الثلاثاء ١٩ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

ها ما نريد

هاهي الصفحة أمامك فاكتب ما يحلو لك.

أريد جناحين من حديد لأتمكن من التحليق صوب من أحب، قال طائر النحس. أريد قلما لا ينضب وقلبا لا ينبض لأتهكم على الحياة، قال كاتب الأرصفة التائه. أريد شرفة تطل على البحر شريطة ألا تكون بجانبي لا زوجتي ولا والدتي، قال سمسار الأزمنة الرخيصة.

أنت اليوم في إجازة ولك الحق في القيام بما تراه يفيدك ويفيد بلدك.

سأقضي نهاري في قبض الرشوة وشتم الحكومة والمعارضة، قال مواطن عادي. سأقضي نهاري في النوم والراحة والغناء بالشارع العام الذي كنت أتظاهر فيه مع المعطلين قبل أن أصبح مسؤولا مهما في الوظيفة العمومية، قال مناضل سابق أمام البرلمان. سأقضي أيامي في الاتجار في المخدرات والسمسرة والكذب على الناس لأصبح برلمانيا محترما، قال موظف صغير رشح نفسه الأمارة بالكذب للانتخابات.

ها هي الصفحة. عبر عما يخالجها ويخالج صدرك.

أنا فنان أطالب بالدعم لي ولزوجتي وأطفالي وكل أفراد عائلتي للمشاركة في ازدهار البلاد والدفع بالمسلسل الديمقراطي إلى أقصى مداه. أنا شاعر أريد من الدولة أن تساعد زوجتي على أن تصبح شاعرة تستدعى إلى المهرجانات الملتقيات الدولية ليعرف العدو قبل الصديق إلى أين وصلت المرأة العربية. أنا وزير وسأضل وزيرا مدى الحياة حلمي أن يصبح أبنائي وزراء وأصهاري سفراء وكاتبتي الشخصية جدا بطلة اولمبية في الرقص على طاولة مفاوضات الحكومة مع النقابات و الجمعيات الخيرية.

ها أنت الآن أمام عدسات الكاميرات الوطنية فتحدث عما تشعر به أيها المواطن المثالي.
أنا مواطن أصيل أحب بلدي واتهم البرلمان الأوروبي وأمريكا وقناة الجزيرة وعبد الباري عطوان بالاعتداء على بلادي والتهجم على تاريخنا ووحدتنا الترابية وسأقاوم هؤلاء الأعداء إلى آخر رمق من دقات قلبي شريطة أن أترقى خارج السلم وأحصل على شقة محترمة ودعما ماليا لأبنائي وأبناء جيراني وتقاعدا مريحا لحماتي لتتفرغ لجارتها ومنحة للدراسة في الجامعات الأمريكية لسبعة أبناء لم أسجلهم في دفتر الحالة المدنية لأني لا أتذكر اسم أمهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى