الأربعاء ١٧ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم أحمد بلقمري

عازف النّاي

تحت شجرة الزّيتون كانا يلتقيان، يحلمان،
ينثران جسميهما على تراب الأرض كما ينثر
الخريف على الثّرى أوراقه.. يخرج نايه من
حقيبته كما يخرج شيخ ورع سجّاده للصّلاة،
يعزف لحبيبة قلبه أعذب الألحان بصدق
البرهان، معزوفة للحبّ و الحياة، يعزف
حتّى تكاد تخرج روحه عبر ثقوب نايه.. تتداخل
الأشياء، وتتحدّ رويدا رويدا، تحت الشّجرة
نفسها يرسمان الشّمس و القمر، يخطّان
الحياة بخطوط خضراء موغلة في الحسن،
ويطيران نحو السّماء في مشهد نورانيّ يكاد
يضيء.. كانت تنظره وتحاوره، أمّا هو
فيستمرّ في العزف، بعمق، بقوّة، بحبّ، كان
يعزف حتّى يستدعي الرّوح النّورانية فيها..
على أنغام معزوفته الجميلة صرخت حبيبته
طبيعيّة، لأوّل مرّة كما لم تكن يوما، صرخت
كما لو استخرج من قلبها جنيّا جثم على
قلبها، فتلوّن بالسّواد.. سبحا في فضاء
الله.. سألته إن كان سيطول بهما المقام في
سماء الرّب فاشتدّ عزفه، قالت بأنّها تشعر
بالجوع فتوقّف عن العزف، وقال: الآن يا
حبيبتي حان وقت العودة.. قالت: ما هذا
الرّماد الذيّ يلفّ الجوّ؟، قال عازف
النّاي: إنّها بداية خلقنا من جديد، الآن
اتّحدت أرواحنا وانتهى العزف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى