الجمعة ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم سمير صابر الجندي

موجة

قُضي الأمر، ما عدت أسمع تلك الأصوات الكثيرة التي داهمت سكوني وصمتي، تحررت من بقايا أضغاثي، ذهبت وساوسي، لم يكن أمامي من خيار آخر غير هذا، شحذت سيوفي بعد أن أخرجتها من جرابها، لن أعيدها إلى صمتها، أشهرتها فانقشع غبار العواصف مرة واحدة، وبانت السماء زرقاء صافية لا تشوب ألوانها شائبة، تتوسطها الشمس بجمال حالاتها، دافئة مضيئة بهية كبهاء وجه نيسان، ما عدت اتلعثم بحرف من حروفها...

اتقيت، صبرت، تحملت رائحة العفن، سلَّكت مجاري القذارة بيدي العاريتين، ليلي بارد، وبراكيني مراجل نار تصهر نومي... نعم، لن أضع سيوفي في جرابها بعد اللحظة، سأجعل سنان رماحي تلمع في وجه من تسول له أحلامه بالعبث بأشيائي، لملمت ما تبعثر مني في أيار وفي حزيران، وأيلول، وتشرين، وكانون، وأسلو، ومدريد، وكوبنهاجن، وواشنطن، وواشنطن، وواشنطن... لن أجلس منتظرا طعام الغداء أو العشاء، لن آبه بمدفع الإفطار... لكنني بانتظار مدافع الفجر... الفجر الآتي من البعيد البعيد، الآتي مع موجة تعانق رمال عسقلان...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى