الخميس ٤ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم نوزاد جعدان جعدان

ملح البحر

القمر كالمنارة ينير الدروب وخفر السواحل يجوبون البحر في ليلة يطلق سوادها رياحاً باردة، في وسط البحر قاربٌ راسٍ بادٍ من بعيد ينيره سراج خافت، اقترب خفر السواحل من القارب وصرخ أحدهم:حاصروا القارب وفتشوه.

كان على متن القارب شاب طويل الذقن، رث الثياب، داكن البشرة ومربوع القامة،كان كالبلوط قشرا من الخارج ولبّاً مرّاً من الداخل، ذا صوت خشن.

سأله أحد رجال الشرطة:

 ماذا تفعل هنا؟..

-أنا اتخذت من البحر وطناً، هو لا يحتاج إلى جنسية ولا إلى تأشيرة دخول ولا عادات عنده وما من تقاليد.

 اصمتْ!..تتفلسف يا مجنون؟!..

 أنا في وسط المسافة بين أوربا وآسيا، وحين تقف في الوسط تعرف جيدا أين تميل كفة الميزان، منذ شهور وأنا اعتلي هذا القارب وأعيش في هناء، قد هربت من الضياع وتشتت الحال، أجلب زادي من الجزر القريبة وأكتب الشعر هنا.

بعد أن فتّشتِ الشرطة القارب، وجدتْ فستاناً أبيضاً يتدلّى على حبل الغسيل، طلبت منه الاعتراف بما فعله بالفتاة صاحبة الفستان وما هي قصتها؟!، ولمَ وصل إلى هذا الحد من التصوف في البحر ربّما خلفه تقبع قصة جريمة كبيرة؟!.

أجابهم بكل صمت: ولدتُ في دار الأيتام في مجتمع يحيا القوي فيه، في مدينة قرب البحر في تركيا، قضيتُ أعوامي الأولى وأنا أطحن الحجارة بأسناني ، هل تدرك صعوبة ان تكون أسنانك لبنية وهي مجبرة على كسر الحجارة؟!..أحببتُ كتابة الشعر منذ صغري، فمنذ تعلمي الكتابة وأنا أكتب، وعندما بلغت الثامنة عشر ربيعاً طردتني دار الأيتام لأن القانون يقضي بذلك، فالتجأت الشوارع وأصبحت أنام في حضن الخرابات، وأضع رأسي على كتف الرصيف، أفتح اكياس القمامة لأتناول منها فتات ما تبقى من طعام الأغنياء.

أتأمل كل يوم السيارات والمطاعم الفخمة، وأسير بقربها كأني كلب ضال لا يستطيع التذوق، حين كنت صغيرا لم اكن اعلم أن العالم خارج دار الايتام بهذه القسوة، كلما نكبر يكبر معنا الشجن، ظنّنتُ أنه بإمكاني زيارة بلدان العالم قاطبة حينما اكبر ، يا لأسنان القدر الحادة!...

حين يكون المرء طفلاً يكون سعيداً حتى لو كان تعيساً ولم لم يمتلك أجنحة، لأننا لا نعي حينها ضباب السماء وبعد القمر وحرارة الشمس وعمق البحر.

عندما تنام بلا غطاء وتستيقظ على صوت أخف حركة تخاف من كل شيء من حولك، جرّبتُ أن أصيد الأسماك لكن البحر خائن وبخيل في وجهي، فهل ضاقت علي وحدي؟!..كل هذا أثر في نوعية ما اكتب فأصبحت نمطياً في نوعية كتاباتي، وجلّ ما فضّ عذرية صفحتي كان عن الفقر والتشرد وشظف العيش حتى توقفت المجلات عن النشر لي، قلمي يكتب بالفطرة عن الألم وملح البحر، كل جملة شعارها الفقر، لم أستطع الكتابة عن جمال البحر وعذوبته وإلتقاء العشاق عنده.

كلّما استمتع بالسماء الصافية وأتغزل بعيونها الزرقاء، تحسدني الأشجار والأزهار فتسود العلياء مطراً، لا تليق بي السعادة لذا قررت أن ألبس الحزن ليملّ منّي.

في مساء كان يحمل بين جيوب حقيبته وجه القمر وسرير نجوم، وانا مبتل بالعرق بعد مشي مضنٍ لمسافة طويلة دون أن يكون هناك ارض أتلكأ عليها واستريح، تورّمت أقدامي وانا أسير، والأغنياء ينظرون إلي باشمئزاز، ربما يضعون نظارة شمسية في الليل، لمحتني مومس وظنتني شاباً مثيرا وجذاباً في السرير بسبب العرق المنساب من جبيني، لم تكْ تعلم أني لا املك سعر صندويشة فلافل، أو أجرة الباص، دعتني إليها وبعد أن أطعمتني واسترحتُ وأخذتْ ما كانت تبتغيه ، أعطتني بعض النقود، رويتُ لها قصتي وأنني أكتب الشعر عن الفقر ولا أستطيع الخروج عن هذا الثوب، نصحتني بالذهاب إلى زعيم المشردين الذي يعيش في أفخم خرابة في المدينة، استدليت عليه وزرته كان عجوزاً طاعناً في السن، شرحتُ له قصتي فقال لي:

 قلْ لي بعض مما كتبتْ!..

 أريدُ البحرَ مرسالَ الجمالِ فما للملحِ أضناني وراءَ

 لا تسلك الدرب الذي سلكته يا بني، ها انا ذا أقضي حياتي ولا أملك فلساً واحداً، أشحذ من الناس النقود، كتبت عن الفقر ولم استطع الكتابة عن الحب كنت اقول حين يدخل الفقر من ثقب الباب يخرج الحب مع ضوء النافذة الآفل، لم اتزوج ولم انجب أولاداً أيضاً، لم أرً جمال الحياة مطلقاً، اِكتبْ عن الحب فالناس الآن تريد الرومانسية وتبتغي شيئاً ينسيها ما تكابده من مشاق، ربما سيذكرني الجيل القادم ولكن إبان رحيلي، سأموت هنا على الطريق كأي قط مشرد ولن أجد أحدا يضع رأسه تحت تابوتي.

 هل الفقر شحاذ يطوف على بيوتنا أليس لديه بيت؟!..أم إنه اتخذ من طريقي درباً، آهٍ يا زعيم المشردين والله قلبي بحر انردم!، كل يوم أمشي في الشوارع وأرى العراكات من أجل لقمة العيش والصراعات من أجل البقاء ، الفقر يأكلنا ويمحو كل شيء جميل.

 ألا تجد في البحر سوى الملح ، ألا تجد في الحياة ما هو جميل ويستحق الكتابة عنه، اليس للبحر جمال الصورة وقت الغروب!.

 البحر خائن مرة مدّ وأخرى جذر، ظلالنا ستكتب على سطحه فينسانا، ليس صديقاً وفيّاً يبدل من أمواجه، مزاجيٌّ مرة هائج وأخرى هادئ، يكذب على العين مرارا حين يقبل جبين السماء، يطهر الأسماك وهو الغدار العميق المخبئ للأسرار، أناني يعكس وجه القمر فيخدع الرائي لكنه يستمتع برؤية زرقته في بساط السماء، مخادع يغوي الغطّاس ثم يغرقه حين يكشف عن ربلته العارية، بخيل يخزن اللآلئ في العمق..

 أنت تغرق في بحر الفقر يا صديقي، وقرطاسك لن يغني إلا لآلام ملحه، سافرْ إلى أوربا ربما هناك تجد الجمال فيتغير مسار قلمك، تبديل المكان ضروري وإن كان الوطن قمراً خجولاً ربما تدفئك شمس الغريب، ستجد هناك معلماً اسمه جون العجوز اذهبْ إليه وقابله وقلْ له إني لا ارَ في البحر إلا الملح، فهو شاعر مشهور بكتابته عن جمال الطبيعة والبحر وجمال النساء الذي يسري في عروق دفاتره.

كان المطر يطرق أبواب البذور، حين اتفقت مع أحد المهربين على السفر إلى أوربا لأنني لا أملك تأشيرة دخول نظامية، دلفنا سفنية لا تسع إلا لعشرين شخصاً بينما كنّا خمسين شخصاً، تمايل المركب وكدنا أن نغرق من العواصف الهائجة ومدَّ البحر بساطه طويلا، مرّة يشد قدمه وأخرى يرخيها، وصلنا إلى البر ثم تركَنا السمسار، مشيتُ على الشاطئ أمتاراً، لمحتُ فتاة تلبس فستاناً أبيضاً عليه طروز ونقوش جميلة، كانت حسناء طويلة القامة، ميّاسة القدّ، سمراء البشرة على خدها شامة تنجذب العين إليها على الفور، توقفتُ أمامها وهي تتحرك باتجاه الشرق أينما أذهب تطل شرقاً، كأنها زهرة عباد الشمس تقبل وجنة الشمس ثم رأيتها تتوارى رويداً رويداً..

ذهب كل منّا في طريق، تجولت في ربوع أوربا ورأيت هدوء الأماكن وكل منهمك بعمله لا أحد يتدخل بالآخر، أما أنا أبحث عن رغيف خبز فلم أجد شيئا آكله ولم ألمح القطط في الشوارع يبدو أن قططها متخمة، أشفق علي البعض وأطعموني

إلى أن وصلت إلى عنوان المعلم جون العجوز.

دنوت من جون وسلمت عليه فقال لي فوراً :

 ما قصتك؟!..

 أيها المعلم العجوز، أنا شاعر دخل نمطاً معينا فلبسه وما عاد يخرج منه، لا أجد في البحر إلا ملحه.

 اتلُ علي بعض مما كتبت.

 البحر مقبرةُ اللآلئ مخزنُ الأسرار والصور.

 لمَ كل هذه السوداوية ؟..تستطيع أن تكتب:

غريبانِ على الشاطئ إلتقيا

تحتَ زخّاتِ المطرْ

كأنّ الوجهَ مألوفٌ

شعورٌ قديمٌ زاده إشتعالاً رذاذ المطرْ

أكملَ المزنُ المهامَ فزادَ حبُّ البحرْ

 لا أستطيع الخروج من هذا النمط، فأنا أجلس على شاطئ البحر لا لجماله وإنما لأني لا أملك بيتاً يأويني، لم أقبّل في حياتي فتاة ولم أتواعد مع إحداهنّ إطلاقاً، فكيف لي أن أكتب، لا بيت يأويني ولا نقود تسخن جيبي.

 ستتعلم..ستتعلم مع الوقت.

درنا شوارع أوربا ورأينا الجمال، ووقفنا على شاطئ البحر لفترات طويلة نتأمل، شاهدنا سحر الغروب ووهج قبس الشروق وحُسن زورق وحيد يمضي في العباب، لكن ما أرّقني عدم حصولي على عمل، ووضعي المخالف للقانون، لم أحصل على إقامة لذا كنت استغفي عن الشرطة، تمنيتُ لو أزور معبد دلفي لأستجلب ما يخبئه كاتب القدر لي.

باشرتُ بالخروج من نمطيتي قليلاً، وجون العجوز يصرف عليّ من ماله لكنه نبهني، ما يصرفه يسجله كدين إلى أن أعمل وأدفع له مصاريفه، فالعادة في الغرب حين تتنزه مع صديقك كل منهم يشتري الشاي أو الشراب على حسابه، وعندما تريد تدخين لفافة تبغ عليك إخراج واحدة فقط دون أن تعطي صديقك.

لم أستطع التأقلم مع هذه العادات الغريبة عني، فإن أردت مصارحة فتاة بحبّك عليك التحديق بلجة عينها، وأنا عيني كسرتها الشمس فصارت رموشي مظلة تُنزل المطر كي لا يتكوم عليها كالسقوف القرميدية.

في يوم كان بساط السماء الأزرق جريئاً والطريق صافٍ، توجهنا أنا وجون العجوز إلى التنزه على شاطئ البحر والشمس تهدي شعاعها الأول دون ظلال، كان برفقتنا فتاة حسناء هي ابنة جون تلبس فستاناً قصيراً يبدو من خلالها ملامح جسدها الأنثوي الصارخ.

قال لي جون ألقي علي ما كتبت في الفترة الأخيرة:

 أمضي إلى صديقي الأبيض يضحك من ثغر الشمس .

أمشي مع صديقي الأصفر يشرد في شجرة الليمون.

أجالسُ صديقي الأسود يبكي تحت ظل شجرة البلوط ويتلاشى.

 تغير طفيف ولكن جيد، الآن انظر إلى ابنة أخي واكتب عنها شيئاً.

 حبيبتي ترقصُ عاريةً تحت ضوءِ الشمس ِخلعها الليل.

ضحك جون وتابعنا سيرنا وعندما أدخل يده إلى جيب قميصه ليخرج غليومه، سقطت من جيبه صورة، إلتقطت الصورة وأنا أتأمل ملامحها وملامح جون، هي ليست غريبة عنّي، تذكرتها على الفور هي نفس البنت التي إلتقيتها على شاطئ البحر محال نسيانها، هي صاحبة الشامة الجميلة على وجهها، لكنها صورة قديمة فكيف ذلك؟!..أثارت فضولي فسألت جون العجوز:

 من هي يا معلمي؟!..

 لا تفتح الجرحَ كمبضغِ الجرّاحْ

قد انطفأت كما قتلَ الليلُ الصباحْ

أصريت على جوابه وهو يتهرب قد انقلب وجهه مكفهراً غاضباً، لم يكن ذلك العجوز المبتسم، أجابني بعد إصراري:

 كانت حديقة أزهار أتأمل جمالها، والآن تخنقي ذكراها، كانت هاوية غطس عاشقة البحر، تحبه كأنه حبيبها، أرادت أن تحقق رقماً قياسياً في الغطس نبهتها أن لا تفعل، لكنها أبت، غطست ولم تخرج في ذاك اليوم الذي حمل لافتة من "الحب ما قتل"، بحثنا عنها مطولا ولم نجدها قد بلعها البحر منذ أربعين عاماً، أمرّ من هنا مراراً لألمح طيفها لكن لا فائدة ليتني أراها مرة واحدة ولأمت بعدها لا ضير، الآن أرى البحر أكل حبيبتي وخان صداقتي، وأنا أتغزل به وأكتب القصائد عن جماله، ربما أنا بائع للأوهام لكن لأجل حب حبيبتي أشدو لغريمي، مؤلمٌ أن تغني لمن يسرق فرحك ويبكيك.

 مستحيلٌ يا سيدي أنا رأيتها بأم عيني على الشاطئ، كانت هي وأكاد أجزم بأصابعي العشرة إنها ذاتها، من المستحيل نسيان جمالها.

 صه!..أتكذب على عجوز هرم، قصة مضى عليها حوالي نصف قرن ، أغلق الموضوع.

 أقسم لك يا سيدي إني رأيتها قرب الشاطئ وأنا أعرف المكان، هي نفسها ربما تسكن بالجوار.

أمسك العجوز برقبتي وحاول خنقي وهو يبكي، وينادي ملء صوته: ارحلْ من هنا.

استاءت حال جون العجوز وبقي في عزلته أياماً بدا وجهاً أخر لا يعرف السكون إلى أن ناداني وقال لي: خذني إلى المكان الذي رأيتها فيه.

بحثنا عنها في كل مكان وسألنا كل من يسكن بالجوار وما من أحد رآها أو لمحها، ما من أحد يعرفها، وجون العجوز يؤنبني: لم يبقَ منها شيء أيها الغبي، لقد أكلت الأسماك جسدها الناعم، آهٍ!.. يرجع إلى الحياة الجرح القديم.

فَقد جون الثقة بكلامي وجهزنا أنفسنا للرجوع والشمس تعلنُ شروقها، لمحتُ طيفاً يتحرك شرقاً، بان وجه الطيف جيدا هي نفسها الفتاة ذات الشامة الجميلة، بفستانها الأبيض والزخارف التي تتمايل على ثوبها كعنقود العنب.

صرخت حينها بكل ما أملكه من صوت: جون...جون...تلك هي ..هي ذي تمشي..إنها هناك انظر إليها شرقاً، أمعن النظر مازالت على قيد الحياة.

إلتفتُ خلفي كان جون واقعاً على الأرض يعانق الرمل وقد إنطفأت الآمال في وجهه، حملت جون لأدفنه في مكان ولكن الرمل لا يصلح لا للزرع ولا للدفن، فكيفَ أدفنكَ يا جون ؟!..رميته في البحر، فقد تغزّل بالبحر طويلا ولا أظن العباب ينسى فضله أو يخونه، ولربما يجد من يحب هناك.

بعد أن مات جون لم يبق لي شيء في أوربا لا إقامة لدي ولا نقود ، صنعتُ قارباً لنفسي وبقيت أبحر من منطقة لأخرى، اعتمد على الطبيعة في غذائي وكسائي، الطبيعة لا تبخل علينا، منذشهور وأنا على متن الزورق، البارحة كنت نائماً أيقظني صرير الرياح، فتحت عيني وجدت الفتاة صاحبة الشامة الخلابة على خدها، تضحك وهي وراء حبل الغسيل، دنوت منها لأستفسر منها هل هي من الجن أم الأشباح، فحبيبة جون العجوز ماتت من زمن، هربتْ مني واختفت في الظلام عارية، بقي فستانها على حبل الغسيل ينام القمر فيه ليلاً والشمس تلبسه صباحاً، هذه هي قصتي وما حدث معي .

صرخ الشرطي في وجهه:

 اخرس..أنت كاذب، من هي الفتاة التي قتلتها وكيف قتلتها؟!، وهل يرجع الأموات إلى الحياة، وكيف قتلت العجوز؟!...

 لا أكذب وأنا أتكلم الحق، ربما أصابني مس لكني واعٍ بما يجري حولي وأنا أقول ما شاهدته؟..

 من أين أنت؟..

 من بلاد الله الواسعة.

 ما جنسيتك؟..

 بني آدم.

 ما ديانتك ؟..

 أعبد الله.

أمر الضابط الشرطي أن يكبلوه بالأصفاد ويأخذوه إلى السجن ثم يرحلونه إلى بلده، كان في تلك اللحظة سعيداً فالسجن لا يحتاج إلى إقامة ولا إلى جنسية وال

طعام مجانٍ والسرير أيضاً، ناهيك عن أن الليل طويل فيه، أخذه الشرطي وهو يغني بصوت آثر:

لنْ تبقَ عارياً في الظلام

سيلبسكَ الصباح

تنقصك شعلة لتصبح كمال الإحتراق

أيها المحترق من ملح البحر

يا بحّارة السفر

الريح مرساتك

العين الامارات ١٢ ١٠ ٢٠١٠


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى