الأحد ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

نعم يا حبيبي القائد العربي نعم

صوتوا بنعم! نعم! صوتوا بلا! نعم! صوتوا أولا تصوتوا! نعم! صوتوا بدون أوراق! نعم! صوتوا كل يوم! نعم! صوتوا وأنتم نائمون! نعم! صوتوا بدون صناديق اقتراع! نعم! صوتوا وﺄنتم في القبور! نعم!

صوتوا! صوتوا! نعم! نعم!

صوتوا! صوتوا! صوتوا! نعم! نعم! نعم!

صوتوا! نعم! صوتوا!نعم!

صوتووووووا! نعمممممممممم!

صوتوا فداء للوطن! نعم! صوتوا فداء للأعداء! نعم !صوتوا من أجل استقلال فلسطين! نعم! صوتوا لصالح إسرائيل! نعم!

هل صوتم؟ نعم. هل لم تصوتوا بعد؟ نعم. هل تفهمون ما نقوله لكم؟ نعم. هل تجهلون ما نقوله لكم؟ نعم. هل تحبوننا ﺄم تكرهوننا؟ نعم. هل أنتم كلاب؟ نعم. هل أنتم ناس شرفاء؟ نعم.هل تحبون الديمقراطية؟ نعم. هل تحبون الديمقراطية أم تكرهونها؟ نعم. هل تريدون أن نرفع من أجوركم؟ نعم. هل تريدون أن نخفض منها؟ نعم. هل أنتم صم؟ نعم. هل أنتم بكم؟ نعم. هل أنتم عمي؟ نعم. لماﺫا تجيبون دائما ب"نعم" ؟ نعم. إلى اللقاء . نعم.

نعم يا حبيبي القائد العربي نعم. اليوم نعم وغدا نعم وكل الحياة نعم. نعم في كل وقت وحين. نعم من الصباح إلى المساء. نعم حتى ونحن في القبر. نعم بصوت عال وبصوت خافت وحتى بلا صوت. نعم ونحن في السرير وفي المرحاض وأثناء العمليات الجراحية. نعم بالعربية و الفرنسية والإنجليزية والصينية وكل اللغات .

سنزيل من قاموسنا كل الكلمات وسنحتفظ فقط بكلمة الشرف والمواطنة " حبيبتنا نعم. " بل سنغير أسماءنا وسننادي على بعضنا البعض ب"نعم". مثلا أنا اسمي بوعزة التايك، من الآن فصاعدا(وهبوطا) سيصبح اسمي نعم نعم ابن نعم مهنتي نعم وكل دروسي عناوينها نعم وأسماء تلاﻤﯿﺫي نعم وما سيكتبونه نعم وعندما سيكتب المفتش تقريره سيكتب نعم نعم نعم ..اﻹمضاء نعم.

حياتنا ستصبح كلها نعم نعم نعم ومن نطق بكلمة أخرى سيسجن إلى أن ينسى كل شيء وتبقى فقط كلمة نعم ليفهم فلسفتها ومراميها وعمقها. أما ﺇﺫا تجرأ أحد وقال نعم بلسانه لا بقلبه فسنخرج له قلبه لتنظيفه وغسله من وسخ "لا" لكي لا يكون هناك تناقض بين القلب واللسان. وﺇﺫا نطق المواطن بكلمة"لا" في حلمه فسنمنعه من النوم الطبيعي وسننومه النوم المغناطيسي لتلقينه كلمة نعم وﺇدخالها في لاوعيه لتستقيم الأمور لأنه لا يعقل أن يخرج المرء عن اﻹجماع الوطني وأخلاق الجماعة التي لا تجتمع على ظلال .

"نعم" هو شعارنا وملاﺫنا والمخرج الوحيد لأزماتنا. أما "لا" فهي سبب البلاء. ألا ﺘﺫكرون ما فعلته ﻫﺫه الكلمة اللعينة بالعالم العربي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ؟

شعارنا ﺇﺫن هو"نعم". "نعم لتجويع الشعب الفلسطيني. نعم ﻹسرائيل. نعم للمستوطنين اﻠﺫين يدنسون القدس الشريف. نعم للظلم. نعم للرشوة. نعم للاستبداد.

ولأننا ديمقراطيون فلا بأس أن تقولوا "لا". لا للوحدة العربية. لا لتوحيد الصف. لا لتوزيع الثروة الوطنية. لا لحرية التعبير. لا ﻹصلاح التعليم والقضاء والصحة. لا لكل ما من شأنه صون كرامة البلاد و العباد. لا لا لا لا لا . نعم نعم نعم نعم نعم . لا نعم. لا نعم. نعم لا. نعم لا.

أﻧﻘﺫونا من ﻫﺫا العبث القاسي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى