السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم فريد النمر

الحب أمنية الوطن

«كل القلوب تغمرها الفرحة عندما يكون الحب هو الوطن والوطن قمة الحب»

الحب مملكتي ولحن أذاني ومذاق حسي وانتشاء بياني
والحب أنساني الذي في داخلي فأسمع غناء العشق من إنساني
والحب إمضاء يوقع نبضتي فأقرأ خطوط الكف في عنواني
فرض عليا الحب مذ كان الهوى سحر القلوب ونغمة الآذان
كالطير أرتشف الغناء بوقته كمواسم التفاح في الأغصان
أنى يداعبها النسيم ترنحت للقطف في شوق من الهذيان
هذي دناني للهوى عبأتها فتألقت طهرا من الألوان
كنوارس الشطآن يخفق جنحها كبيادر الأنهار بالجريان
تتلوا الغرام على ارتعاشة موجة حلم الضفاف بريشة الفنان
ما هزّها في الحب غبّ لحونها أو عاقها وخز على جنحان
زغبُ الصباح يرفّ في أنحاءها وهجا يناغم لوحة الخلجان
وصدى السلام خرائط رسمت على قمم السماء ونشوة الأكوان
وطن بمعنى الشوق يغزل معطفي دفء الشراع بجولة الرّبان
أثثته للقلب في إملاءة للفجر رسم الرائع الريان
ونقشته نبضي، ارتعاشة أحرفٍ هي للرؤى للحب للتحنان
وسكبته للسادرين سلافة طافت بكأسٍ مولع سكران
شدت تغاريدَ الصباح بأضلعي في رشفة من عاطر جذلان
فنمت وضلع الشوق ينسج لحظة وبيادر الرعشات نقش جفان
كنسائم العشاق ترفل بالوفا كزنابق الأفراح تأتلقان
لمعت على حدق يرفّه بوحه غصن المساء الراقص الرنان
وأنا كمد البحر في شرفاته توق النهار لقصة الشطآن
وأنا الأصالة "كالقطيف" وتربها لم ترتشف إلا بترب حنان
جاءت تغنيك النخيل كلهفة الأطفال في عيدٍ على الأجفان
أنى يراقصها الولاء تعشقت وحي الرمال يبوح بالهيمان
ألقٌ بها كالماء يغسل قلبها طهرا من الإحباء والرضوان
نشر الغناء عليها من أسراره ثوب النقاء وحكمة التبيان
ولكم تعمّدها الوشاة بحبرهم فأبت تجفّف نبضة لرهان
ومضت تعبّ الحب في أشذاءها عبّ القلوب بنشوة الولهان
وتعملقت والأمس عطر سلالها تقضي حقوق النبض للخفقان
كم تزدهي والشوق في جنباتها ينمو بغصن الحب للإخوان
سُكُب التراب فكأسها حيث انتشت روح المروج ورقة الغدران
ريانة الخفقان تسكر بوحها ترى هل يجوز السكر بالأوطان
ثملت بمعناه اللحون وتيمت رغم الرماد ولوثة الدخان
لم تذخر في العشق لحظة عاشق تهدي الأصيل لشهوة الأزمان
تلك القلوب بنقش حب بلادها وطن من الآمال والالحان
لأخوة في الحق ترسم ثغرها لشراكة في الفكر والإنسان
غرست جذور نمائها بعقيدة لله ,للإيمان, للأديان
وتورقت والروض بوح عدالة تضفي الوداد مساحة لجنان
كم أودعت لغة المحبة قلبها واعشوشبت بلمى الهوى الوسنان
"شرقية" الآمال توقد زيتها فلقا يجيد حكاية الذوبان
مهما تقاذفها العتاة بظنهم أو حدّها جوّ من الغليان
جادت بحب الأرض في قاموسها وتلت فؤادا مرهف الوجدان
هذي ضفافك يا بلاد نقية كالتبر تلمع بالهوى الفتّان
بلد لعمرك لو نثرت جمانه لحسبته كونا بكل جنان
خضراء تغرس في النفوس حنينها مذ رفرفت عشقا يلم كياني
هي أمة التوحيد بلّ حروفها النهج السويّ بجوقة الميزان
فمتى نخيط الحب في وجداننا ألقا يمجّ قطيعة الإخوان
ومتى نعانق بالمحبة بعضنا ونصد أقبية من الغثيان
ثغر إلى الوطن الكبير يضمنا وهج الحضارة رائع العنوان
وطن كأن الفجر لون دمائه رمز الوفاء بعزة الأركان
ما أجمل الوطن الذي في قلبنا أتراه يغسل لوعة الحرمان
بجميل قلب قد تورق نبضه رأي الحكيم بصحوة الفتيان
ما غرّهم في الحب ظفرُ توهم للبغي يبدي غضبة العدوان
حرُ الجنان ينثال من أفضاله كالطهر يمحو عثرة الأقران
إنّا ليجمعنا التراب وكلنا وطن من الإسلام والإحسان
وطن يمدّ الخير نحو كرامة تقضي حقوق الدار للإخوان
وطن بحجم الحبّ نعشق أرضه فرض على الأبناء والخلان
حتى كأن الوقت في أفياءه لغة تخصُّ فضائلُ القرآن
فله تسال الروح ذودا للفدى أمر القلوب على وفاء رهان
فابقوا لدين الحب خفقة عاشق تهب الإخاء مودة الوجدان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى