدرت منها الحرکات التي لم يخلقها خالقها أو کاتبها، وقد کانت تختلف عن سائر الناس، الذين نراهم في الحياة الحقيقية. [4]

وقد تکون الشخصية عنصرها بارزاً وفي القصة،بحيث تطغی علی الحدث فتسمی قصه الشخصية.
للشخصية أنواع مختلفة:

 الشخصية النامية ( المدورة ، المکثفة،أو الايجابية)
 الشخصية المسطحة (الثابتة،السلبية)

الشخصية النامية

هي الشخصية المعقدة التي لا تستقر علی حال ، وإنها متغيرة الأحوال،متبدلة الأطوار، فهي في کل موقف علی شأن. فعنصر المفاجاة لا يکفي لتحديد نوع الشخصية ؛ لها القدرة العالية علی تقبل العلاقات مع الشخصيات الأخری،وتأثير فيها
إنها الشخصية المغامرة الشجاعة المعقدة بکل الدلالات التي يوحی بها لفظ العقدة ، والتي تکره وتحب، تصعد وتهبط، تؤمن وتکفر وتفعل الخير کما تفعل الشر. وتؤثر في سوائها تأثيراً واسعاً. [5]

الشخصية المسطحة الثابتة ،السلبية

کرر هذه الشخصية في کثير من صفحات القصة ولا يؤثر علی حوادث القصة ولا تتغير به تغيرها وهي نفسها في النهاية القصة کما کانت في بدايتها ولا يجد تأثيراً للحوادث فيها إلا ما لابد منها في بعض الأحيان وهي ايضاً قليلة جداً . [6]

الحدث

کما نعلم قد سيطرت العلاقة القريبة السببية بين الحادثة وشخصيات القصة ، العلاقة التي، هي من أهم عناصر القصة. ((والحدث هو (( الفعل القصصي)) أو هو:الحادثة التي تشکلها حرکة الشخصيات لتقدم في النهاية تجربة انسانية ذات دلالة معنية،أوهو:الحکاية التي تصنعها الشخصيات، وتکون منها(عالماً) مستقلاً، له خصوصيته المتميزة . [7]
... ليست قيمة الحدث في العمل الروايي بطبعة الحدث ذاته من حيث عظمته أو حقارته،أو من حيث فرديته أوجماعيته،بل العبرة بالطريقة التي يتناول فيها الکاتب الحدث،وکيفية رصده و التغافل معه و ربطه بعناصر القصة الأخری ربطاً عضوياً بحيث لا يبدو وکأنه عنصر منفصل أو مفقود لذاته. [8]

... يقول کتّاب القصة المتمرسون ونقادها،إن سير الأحداث يتم وفق نظام العلة و المعلول، أو السبب والمسبب،بحيث لا يجری حدث إلا وهو نتيجة لحدث سابق أو مؤثر سابق،سواء أکان هذا المؤثر معقولاً ظاهراً أو مبهماً غامضاً.هذا لا يعنی أن تتسلسل الآحداث تسلسلاً رتيباً متوقعاً،بل قد تأتی غير متسلسلة،وقد تبدو متناقضة في الظاهر،ولکن هناک خيطاً شفيفاً ينتظمها ويربط بين أجزائها ويفسر تعاقبها أو عدم تعاقبها. [9]

البيئة الزمانية و المکانية

وهذا العنصر من ملازمات القصة ، لأنه لا يمکن تصور أحداث تقع دون الإرتباطها بزمن أو مکان معين،والکتاب ليسوا سواء في العناية بهذا الجانب أو ذاک من البيئة،فقد يکون الإهتمام منصباً علی المناخ السياسي،أو يکون معنيا بوصف الريف أوالمدينة أويقف تحليله للمشکلات الاجتماعية و العاطفية في بيئة ما.

وليس هناک حدود ما للبيئة التي يرسمها القاص،وتتحرک من خلالها الشخصيات وتتعاقب الأحداث ،وفقد تکون البيئة بيئات متعاقبة کما في الرواية الضخمة التي ترصد التطور التاريخي لأمة أو فکرة ما بعرض روائي مشوق وليس بمستنکر علی القاص أن تدور أحداث قصته في أکثر من مکان حسب ما يقتضية تطور الحدث وملابسات تنقل الأبطال.ويري بعض النقادان زمان الحدث ومکانه يساعدنا علی تقريب العمل القصصي من أذهان القراء،وجعله ممکن الحدوث أو محتمله .

لأن أی نتاج أدبی يفتقر إلی الزمان والمکان لايعد معقولاً،ولا يتفق مع خبراتنا والواقع المعيش. وهذا يعنی وظيفة الزمان والمکان في العمل القصصي هي خلق الوهم لدی القارئ بأن مايقرأه قريب من الواقع أوجزء منه. [10]

الحديث عن السرد والحوار،حديث عن الوعاء اللغوي الذي يحتوي کل عناصر القصة باعتبارها نوعاً... من القول.غير أن کتابة القصة اصعب من کتابة القصيدة والمسرحية،اللتين تستخدمان نسقاً اسلوبياً واحداً فالشاعر يشکل القصيدة بطريقة فنية واحدة ومؤلف المسرح يعتمد علی الحوار وحده،أما القصة فانها تزاوج بين اسلوبين مختلفين من حث الترکيب... أوالأداء أو طريقة التعبير، هما: السرد والحوار. [11]

الحوار

الحوار، هوما يدور من حديث بين الشخصيات في قصة، أو مسرحية، وهو يشکل جزءاً فنياً هاماً من عناصر القصة،لأنه يوضح طبيعة الشخصية التي تفکر بها ومدی وعيها بالقضية أو المأساة التي تشکل حياتها المختلفة . [12]
يعتبر الحوار من أهم عناصر التأليف المسرحی، فهو الذي يوضح الفکرة الأساسية ويقيم برهانها،و يجلو الشخصيات ويفصح عنا، ويحمل عبء الصراع الصاعد حتی النهاية،هذه المهمة يجب أن يضطلع بها الحوار وحده ولا يعتمد في شیء من ذلک علی الشروح و التعليمات،التي يضعها الکاتب بين الأقواس فهذه أنما توضيح لمساعدة المخرج علی فهم مايريد الکاتب مما هو مستکن داخل الحوار لا مما هو خارجه. [13]

وللحوار وظيفة فنية في سبر أغوار النفسية الإنسانية، وإحقاء الحيوحية علی السرد القصصي الذي قد يکون مملا إذا کان وصفاً باهتاً،فضلاً عن أن الحوار مجال لأبراز عناصر الصراع الخارجي و الداخلي بين الشخصيات. [14]

السرد

السرد القصصي، مصطلح أدبی، يقصد به، الطريقة التي يصف أو يصور بها الکاتب جزءاً من الحدث أو جانباً من جوانب الزمان أو المکان الذين يدور فيهما، أو ملمحاً من الملامح الخارجية للشخصية،أو يتوغل إلی الأعماق فيصف عالمها الداخلی وما يدور فيه من خواطر نفسية أو حديث خاص مع الذات.
وهذا العنصر من عناصر الأسلوب القصصي خطير جداً ، لأن الکاتب (ينوب) فيه عن شخصياته،بعبارة أخری يصف بالنيابة عنهم ما يفعلون وما يدور حولهم،لذلک ينبغی أن يسيرأسلوب السرد بدقة لمستوی حرکة الحدث و مستوی الوعی الفکري للشخصية. [15]

خاتمة

کانت هذه المکانة ا لمقالة شرحاً موجزاً حول تعریف القصة و اهم انواعها، ایضاً تقدیم عوامل التی تشکل هذا البناء الفنی، مثل الشخصیة، الزمان، المکان- السرد...

مصادر و المأخذ

 أحمد عبدالخالق، نادر، الروایة الجدیدة بحوث و دراسات تطبیقة، دارالعلم و الإیمان للنشر و التوزیع، 2009 م.
 الطاهر، علی جواد، مقدمة في النقد الأدبي، مؤسسة العربیة للدراسات و النشر، بیروت، الطبیعة الثانیة، 1988م.
 عبود شراد، شلتاغ، المدخل إلی النقد الأدبي الحدیث، الأردن، الطبیعة الاولی، 1998م.
 مرتاض، عبدالملک، في نظریة الروایة. لححت في تقینات السردسلسلة کتب ثقافیة شهریة الکویت، الطبعة؟. 1998م.
 وادي، طه، دراسات في النقد الروایة، القاهرة، دارالمعارف،لطبة الثالثة، 1994م.
 میر صادقی،جمال. عناصر داستان،تهران، انتشارات سخن،چاپ پنجم،1385 ه.ش.

الملاحظة:

‏Khadijeh gholizadehsaraidashti

‏Deportment of Arabic Litoture Karaj branch, Islamic Azad University, Karaj, Iran.


[1علي جواد، الطاهر، مقدمة في النقد الأدبي، ص 218

[2مير صادقي،جمال، عناصر داستان ص23 و أحمد عبى الخالق، نادر،الرواية الجديدةص22

[3وادي،طه، دراسات في النقد الرواية، ص25 وعبود شراد شلتاغ، المدخل إلي النقد الأدبي الحديث ص175

[4مير صادقي، جمال، عناصر ىاستان، ص84

[5مرتاض،عبدالمك، في نظرية الرواية بحث في تقنيات السرد، ص101

[6عبود شراد شلتاغ المدخل إلي النقد الأدبي الحديث ص93و94

[7وادی، طه، دراسات في النقد الروایه،ص28

[8عبود شراد شلتاغ،المدخل الی النقد الادبی الحدیث،ص173

[9عبود شراد،شلتاغ، المدخل الی النقد الادبی الحدیث،ص174

[10مصطفی، فایق، عبدالرضا، في النقد الادبی الحدیث، منطلقات وتطبیقات،ص138

[11وادی،طه،دراسات فی النقد الروایه، ص39

[12وادی،طه،دراسات فی النقد الروایه،ص39

[13باکثیر،علی احمد،فن المسرحیه من خلال تجاربی الشخصیة،ص69

[14عبود شراد،شلتاغ،المدخل إلی النقد الادبی الحدیث، ص179

[15وادی، طه، دراسات في النقد الروایة،ص40


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم لو سمحتو بدي مساعده بموضوع:(بتقدرو تحطو عن الزمان والبناء والفكره والمكان )يعني تكمله للباقي يعني 1اقسام الشخصيه المدوره والناصيه المتطوره والشخصيه المسطحه الثانيه 2عناصر القصه وغيرها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى