الثلاثاء ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم مصطفى أدمين

الشرّ:معناه وأصله

معارضة الحاكم ليست من الشر، وإذا كان هذا الحاكم عادلا؛ فمعارضتُه واجبة وجوب المبادئ الأخلاقية العظمى لما في ذلك من تحقيق للعدالة وحقن للدماء واستحياء للأرواح.

أمّا إذا كان مستبدا وقاهرا لشعبه ودمويا؛ فإراقة الدم من أجل حقن الدماء ليست من الشرّ كذلك.
مقاومة الشعوب للاحتلال بجميع أساليب المقاومة، عملٌ خيِّرٌ لأنّ فيه حفظاً لكرامة الإنسان.

أمّا الإرهابٌ فسلوكٌ محتقرٌ لأنّه جُبْنٌ كلُّه سواءً كان إرهاب دولة أو إرهاب مجموعات متطرّفة أو أفراد معزولين.
من الشرّ الذي لا غبار عليه: تدعير الأطفال وإجبارهم على الشغل والمخدرات والزواج المبكّر واستباحة أعضائهم الجنسية بالختان (بالنسبة للإناث).
امتلاك دولة إسلامية للقنبلة النّووية لا علاقة له بالإرهاب والشرّ؛ بيد أنّ معاقبة هذه الدولة سياسياً واقتصاديا وأخلاقيا شرٌّ أكيد لأنّ فيه تجبُّر وتحقير وتربّص.

الشرّ قبل كلِّ شيءٍ نيّة؛ نيّة الإبادة.

لا يكون الشرُّ موجّها دوما ضدَّ الإنسانية؛ فإعدامُ الطبيعة شرُّ: التلوّثُ، الاحتباس الحراري، القنص العشوائي، الصيد المفرط، الاستغلال الفاحش للثروات الطبيعية من ماء ومعادن وخشب... كلُّها من الشرّ.

عندما ترى ذئباً يفترسُ أرنباً، إيّاك التفكير في الشرّ؛ فالذئبُ لا يفترس؛ إنّه يقتات وضميره خالٍ من أيّ نيّة في الإبادة.
لا وجود للشرّ بدون وجود بني آدم؛ لأنّ بنو آدم «يفكِّرون».

أساس الشر لدى البشرية من الغيرة. لننظر في قصّة إبليس مع الله؛ وقصّة قابيل مع أخيه هابيل.
من يقترف الشرَّ شخصٌ غير ناضج إنسانياً، قد يكون من البشر، لكنّه لم يرْقَ بعدُ إلى الإنسانية.
الشرّير كائن طِفلي فقيرٌ.

متى ينضجُ الكائن البشري ويكتسب إنسانيتَه، لا يمكن له أن يقوم بالأفعال الشريرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى