الأربعاء ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم مصطفى أدمين

أصنام القرن الواحد والعشرين

لكلِّ عصر، وشعب، وأرض أصنامُه.
هذه الأصنام اتخذت أشكالا مختلفة ومتنوعة؛ وتجسّدت في الخشب، والحجر، والمعادن، والكواكب.
البوذيون عبدوا بوذا الذهبي، والفراعنة عبدوا كائنات برؤوس حيوانات وأجساد بشرية، بل عبدوا الفراعنة وما هم سوى آدميين يصيبهم الفرح والغضب، والحزن والمرض، والرجاء والخوف... ذكر الإمام الشهرستاني في كتابه «الملل والنحل» أناساً صنّموا وعبدوا أشياءً يستحيل علينا فهمها؛ مثل أولئك الذين رأوا في فرج المرأة «آية للكون» من حيث قدرتُه على «الخلق» وكان قد سمّاهم بـ «عبدة الفرج».
في عصرنا هذا أرى أن الناس تخلّوا عن عبادة الله، واتخذوا لهم أصناماً يعبدونها ويهابونها ويرجون أفضالها.

في هذه المقالة المقتضبة، سأذكر هذه الأصنام بالترتيب التصاعدي حسب رأيي فيها ولغرض أن يتأمّلها القارئ:

7 ـ المظهر: وهو صنم يتجلّى في التجميل واللباس وارتداء الحلي وامتلاك العقار والسيارات وتدخين السيغار...

6 ـ المخدّر: من كوكايين وخمور... يعتقِد المستعبدون له بأنّه يجلب لهم السعادة، والعكس هو الصحيح.

5 ـ الجنس: والمقصود به التهافت على جسد المرأة والخضوع لسلطته والاعتقاد بقدرته على إدخال العبد إلى النعيم، ولا يهمّ إن كان نعيماً مؤقّتا؛ أو سببا للمشاكل الاجتماعية من طلاق، وسرقة، وقتل...

4 ـ الزعيم وصورتُه: الذي يسهلُ تشبيهُه بإله؛ نحن نعلم أنّه ليس كذلك، ولكنّ سلوكنا تُجاهَه يشي بهذه الصفة.

3 ـ الكاميرا: من أقوى أصنام وآلهة القرن الواحد والعشرين؛ الكاميرا يهابها ويأمل نعمَها حتى أقوى الزعماء...

2 ـ غوغل: كاد هذا الصنم أن يكون «عليما بكل شيء» في اعتقاد من يؤمنون به؛ فتراهم يهرعون إليه كلّما أرادوا معرفةَ أمر من الأمور

1 ـ المال: كاد هذا الأخير أن يكون أقوى الآلهة على الإطلاق؛ فعندما يعرف العبد طريقه إليه، وعندما يشمله برضاه؛ يصير العبد سيّد الأسياد، وقد يصير واحدا من الآلهة.

أنا أحترم معتقدات الناس، ولكنني متحرّر من عبادة الأصنام، وأحمد الله على ذلك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى